أخبار

مخاض صعب في مصر بعد مائة يوم من رحيل مبارك

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: مئة يوم مرت على تنحي الرئيس السابق حسني مبارك تحت ضغط الشارع ولا تزال مصر في مرحلة انتقالية بالغة الصعوبة مع ظل اشتداد وطأة الجمود الاقتصادي وارتفاع حدة التوترات الطائفية.

فبعد حالة التسامح التي سادت خلال الانتفاضة الشعبية التي وحدت بين المسلمين والمسيحيين في ميدان التحرير ضد النظام، تفجرت حوادث العنف الطائفي الخطيرة والتي اوقع اخرها 15 قتيلا في السابع من ايار/مايو الحالي عندما هاجم عدد من المسلمين كنيسة في حي امبابة الشعبي بزعم وجود فتاة اعتنقت الاسلام داخلها واحرقوا اخرى.

وقد اججت هذه الاحداث المخاوف من فتنة طائفية تهدد استقرار البلاد ولا سيما مع الظهور القوي للسلفيين المتشددين الذين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية ولو بيدهم.

وامام هذه الحالة تعرضت قوات الامن ولا سيما الجيش، الذي يتولى ادارة البلاد منذ استقالة مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي، لانتقادات حادة بسبب تراخيها في مواجهة هذه الحوادث وتدارك تبعاتها ما حملها على التوعد بالضرب "بيد من حديد" على كل من يحاول العبث بامن الوطن.

من جهة اخرى لا يزال مصير الرئيس السابق المحتجز على ذمة التحقيق في مستشفى شرم الشيخ واسرته موضوعا شديد الحساسية. فقد اثارت انباء نشرتها صحيفة "الشروق" المستقلة تفيد ان الرئيس السابق يستعد لتوجيه رسالة اعتذار للمصريين واعادة املاكه للدولة مقابل العفو عنه، حفيظة الكثير من المصريين الذين استبد بهم الغضب ولا سيما مع اعلان الافراج عن السيدة الاولى السابقة سوزان ثابت مبارك بعد ان اعادت جزءا من ممتلكاتها (اربعة ملايين دولار) الى الدولة.

وقد تجمع المئات من هؤلاء الجمعة في ميدان التحرير، رمز ثورة 25 يناير، للمطالبة بمحاكمة مبارك وللتاكيد على "رفض المصالحة مع القتلة والمجرمين".

وفي تصريح لصحيفة "الاهرام ابدو" الصادرة بالفرنسية اعتبر اسامة الغزالي حرب زعيم حزب الجبهة الديموقراطية ان "حالة مصر اليوم تشبه حالة مريض اجريت له عملية جراحية لاستئصال ورم خبيث: العملية نجحت لكن على المريض ان يمضي فترة نقاهة".

امام هذا الاتجاه الذي آلت اليه الامور في البلاد شعر الناشطون المطالبون بالديموقراطية والذين كانوا وراء الانتفاضة التي اطاحت بالنظام السابق بالاحباط وبان الثورة سرقت منهم ما جعلهم يدعون على الانترنت الى "ثورة اخرى".

وقالت مصففة شعر تعمل في القاهرة "انهم حقا يسخرون منا. ان ما تنازلوا عنه من ممتلكات ليس سوى الفتات فقد كان لديهم الوقت الكافي لنقل ثرواتهم الى الخارج" مبدية تشككها في الجيش معتبرة انه يريد التستر على الرئيس السابق المنتمي الى صفوفه.

وعلى الاثر نفى المجلس الاعلى للقوات المسلحة وجود اي نية للعفو عن مبارك. وحرصا منه على تجنب حدوث تجمعات حاشدة جديدة يؤكد الجيش باستمرار "وقوفه مع الثورة".

الا ان المؤسسة العسكرية التي تتهمها منظمات غير حكومية بممارسة اعتقالات تعسفية وبالتعذيب فقدت البريق الذي اكتسبته خلال الثورة.

اما بالنسبة لنجلي مبارك، علاء وجمال، فهما لا يزالان محبوسين على ذمة التحقيق في سجن مزرعة طرة القريب من القاهرة في اطار قضايا الفساد المتهم بها ايضا الكثير من وزراء النظام السابق الذين تجرى محاكمتهم حاليا وعلى راسهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي ووزير السياحة زهير جرانة.

وفي الوقت نفسه يعاني القطاع الصناعي، الذي تضرر بشدة خلال الثورة وما اعقبها من اضرابات فئوية، من البطء الشديد ولا يعمل الا بنسبة 50% من طاقته وفقا لوزارة المالية التي تحذر من خطورة الوضع الاقتصادي. وتقدر الحكومة بما بين 10 الى 12 مليار دولار احتياجات التمويل من المجتمع الدولي حتى منتصف عام 2012.

كذلك فان قطاع السياحة الحيوي الذي كان في اوج توسعه وازدهاره تعرض لضربة قاسية مع خسارته 2,27 مليار دولار من العائدات منذ مطلع العام.

وفي الوقت نفسه فان البلاد مقبلة على استحقاقات هامة مع انتخابات تشريعية مقررة في ايلول/سبتمبر المقبل تليها من حيث المبدا بعد شهرين انتخابات رئاسية.

لكن على الصعيد الدبلوماسي تمكنت مصر بقيادة وزير خارجيتها نبيل العربي الذي يحظى بالكثير من التقدير والاحترام من تحسين صورتها مع توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية مؤخرا في القاهرة بعد جمود استمر اشهرا طويلة.

غير انه بات على مصر البحث عن وزير خارجية اخر بعد اختيار العربي امينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى الذي اعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف