أخبار

الأنظمة الاستبدادية ترتعب من الإعلام الإلكتروني أكثر من المدافع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتبر ناشطون واعلاميون أن الإعلام الإلكتروني اخترق القيود التي تحكم التقليدي وكشف فبركات الأنظمة التسلطية بحيث زاد حجب الحقائق من عزلة الفئة الحاكمة عن الشعب. وأكدوا فعاليته في تحريك الشعوب وإعادة دور السلطة الرابعة للإعلام مشيرين إلى اختلاف مضمونه عما ينشر في شبكات التواصل.

الإعلام الإلكتروني اخترق الحواجز التي تحكم التقليدي

قالت خولة مطر مديرة مركز الأمم المتحدة للاعلام في القاهرة في تصريح خاص لـ"ايلاف" إنّ الثورات أثبتت مدى أهمية الاعلام الالكتروني، وخاصة أن جيل الشباب يجد نفسه في أنواع هذا الاعلام المختلفة سواء المواقع الالكترونية أو الشبكات الاجتماعية، وقالت" لا أريد أن أقول إن الثورات العربية انطلقت من الفايسبوك، ولكنها كانت عاملا مساعدا في ايصال حركة الشعوب عندما تغلق كل القنوات الاخرى".

وأكدت خولة مطر "عندما يكون الاعلام بمجمله مراقبا من قبل السلطات يكون هناك مساحة عن طريق الاعلام الالكتروني لايصال أصوات الفئات المهمشة، والاعلام الالكتروني مهم بالنسبة إلى من لا يستطيعون الوصول الى وسائل الاعلام التقليدية".

واعتبرت مطر "أن الاعلام الالكتروني خلق مساحة للقضايا الاجتماعية التي بدأ الاعلام التقليدي بالابتعاد عنها بسبب سيطرة الدولة أو سيطرة الرأسمال بأجندة وسائل ربحية وليست كوسيلة لايصال المعلومة الصحيحة وخلق التغيير المطلوب" .

بدورها اعتبرت ليلى الشيخلي الاعلامية في فضائية الجزيرة القطرية في تصريح خاص لـ"ايلاف" أنّ الاعلام الالكتروني استطاع أن يخترق حواجز الاعلام المرئي، مبررة أنّ " هناك قدرا أكبر من الراحة في الاعلام الالكتروني لأنه ليس بالضرورة ان ينشر الكاتب اسمه أو أن ينشر صورته ما كسر حواجز الخوف "، لكنها في الوقت نفسه رأت "أنّ هذه الأريحية في الإعلام الالكتروني تفتح الباب أمام تجاوزات يجب أن ينظر من خلالها القائمون على الاعلام الالكتروني بعين الحذر" .

ليلى الشيخلي الاعلامية في فضائية الجزيرة: الاعلام الالكتروني استطاع أن يخترق حواجز الاعلام المرئيخولة مطر: الاعلام الالكتروني خلق مساحة للقضايا الاجتماعية التي بدأ الاعلام التقليدي بالابتعاد عنها

وأكدت "أن الاعلام الالكتروني بات أكثر حذرا، ويمضي أكثر حرصا على التمييز بألا يقع في أفخاخ أشخاص يحاولون استغلاله بطريقة معينة عن طريق عدم إظهار اسمهم الصريح ".

ورأت "أن الأمر بقدر ماهو بسيط بقدر ماهو شائك فالاعلام الالكتروني سلاح ذو حدين "، وقالت "إن الجرأة تتسع لمن يتكلم في الاعلام الالكتروني اذ يمكن أن يتحدث بحرية مطلقة، الا أنّ هناك مسؤولية كبيرة في فلترة المعلومات ".

ونوّهت "من كان مشككا في قدرة الاعلام الالكتروني على إثبات نفسه فقد تغيرت وجهة نظره، واعترف ان الاعلام الالكتروني بأنواعه وصل الى مرحلة متقدمة من النضج، ومن كان يريد معلومة وافية وسريعة فما عليه الا اللجوء الى هذا الاعلام ".

وشددت على أن المخاوف والشك قد رحلا الى غير عودة وتبددا يوما بعد يوم، وعبّرت عن اعتقادها" أنه ليس من المطلوب أن يجد الاعلام الالكتروني مكانا بديلا لأنواع اخرى من الاعلام"، وأشارت الى "أن هذا ليس هو المطلوب أو الهدف أو المرجو منه بأية حال من الاحوال ،فالمهم ان الاعلام الالكتروني أصبح مصدرا مهما للمعلومة وتكامل مع بقية وسائل الاعلام المتنوعة" .

من جانبه قال الدكتور السوري عزو محمد ناجي المتخصص في العلاقات الدولية والنظام السياسي، في لقاء مع "ايلاف" إن "الإعلام الإلكتروني المتمثل بالإنترنت أصبح أكثر قرباَ من الجمهور من الإعلام التقليدي الذي يقوم على الراديو والتلفزيون والصحف والمجلات التقليدية، ذلك أن الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية أصبح له القدرة على إبداء رأيه بشكل أكثر حرية ومن دون أي حواجز. فمن المعروف أن الإعلام التقليدي يكون عليه قيود بحسب الدولة الموجود فيها، وتزداد هذه القيود في الدول التسلطية الدكتاتورية التي عادة ما يكون لها رأي واحد لاتقبل أن ينافسها عليه أحد".

شبكات التواصل والصحف الإلكترونية تتيح كشف الدعاية السياسية والفبركات

وقال الدكتور ناجي إن الدول التسلطية تسخّر وسائل الإعلام التقليدية لمصالح الفئة الحاكمة فيها سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو دينية، فالصحف الالكترونية والمجلات الالكترونية ومواقع الإنترنت وصفحات الفايسبوك والتويتر والمدونات الشخصية ومحركات البحث تجعل المتلقي للرسالة الإعلامية أكثر قدرة على الوصول إلى الحقيقة وتمييز الخبر إذا كان مفبركا أو دعاية سياسية موجهة وذلك بمقارنة المادة الاعلامية في عدة صفحات ومواقع للوصول إلى أكبر قدر من صحة الخبر، لذلك عملت الكثير من الصحف والمجلات التقليدية والإذاعات والفضائيات التلفزيونية التقليدية على الإستفادة من الثورة المعلوماتية بإنشاء مواقع لها على الإنترنت تصدر أو تبث مادتها الإعلامية في الوقت نفسه الذي تبثه أو تصدره في قنواتها الإعلامية التقليدية".

ولكنه رأى "أن تأثير الإعلام الإلكتروني على الشبكات الإجتماعية أقل من تأثير الإعلام التقليدي إلا أن هذا يحصل في الدول المتخلفة حيث تزداد نسبة الأمية والجهل والفقر في معظم قطاعات الشعب".

وطرح مثالا سوريا، وقال" انها من أقل دول الشرق الأوسط في استعمال الإنترنت بسبب السياسة الممنهجة للنظام القائمة على إبعاد تأثير الإنترنت ومعلوماته عن أكبر قطاعات الشعب بقصد الحفاظ على مميزات الفئة الحاكمة واستمرارها أكبر فترة ممكنة، وهذا ما ساهم في إضعاف التواصل الإجتماعي بين الأفراد في سوريا، فوجود الكثير من صفحات الفايسبوك حول الثورة السورية على سبيل المثال لا يعني وصولها إلى أكبر قطاعات الشعب فهي تصل لفئات محدودة جداً من الفئات، ولهذا فمعظم قطاعات الشعب تعتمد على الفضائيات و الإذاعات المسموعة للوصول للمادة الإعلامية حيث تبث الكثير من المحطات الفضائية والتي تلقى قبولاَ شعبياَ مثل العربية والجزيرة والبي بي سي وأورينت -التي تأخذ الكثير من المادة الإعلامية من صفحات الإنترنت- بعكس دولة مثل تونس أو مصر حيث تزداد نسبة مستخدمي الإنترنت، وهذا ما ساهم في نجاح ثورتيهما بشكل أسرع". وأفاد "أيضاَ في الإمارات العربية المتحدة نجد ارتفاع دخل الفرد ووجود مدى كبير من الحرية ما يجعل الفرد له عدة مصادر لتلقي المعلومة أو المادة الإخبارية أو الإعلامية وبالتالي يكون أكثر قدرة على الوصول للحقيقة، لكن هذا لا يعني أن الجمهور في هذه الدول لا يتأثر بوسائل الإعلام التقليدية فيظل تأثيرها كبيراَ لكنه يقل كلما ارتقت الدولة في سلم التقدم والعلم في جميع المجالات ومنها تطور الإعلام ووسائله حيث الإعلام الرسمي لا يلقى قبولا لدى الشارع الشعبي في الدول المتخلفة بعكس الدول المتقدمة التي تقدم أكبر قدر من الحقيقة" .

حجب الحقائق يزيد من عزلة الفئة الحاكمة عن الشعب

حول نقاط الالتقاء والتباعد بين الإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي، أجاب ناجي "بالنسبة إلى نقاط التقارب، الكثير من الفضائيات والإذاعات الغربية والعربية المستقلة تعتمد على جانب من مادتها الإعلامية على الإنترنت، ما يسرع من نشر هذه المادة، ويكشف الكثير من اللبس فيها."

وأضاف: "تحاول الأجهزة الإعلامية التقليدية في الدول التسلطية والدكتاتورية حجب الحقائق التي تؤثرفي الجمهور ضد الفئة الحاكمة والمستفيدة في هذه الدول، لكن لا تلقى قبولاَ واسعاَ لدى الجمهور لعدم مصداقيتها وهذا ما يجعل تأثيرها أقل من تلك المستقلة أو الغربية. ويحدث هذا شرخاَ كبيراَ بين المرسل والمتلقي في هذه البلدان ويزيد من عزلة الفئة الحاكمة عن شعبها، وبالتالي هذا ما يعجل بانهيار هذه الأنظمة، وهذا تصديقاَ لمقولة نابليون بونابرت " إني أخاف من صرير الأقلام أكثر مما أخاف من دوي المدافع "، فالإعلام المسؤول والواعي والصادق يزيد من ترابط الجهور بالمرسل وترابط الشعب بحكومته"، واعتبر أنّ "العكس عندما يكون إعلاماَ كاذباَ ولا يكون موضوعيًا فيزيد من عزلة الحكومة عن شعبها" .

وعن نقاط التباعد قال "الإعلام التقليدي المستقل كما ذكرنا سابقاَ يأخذ الكثير من مادته الإعلامية من الإعلام الإلكتروني، إضافة إلى تحليله الموضوعي والعلمي ما يجعل له قبولاَ شعبياَ ومصداقية عند المتلقي، بعكس الإعلام التقليدي في الأنظمة الشمولية والدكتاتورية فهناك فجوة كبيرة بينه وبين الإعلام الإلكتروني ما يجعل مصداقيته عند الجمهور قليلة وغير ذات فعالية، وهذا ما أظهرته الوقائع على أرض الواقع في كل من تونس ومصر حيث فشل فشلاَ ذريعاَفي كسب تأييد الشعب بينما نجحت القنوات المستقلة في إيصال الحقيقة وكشف زيف الإعلام في هاتين الدولتين، ما عجل من انتصار ثورتيهما، خاصة أنهما تواكبتا مع دعم الإعلام الإلكتروني في صفحات التواصل الإجتماعي الفايس بوك والتويتر واليوتيوب والمدونات والصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية .

وأوضح أن "الإعلام الإلكتروني نجح بشكل أكبر بكثير في إحداث تحريك الشعوب العربية ولكن من خلال اندماجه مع الإعلام التقليدي المستقل غير التابع للحكومات العربية بينما فشل الإعلام التقليدي في ذلك على الرغم مما حاولته تلك الحكومات من تجنيد الكثير من مؤيديها في الإعلام الإلكتروني من خلال صفحاتهم والمواقع الحكومية التابعة لها وإنشاء الكثير من الصفحات على الفايس بوك والتويتر واليوتيوب ومحاولة الرد على المثقفين المستقلين وخاصة من جيل الشباب الذي له اطلاع كبير على تقنيات الإعلام الإلكتروني، حيث أظهر عجزهم عن الدفاع عن هذه الحكومات وأنظمتها إضافة إلى أسلوبهم غير العلمي والذي فيه الكثير من البذاءة والكذب والافتراء وهذا يعني إفلاسهم اللا محدود في مواكبة حركة التطور في مجتمعاتهم" .

وعبّر هيبيت حلبجة الناشط والاعلامي السوري عن اعتقاده "أن تأثير الإعلام التقليدي قد ضعف واهتز بصورة واضحة جدأُ بعد ولادة الإعلام الإلكتروني، ولاسيما الجاد منه، فالإعلام التقليدي، في المنطقة العربية، كان وما زال من مخلفات الحرب الباردة، وضحية مفهوم الأدلجة السطحية، والتنازعات الحدية ما بين أطراف واصحاب اللعبة السياسية، ولذلك كان هذا الإعلام هو وسيلة وليس ( مفهوماُ إعلامياُ )، أي إنه كان وما زال مجرد ابداء رأي معروف مسبقاُ ومحدد الأطر، إضافة إنه جامد، غير متوفر باللحظة، وما زال تداوله ليس سهلاُ، فأعتقد أن دوره التاريخي قد انتهى، لاسيما وأن مواصفات الإعلام الإلكتروني لاتحصى، الليونة، المرونة، الآنية، التكلفة القليلة، مفهوم الراحة، السرعة ".

السلطة الرابعة تؤثر في الجمهور وفضحت ممارسات الأنظمة

قال ناجي: "حاولت الحكومات في كثير من البلدان الدكتاتورية قوننة الإعلام الإلكتروني من خلال إصدار قوانين تمنع إنشاء مواقع أو مدونات أو صحف إلكترونية إلا برخصة تحدد مكان واسم وعنوان المستخدم وتمنعه من نقد الحكومة أو النظام السياسي أو التعبير عن آراء ترفضها هذه الحكومات على أساس أن البعض يحاول تزييف الحقائق، وهي بالطبع الحقائق التي لا تقبلها السلطة الحاكمة، كما تم حجب الكثير من المواقع المستقلة في هذه الدول مثل موقع الحوار المتمدن الذي ينشر جميع الآراء، إضافة إلى تسخير الكثير من خبراء القرصنة والهاكرز في هذه الدول بل والاستعانة بخبراء من دول متقدمة وبإغراءات مالية كبيرة، لضرب مواقع وصحف تكشف حقائق هذه الأنظمة. لكن ازدياد الوعي الشعبي والتعليم والثورة المعلوماتية جعل التزايد الكبير في نشر المعلومات وتدفقها عبر وسائل الإعلام الإلكتروني خاصة أن هذا الإعلام قد أصبح مدموجاَ في كثير من الأحيان بالإعلام التقليدي المستقل وهذا ما فتح عصرًا جديدًا للإعلام الإلكتروني وجعله مؤثراَ حقيقياَ في الجمهور أكثر من الإعلام الرسمي السلطوي في الأنظمة الدكتاتورية ".

ومفاد ذلك عند ناجي هو أن الإعلام الالكتروني قد أعاد للسلطة الرابعة دورها وتأثيرها في التأثيرفي الجمهور، حيث ظهرت بوادر هذا التأثير في فضح ممارسات النظام ورموزه ومدى استفادتهم من مكانتهم في هذه الأنظمة على حساب شعوبهم، ومدى ارتباطهم بدول المركز الأوروبية والغربية والمساهمة الكبيرة في نهب شعوبهم، واستمرار دولهم في حفرة التخلف والجهل والتبعية، وأظهر عجز هذه الأنظمة والحكومات الدكتاتورية عن الدفاع عن نفسها أمام شعوبها.

وأعطى مثالاً حول إظهار الإعلام الالكتروني المندمج في أكثر الأحيان مع الإعلام التقليدي المستقل، فداحة الجرائم التي قام بها النظامان التونسي والمصري بحق شعبيهما من استغلال للثروات والمناصب الإدارية لتحقيق مصالحهم الشخصية، كما أظهر مدى تبعية هذه الفئات للشركات غير الوطنية أو العابرة للقارات في نهب شعبيهما، وما لهذه الفئات من أرصدة في الخارج تم جمعها على حساب شعبيهما، وما تحقق من أذى لهذين الشعبين بسبب ذلك.

