نائب سوري سابق: مؤتمر المعارضة في تركيا يهدف إلى وقف "الإبادة"

أعلنت مصادر في المعارضة السورية أنّ مؤتمراً كبيراً لأطياف المعارضة السورية يجري التحضير له في تركيا، وقد ُيفضي في نهاية خطواته الى انتخاب مجلس انتقالي. "ايلاف" توجهت بتساؤلات عدة الى مأمون الحمصي النائب في البرلمان السوري، والمعتقل السابق على خلفية "ربيع دمشق"، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حول الهدف من المؤتمر وتمويله وتوقيته، ومواقف المجتمع الدولي، ومستقبل العلاقات السورية مع اسرائيل.

القاهرة: وسط الحديث عن الإعداد لمؤتمر كبير للمعارضة السورية في تركيا، أعلن النائب السابق في البرلمان السوري مأمون الحمصي لـ"ايلاف"، "أنّ نقطة الصفر الآن بالنسبة إلى المعارضة السورية هي إسقاط النظام، وأنّ الديمقراطية هي التي تصنع السلام، والشعب السوري هو َمن يقرره".

وحول تصريحات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية واستبعادها فرض مزيد من العقوبات على سوريا بعدما لمست من الرئيس بشار الأسد وعودًا فعلية في الإصلاح لم تلمسها عند غيره من الزعماء العرب، اعتبر الحمصي "أنّ موقف واشنطن لا يعنينا، فالمهم هو موقف الشعب السوري، الذي قال كلمته، ونزل الى الشارع للتظاهر بصدور عارية".

وقال الحمصي، الذي سيشارك في المؤتمر، "إنّ مبادئنا واضحة في هذا المجال كمعارضة، وهو عدم مصافحة أي شخص يصافح القتلة، وعدم الاعتراف به"، وأضاف " لا نقصيه، الا أنه لا يمثلنا".

وحول لماذا تأخر التحضير لمؤتمر يضم أطياف المعارضة السورية، أجاب " أنّ الظروف لم تكن تساعدنا، ومصر لم توافق على عقد مؤتمر للمعارضة السورية، الا أننا استفدنا من أجواء الديمقراطية في تركيا"، نافيًا "أنّ تكون المعارضة السورية قد أخذت أية موافقات من الدولة التركية، قبل الإعداد لهذا المؤتمر".

وأشار الى أن المؤتمر المزمع عقده لم تتبناه أو تدعمه أية دولة أو أي طرف غير سوري، مؤكدًا "استفدنا من جو الديمقراطية الذي تعيشه تركيا، ومن تأييد الشعب التركي لقضيتنا العادلة، ووقوفه ضد حرب الابادة التي يشنّها النظام السوري، ومن أجواء الانفتاح التركي المميز".

وحول تمويل المؤتمر، قال "التمويل وطني سوري بامتياز، وهذا شرف لنا، ولا نقبل أية تمويلات من الخارج، وهذه مهمة رجال الأعمال السوريين، وواجبهم الآن الوقوف معنا، وحتى تمويل رجالات سوريا نقبله وفق شروط الشفافية والوضوح، ولا أحد منا يمسك أموالاً بيده، فكل اتجاهات ومصدر الأموال معروف للجميع، ونحن حريصون على دماء وتضحيات الشعب السوري، وبعد صراع طويل مع النظام، من المستحيل ألا نلوث ايدينا بأية شبهة فساد". وبيّن "أنّ مؤتمر المعارضة هو لقاء في عهد الاستقلال، وكل الديانات وكل الأطراف والأطياف ستجتمع على طاولة واحدة".

مواقف المجتمع الدولي ُمخجلة

وأكد "أنّ القوى التي تسعى إلى مؤتمر وطني، دافعها وطني بامتياز، وأجندتها وطنية، ومجموعاتها وطنية، وكثير منهم لديهم مكانة، ان كانت كجماعات أو اشخاص، لهم مكانتهم في المجتمع الدولي، ولهم علاقاتهم ولهم مصداقيتهم، وهم يرسلوا مناشدات للغرب والأمم المتحدة للوقوف الى جانب الشعب السوري".

ولفت الى "أنّ مؤتمر المعارضة هو وطني من أجل مخاطبة العالم كله، ومن أجل السعي بأسرع ما يمكن إلى وقف حرب الابادة، وهناك قوى تؤثر على استمرار بشار ودعمه وهذا التيار يحاول في اللحظات الأخيرة اعطاء مسيرة دفع له "، الا انه عبّر عن اعتقاده "أن المجتمع الدولي أثبت أنّ مواقفه ُمخجلة، ولا يتناسب مع حجم الدم والمجازر، وتعاملوا مع سوريا كغطاء للنظام، وليس لدى النظام لا الامكانية ولا النية لتحقيق فرصة التي يقدمها له المجتمع الدولي للاصلاح".

وأشار الى "تعامل المجتمع الدولي بمكاييل لحماية المدنيين، فيما النظام دخل في كل المحرمات". ورأى أن فرص النظام انتهت الآن، ان لم تكن منتهية أصلاً، والشعب قال كلمته، وسيحبط كل فرصة لكسب الوقت، ولن يسمح لأي فرد بالتكلم بالنيابة عنه، عبر ما يقال إنه حوار، فهو مجرد لعب على الاوراق في الوقت الضائع".

العلاقات مع اسرائيل

وحول موقف المعارضة برأيه من العلاقات والسلام مع اسرائيل، اعتبر الحمصي "أنّ زمن الصفقات انتهى، وزمن المفاوضات أُغلقت أبوابه". وقال "بعد 50 عامًا من دجل النظام، فإننا نقول إن مجتمعنا السوري هو مجتمع مسالم ويؤمن بالتعايش، لكنه لا يتنازل عن الأرض والكرامة، والمعادلة معروفة وواضحة يجب أن يكون هناك اقرار بإعادة الحقوق المشروعة، والشعب هو من يقرر الخطوات التالية".

وشدد "نريد سلامًا شرعيته صندوق الانتخاب في سوريا، وأن يكون علنيًا وشفافًا برعاية الأمم المتحدة". وأفاد "أنّ اسرائيل لا تريد السلام، لانها لو أرادت ذلك، لما تعاملت مع نظام لايمثل شعبه".

خلافات أم اختلافات بين أطياف المعارضة

وحول الخلافات بين أطياف المعارضة، اعتبر "أنها اختلافات، وليس خلافات، وهي تدور حول بعض النقاط البسيطة، الا أنّ الأمر الجوهري، والهدف هو واحد، لنصل الى نتيجة ايجابية، رغم الاختلافات، حيث نستطيع صياغتها بشكل ُيغني قضيتنا، وميزة الشعب السوري أنه شعب متنور ومنفتح".

وشدد على " أننا انتهينا من زمن الحزب الواحد والمطبّلين والمصفقين والموافقين برفع الأيدي، وستبدأ مرحلة جديدة سيكون فيها اختلاف، لكن ستكون فيها ادارة لهذا الاختلاف، عن طريق ضبط آلية العمل بالطرق الديمقراطية. اما بالتصويت بالقبول أو بالرفض أو الانسحاب من جلسة أو حوار كطريقة للتعبير عن الرأي، وهذا دليل عافية وحالة جديدة فارقة بدأت في سوريا".