الإعلام يتميز عن التقليديبالمجانية ويتكامل مع شبكات التواصل

شلال كدو ناشط سياسي كردي وقيادي في الحزب اليساري قال في تصريح لـ"ايلاف" "يتميز الاعلام الالكتروني من حيث التأثير عن الاعلام التقليدي، بأن الأول متاح للغالبية العظمى من الناس او من القراء، اذ لا يحتاج المرء ليتصفح جريدة "ايلاف" الالكترونية مثلاً دفع مبلغ من المال يومياً كشراء صحيفة، فضلاً عن انه -الاعلام الالكتروني- يتجدد بسرعة فائقة اي في كل لحظة، بعكس الاعلام التقليدي الذي يصدر كل اسبوع او كل يوم مرة واحدة في احسن او اسرع الاحوال" .

وحول اختلافه عن الشبكات الاجتماعية اعتبر "أن الشبكات متاحة أمام الجميع، وغالبية صفحاتها فردية لأفراد معينين، اذ يمتلك الأفراد على نطاق واسع صفحات متعددة أحياناً على شبكات التواصل الاجتماعي، كونها مجانية ويتشارك فيها الناس جميعاً، وبالتالي فإنها تحتوي على كل شيء، لكنها صلة تواصل عظيمة بين الناس، وكسرت احتكار الاتصالات التي كانت متاحة للحكومات او للجيوش او للأجهزة الامنية دون غيرها، وبفضلها يتواصل الناس من كل الشرائح وتتبادل الاخبار والمعلومات".

وردا على سؤال بالنسبة إلى نقاط الالتقاء بين الإعلام الالكتروني والشبكات الاجتماعية عبّر كدو عن اعتقاده" أن شبكات التواصل الاجتماعي مكملة للاعلام الالكتروني، وقد تؤدي أدواراً ربما مختلفة احياناً، ومن خلال هذه الشبكات يتم على الاكثر تبادل الأخبار والآراء التي ترد في وسائل الاعلام الالكترونية، وبالتالي فإن هذه الشبكات منحت هذا الاعلام تأثيراً اكبر وجعلته يلعب دوراً اهم من ذي قبل، اي ان هذه الشبكات تؤدي بدورها رسالة الاعلام".

فيما قال "إن نقاط التباعد والاختلاف تتلخص في أن الاعلام الالكتروني يؤدي دوراً لا يقل اهمية عن دور الشبكات الاجتماعية التي نحن بصددها، ولا يوجد باعتقادي نقاط اختلاف أو تباعد مهمة او محورية بينهما، فالاثنان يهدفان الى ايصال سرعة المعلومة الى المتلقي الكترونياً" .

واعتبر مزكين ميقري القيادي في حزب يكيتي الكردي ومسؤول الحزب في اوروبا في تصريح خاص لـ"ايلاف" أن الإعلام الإلكتروني يتميّز بسرعته في نقل الخبر ومتابعته الأوضاع بشكل متواصل على مدار الساعة. موضحا"كما نعلم هناك صحف إلكترونية تجدد الأخبار دون الإرتباط بأوقات معينة ونرى دائما الخبر العاجل، وهو ما يميزه عن الصحف الورقية التي تصدر يوميا وعادة أخبارها تتأخر يوما كاملا ولا يمكن أن تكون بطريقة أخرى".

وأضاف "كما أن الإتصال بالإعلام الإلكتروني أقل كلفة ووقتا أيضا، ومع توفر مراكز البحث الإلكتروني كانت القفزة الكبيرة في الإستفادة من هذا النوع من الإعلام".

ورأى هيبيت حلبجة "ان الأمر يختلف كلياُ، وأعتقد أن المشكلة الكبرى ربما هي المصداقية التي تشكل العمود الأساسي في مشكلة الوعي لدى هذه الشبكات، وهنالك رقابة معدومة، ولغة ركيكة، لذلك هي عبارة عن وسائل ليس إلا، وهي تمتلك وظيفة محددة وضمن هذه الوظيفة هي قوية جداُ لأنها وسيلة كما أسلفنا . وهذا يعني تماماُ أنها لايمكن ان ترتقي إلى مستوى الإعلام الإلكتروني، ولو عن بعد، وهذا الأخير هو الذي يمتاز بخصائص تعيد للاعلام مفهومه، قوته، روحه، ومن هنا تحديدا اعتقد أن الاعلام الإلكتروني تأثيره يتجاوز كل حد وفاصل لاسيما في مسألة نضج الوعي، وغدا هو في الحقيقة محور فحوى الاعلام" .

وحول نقاط الالتقاء بين الاعلام الالكتروني والشبكات الاجتماعية رأى هيبيت حلبجة " أن نقاط الالتقاء هي في الشكل بالدرجة الأولى مابين الاعلام الالكتروني والشبكات الاجتماعية، لأن المضمون مختلف جدا، كما إن الوظيفة مختلفة، بل إن الهدف متباين لذلك تسمى تحديدا بشبكات التواصل الأجتماعي التي لايمكن مقارنتها المعرفية بالإعلام الإلكتروني ".

الاعلام الالكتروني نجح في تحريك الشعوب العربية

رأى شلال كدو " أن الاعلام الالكتروني الى جانب الشبكات الاجتماعية، أفلح في تحريك الشعوب العربية الى حد كبير، وما نراه الآن من ثورات في العديد من البلدان العربية، كانت بفضل الاعلام الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي بالدرجة الأساس.

من هنا نرى أن الانظمة الاستبدادية الفاسدة، ترتعب من الاعلام الالكتروني وكذلك من شبكات التواصل الاجتماعي، أكثر ما تخشى من الجيوش الجرارة ومن أسلحتها الفتاكة. وفي هذا الاطار قال إن النظام السوري يضغط كثيراً على صحف الكترونية بالذات، ربما أكثر من الصحف الاخرى التقليدية.

وقال مزكين ميقري إن "الإعلام الإلكتروني ساعد في تسريع الحركة، والشعوب العربية وغير العربية في الشرق الأوسط لم يحركها الإعلام الإلكتروني طبعا، وإنما حركها الوضع المأسوي والظلم الذي تعيش فيه منذ عقود، والإعلام الإلكتروني تمكن من تخطي رقابة الرقيب الإستخباراتي المفروضة على الإعلام التقليدي ومن ناحية أخرى فتح المجال لأعداد كبيرة جدا من أبناء الشعـوب في المشاركة وإبداء آرائهم في الواقع المرير الذي مرت به شعوبنا ولازالت تعانيه ربما سيستمر لأشهر أخرى".

وشدد على" أن الإعلام الإلكتروني والفايسبوك وغيره هو وسيلة اتصال وليس سببا للثورات أي أنه أداة، مساعدة جدا طبعا، وليس سببا مباشرا للثورة كما تصور عجائز الأنظمة الدكتاتورية وشابهم "بشار الأسد" ربما. والدليل أن هذا الإعلام لم يقم بثورات شعبية على غرار ما هو قائم الآن في عدد من دول الشرقين الأوسط والأدنى في البلدان الديمقراطية فتلك الشعوب أنجزب ثوراتها منذ عقود ومنها منذ قرون وهي تمارس حركتها عبر صندوق الإقتراع النزيه والبرلمانات".


وحول مستقبل الإعلام الالكتروني في ضوء المتغيرات في المشهد العربي، أكّد شلال كدو أن مستقبله سيكون مشرقاً شأنه شأن سائر المؤسسات التي سوف تتجدد في العالم العربي، كنتيجة طبيعية للثورات التي نراها الآن والتي ستحدث تغييرات جذرية في سائر مفاصل تلك البلدان التي تشهدها، وسيساهم الإعلام الإلكتروني بقوة في حملة التنمية العامة على كل الصعد بعد انجاح الثورات."

أما ميقري فاعتبر "ان الإعلام الإلكتروني سينتشر أكثر والديمقراطية الحقيقية، المنتظرة قريبا، والتي لا تكون دون حرية الإعلام التامة ستفتح مجالا كبيرا أمام الإعلام الإلكتروني كما ستوضع شروط نشره بشكل حضاري يراعي الآداب العامة والأخلاق الإجتماعية".

ومن جهته، قال هيبيت حلبحة "أعتقد أن الإعلام الالكتروني، كنضج معرفي وكشف المستور، هو السبب الأقوى في تحريك الشعوب العربية، لأنه خلق حالة من الاحتكاك المباشر مع صدق المعلومة والفرز ما بين المواقف، وأتاح للمواطن أن يكوّن رؤية مباشرة، صريحة، واضحة، بل ويستطيع أن يشارك حتى في تحديد بعض أبعادها ومقوماتها ". واعتبر بلا ارتياب" ان الاعلام الالكتروني هو سيصبح، وقد اصبح، أحد أعمدة معطيات المستقبل، ليس لأنه فقط شارك في التغيير، بل لأنه جزء من التغيير، جزء من طبيعة التغيير، بل ساهم في تكوين مفهوم التغيير ".

قوننة الإعلام

واعتبر كدوأن الإتجاه لقوننة الإعلام الإلكتروني في الآونة الأخيرة سيعتبر انطلاقة جديدة، وقوننة الاعلام الالكتروني سوف تمنحه قوة ومتانة اكثر، وسوف يشكل هذا الامر اذا تحقق عصرا جديدا وانطلاقة متجددة بعيدة عن الفوضى التي تعج بها الساحة الاعلامية الالكترونية في العالم العربي في الوقت الحاضر". وبرأيه إن السلطة الرابعة ُافقدت مكانتها في ظل الأنظمة القمعية التي تحكمت بالعالم العربي منذ عشرات السنين او منذ ما يقارب قرن من الزمن، الا ان الثورات التي نشهدها الآن من شأنها ان تعيد السلطة الرابعة الى مكانتها الحقيقية، ولا سيما أن الاعلام الالكتروني أصبح متاحاً لشرائح واسعة من الناس، مع الاخذ بالعلم أن الاعلام الالكتروني اكثر تأثيراً في ظل القمع، لان السلطات ورقابتها لا تستطيع التحكم فيها، كما تتحكم بالاعلام الورقي او التقليدي، من هنا فإن دور الاعلام الالكتروني لإعادة السلطة الرابعة الى مكانتها الحقيقية بارز ومحوري.


أفاد ميقري أنه لا بد من وجود قوانين لكل شيء تحدد العلاقة بين الجميع بشكل متساو، ولابد من وجود قضاء يفصل بين الناس في حالات الخلاف ويكون حسمه ملزما للجميع، ويتبعه قوة تنفيذية تابعة للدولة تستطيع إيصال الحق لصاحبه في حال امتناع المحكوم عن التنفيذ طوعا". ونوه ب"أن الإعلام الإلكتروني لايجب أن يعني الإنفلات الأدبي والأخلاقي، ولكل مجتمع معاييره طبعا، وهو ما نلاحظه مع الأسف الآن من شتائم واتهامات وسخافات تهين الأعراض أحيانا على بعض الصفحات الإلكترونية في ظل عدم وجود إمكانية اللجوء للمحاكم بسبب الفوضى".

وأكد ميقري "أن الإعلام الإلكتروني تمكن من تجاوز مقص الرقيب الإستخباراتي وحطّم طاولته على رأسه وحوّله لمجرد جسم يجلس على كرسي. ورأينا كيف أن الأنظمة الدكتاتورية الفاشية المستبدة في سوريا مثلا حاولت شراء بعض الصحافيين للتحكم بصفحات إلكترونية بصفة مستقلة ولا أرى حاجة لذكر أسماء الآن، لا بل أخبرني صديق أن المخابرات السورية إعتادت على محاولات شراء الصحف بالترغيب والترهيب أما أن تفرز عناصر مخابرات "أميين" وتجعل منهم صحافيين فهذا كان له أن يحدث في سوريا فقط" .


ورأى حلبجة "أن الاعلام الإلكتروني يحتاج إلى تقنين قانوني، بل إلى تقنين خاص ومستقل به، لحمايته، لدرء الخطر عنه، لأنه من الشخصيات الاعتبارية، وكل تقصير من هذه الناحية هو في الحقيقة، عدم إدراك محتوى التطور، وعدم إدراك فحوى الإعلام الإلكتروني الذي أصبح تحديدا جزءًا من واقع معاش بحاجة إلى قانون منفصل، مميز له ".

وقال "إن السلطة الرابعة لم تكن موجودة في الوطن العربي، لأن الاعلام التقليدي كان ضمن السلطة التنفيذية لأي دولة كانت ولم تنفصل عنها البتة، الآن وبفضل الإعلام الالكتروني سيصبح للسلطة الرابعة مفهوم ومكانة، تلك المكانة التي نتوقع لها المزيد من التألق، المزيد من الاستشراق، لاسيما إذا سنت قوانينها الخاصة، وغدا لها تقنين مستقل ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف