أخبار

أين يلتقي الإعلام الإلكتروني مع التقليدي.. وأين يفترقان؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا تتوقف المقارنات في أوساط الإعلاميين والمراقبين بين الإعلام الإلكتروني، الذي يفرض هيمنته يوماً بعد آخر، والإعلام التقليدي، الذي تشير دراسات متعددة إلى أنه يتراجع بشكل مستمر، وتختلف آراء المراقبين بين مؤكّد أن تقدم وتطور الأول يأتي على حساب الثاني، وبين من يرى عكس ذلك.

إقرأ أيضا: إيلاف تحتفل بعقد من الإعلام الإلكتروني

الرياض: بمناسبة إشعال شمعتها الحادية عشرة، طرحت إيلاف أكثر من تساؤل على إعلاميين ومراقبين سعوديين وعرب، أجمعوا على المكانة الكبيرة التي يحظى بها الإعلام الإلكتروني، وكان محور الحديث واقع الإعلام في العالم العربي، والمستقبل الذي ينتظره في ظل الحراك الذي تشهده المنطقة، والذي ساهم الإعلام فيه بشكل لا يقبل التأويل:

ما هي نقاط الالتقاء، و نقاط التباعد والاختلاف؟

وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة: مهمة الإعلام، أكان إلكترونياً أو تقليدياً، ليس تحريك الشعوب، بل وضع الحقائق أمامها بموضوعية ومهنية. وسائل الإعلام ليست أحزاباً سياسية، ولا منابر ثورية، ولا ينبغي أن تكون. وسائل الإعلام ناقلة للخبر ومحللة له، وإن محاولة توجيه الإعلام - في أي اتجاه -خارج معايير المهنة وصناعة الإعلام يضعف مصداقية وسائل الإعلام، ويقضي على مهنيتها ويحجّم تأثيرها.

رئيس تحرير عكاظ سابقاً الدكتور سعيد السريحي: هذه الميزة التفاعلية بين الإعلام الالكتروني والمتلقي تجعل منه واحدًا من قنوات التواصل الاجتماعي على نحو يشبه فيه الشبكات الاجتماعية، غير أنه يتميز عنها بقدرته على التواصل مع مصادر الأخبار ومواقع صناعة الحدث وبشبكة كبرى من المراسلين القادرين على تزويده بالمستجدات، إضافة إلى تميزه بالمصداقية والحياد التي تمنع الوقوع في شبهة الشائعات، وكذلك الانحياز الذي تقع فيه الشبكات الاجتماعية الأخرى.

المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي: أعتقد أن الشبكات الاجتماعية صنعت من الناس إعلاميين بالفطرة، الناس يمارسون الإعلام من خلال التعبير عن آرائهم وعن طموحاتهم وآمالهم البسيطة والعريضة. فالصحف الالكترونية تقع في فخ الصحف الورقية نفسه، نخبوية، شللية، ذات توجه واحد وأسلوب واحد.

الكاتب السعودي شتيوي الغيثي: نقاط الالتقاء تكاد تكون في مدى المهنية، فالإعلام الإلكتروني والإعلام التقليدي يخضعان إلى شروط مهنية دقيقة، لا يمكن أن يتجاوزها الإعلامي، لعل أهمها مصداقية الخبر نفسه، وهي ما يمنح محاسبته في حال الخطأ، وهذا مالا يتوافر في إعلام الشبكات الاجتماعية في الإنترنت.

لكن يختلف الإعلام الإلكتروني عن التقليدي في السرعة ومدى اتساعه لمساحة التعبير، وهو ما لا يتوافر عليه الإعلام التقليدي حتى أصبح متخلفًا كثيرًا عن الإعلام الإلكتروني لكون الرقابة فيه أعلى بكثير مما يعوق العمل أحيانًا. أما نقاط التقاء الإعلام الإلكتروني مع الشبكات الاجتماعية، فإن السرعة ومساحة التعبير يكادان يكونان أكثر ما يجمعهما، بل ربما تتعدى مواقع الشبكات الاجتماعية في مسألة السرعة ومساحة التعبير الإعلام الالكتروني، لكن هذا ينقصه مسألة الضبط، فلا أحد يمكن أن يحدّ خبراً أو تعليق في مواقع الشبكات الاجتماعية، في حين يخضع الإعلام الالكتروني إلى انضباطية أكثر مما يمكن أن يسمى بالحرية المسؤولة.

الكاتب السعودي محمد السحيمي: الجميع في الطريق نفسه،لكن الخطى متباعدة، كما يقول محمد عبده شفاه الله. أما الكاتب السعودي والناشط في حقوق الإنسان عقل الباهلي فيرى: الجميع يعرض المعلومة، لكن الفرق في التوقيت والوضوح والسرعة.

بالنسبة إلى الكاتب السعودي عبدالله العلمي: "قد تكون أهمية التدقيق في كل خبر من أهم نقاط التباعد والاختلاف. عن الوضع الحالي للإعلام الحديث يقول "حرر الكلمة والصوت والصورة من أنانية الرقيب، بينما ما زالت منظومة الصحافة التقليدية تلح على مراسليها بالتدقيق عما يتم نقله أكثر من مرة ومن خلال أكثر من مصدر. هذه المنظومة تغيرت، حيث يتم نقل الحدث في حينه بالصوت والصورة، وللأسف في كثير من الأحيان بالدم والأشلاء الممزقة".

الكاتب والمدون السعودي أمجد المنيف: كلاهما يقوم بأداء رسالة الإعلام، ولكن بطرق مختلفة، قد تكون المعلومة أسرع في "الإلكتروني"، لكنها مفصلة في "التقليدي". يبدو أن سطوة "التقليدي"ما زالت مهيمنة، لكنها لن تطول.

الكاتب السعودي ورئيس لجنة رعاية السجناء في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ:نقطة واحدة يلتقي فيها الإعلام التقليدي مع الإعلام الإلكتروني والشبكات الاجتماعية وهو [الخبر]. أما نقاط التباعد فهي التكنولوجيات المختلفة، وبالنسبة إلى نقاط الاختلاف فهي كثيرة ومتعددة، مثل وصول الخبر وقت الحدث، والمشاركة العامة، وحرية الرأي للفرد والجماعة، والإعلام الجديد يختلف عن القديم بامكانية إرفاق دلائل الحدث بالصوت والصورة، والإعلام الجديد يختلف عن القديم بأن أداءهأصبح فعالاً لقياس الرأي العام نحو القضايا المختلفة وبصورة أصبحت شبة دقيقة.

مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خالد الخيبري: الحقيقة لكل وسيلة إيجابياتها وسلبياتها، فمثلاً في الإعلام المرئي والمسموع كالقنوات التلفزيونية والإذاعية (تولد الكلمة وتعيش وتموت في ثانية) ومن الصعوبة أحياناً استرجاعها أو حفظها. أما في الإعلام المرئي فمن الممكن العودة إليها في كل وقت، ويسهل حفظها. وأما الإعلام الإلكتروني فهو يقع بين الاثنين، ما لم يعمد القارئ إلى إعادة حفظها لديها بوسائله الخاصة.

فالعصر الذي نعيشه ونمط التفكير لدى الجيل الجديد وتسارع الأحداث تفرض هذا النمط من الإعلام الجديد، وبخاصة الإعلام الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الأحداث بسرعة بعكس الإعلام التقليدي، الذي يجد القارئ صعوبة في وصول صوته خلالهومشاركته، فعصر السرعة والتقنية الجديد ميزت التواصل مع الإعلام الجديد، وعلينا أن نعترف بأهميته ونقر بأنه هو الآتي الجديد.

الكاتب السعودي عبدالعزيز السويد: الإعلام الجديد كسر قيودًا كثيرة، وفتح مساحات اكبر، ويسر من نقل المعلومة والرأي.

مدير حملة سكينة لمحاربة الإرهاب في السعودية عبد المنعم المشوح: إذا نظرنا إلى الصحف الإلكترونية نجدها تنقسم في تصنيفاتها العامّة إلى قسمين:

مواقع ناقلة: تأخذ الخبر من الصحف الورقية وتقلبه كما هو إلكترونيًا.

مواقع احترافية: تحاول رسم ملامح الصحف الإلكترونية.

فهذا التباين يُثقل مهمة الصحف الاحترافية، التي تتعامل مع عالم الإنترنت بأدواته الفعلية في مقابل كم هائل من المعلومات السهلة التي تحصل عليها المواقع الناقلة التي لا تحتاج إلا عدد من الباحثين المُنتقين.

ما يعنينا هي الصحف الإلكترونية الاحترافية، وهي وإن كانت قليلة بل (نادرة)، لكنها تتقاطع وفق سمات:

المحليّة:معظم المواقع ذات خطاب محلي، لا يتجاوز الحدود الجغرافية، وهذه قد تكون ميزة قريبة، لكنها على المدى البعيد ربما أحدثت فراغًا في الخطاب المُوجّه إلى الخارج.

التذبذب وعدم الثبات: وهي سِمة في المواقع على المستوى العالمي، فالمؤثرات على المواقع الإلكترونية كثيرة، سواء كانت فنية أو برمجية أو علمية أو سياسية.

بطء التطوّر والتغير: وفي عالم الإنترنت التغيير مطلبٌ أساس، والتطوّر - خاصة التقني - محور مهم في الانتشار والثبات، وربما يرجع البطء إلى عدم توافر الإمكانات اللازمة.

ضعف المحتوى الإعلامي: طبيعة الإنترنت المعلومة السريعة، والقوالب المُختصرة، والصنعة الإعلامية تحتاج نفسًا طويلاً وتركيزًا ومُحتوى متخصصًا.

التنافس المحمود: وهي سمة إيجابية، بحيث نرى الصحف الإلكترونية تتنافس في تنوع الأساليب.

الاستيراد أقوى من التصدير: من جهة الاستكتاب، فنلحظ أن المُشاركات المستوردة أكثر من المُشاركات المُنتجة ذاتيًا، وهذه سمة إيجابية في بعض نتائجها، وفي بعضها سلبي.

الكاتب السعودي جمال بنون: حينما نتحدث عن نقاط الالتقاء والتباعد والاختلاف، فهناك بالفعل نقاط يتمسك كل طرف فيها بأحقيته ورؤيته، فمثلاً الإعلام الورقي لا يزال ينظر إلى الإعلام الالكتروني على أنه مروّج لأخبار كاذبة ومحرّض على الحكومات والقيادات، بينما ترى الصحف الالكترونية أنها تمارس عملاً مهنيًا عالي الجودة، باستخدامها تقنيات عالية في سرعة إيصال الخبر، وأيضًا نشر الموضوعات، لا التي لا تجرأ الصحف على نشرها.

الإعلامي حسن زيتوني: البعض اعتبر أن هذا أمر ايجابي، قضى على العزلة والشعور بالوحدانية التي خلقها الإعلام الالكتروني بشكل عام، وان الشبكات الاجتماعية جعلتنا كأفراد نشعر بالانتماء إلى هذا المحيط او ذاك إلى هذه الجماعة، أو تلك، هذا إضافة إلى أن الشبكات الاجتماعية قضت على كل الحدود والحواجز، فالمستخدم لأي شبكة اجتماعية يفتح أمامه كل قنوات التواصل مع العالم من دون قيود تذكر.

المذيعة الأردنية عُلا الفارس: في الواقع سأركز على نقاط الالتقاء، وهي ربما نقطة تكميلية، إذ إن الشبكات الاجتماعية تعتمد بشكل كبير على الإعلام الالكتروني في نقل روابط الأخبار وتناقلها، فيما أخفت المواقع الاجتماعية دور المراسل الشخص في موقع الحدث. فالخبر بات يُصنع من أشخاص متعددة في الموقع عينهموثقًا بالصوت والصورة ومن دون توجيه أو تسييس فيمعظم الأوقات، فتجدها وسيلة أكثر قربًا من المتصفحين، لأنهم هم من سيحكمون على الأخبار التي أتت من الشريحة نفسها، لكن بكل تأكيد كل منهم يعتمد على الأخر لكونهم في بيئة تكنولوجية.

هل نجح الإعلام الالكتروني حيث أخفق الإعلام التقليدي في تحريك الشعوب العربية؟

وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة: الاتجاه إلى "قوننة" الإعلام الإلكتروني علامة صحة وعلامة اعتراف وتقدير للإعلام الإلكتروني، وإن أي محاولة لفرض الوصاية أو الرقابة على الإعلام الإلكتروني - أو غيره - ستبوء بالفشل. إن الرقيب - كما يقول الراحل الدكتور غازي القصيبي - أصبح في حكم الديناصورات المنقرضة. إن الاتجاه إلى قوننة الإعلام الإلكتروني يهدف إلى تنظيمه وتطويره، وهذا يعني دعم الإعلام الإلكتروني وتشجيع الـ (نيو ميديا) وثقافتها.

رئيس تحرير عكاظ سابقاً الدكتور سعيد السريحي: نعم، نجح الإعلام الالكتروني في تحريك الشعوب على نحو لم تنجح فيه وسائل الإعلام التقليدية، ويعود ذلك إى أن غالبية وسائل الإعلام التقليدية رسمية أو واقعة تحت هيمنة وسلطة الجهات الرقابية في بلدانها، وهي بلدان تسعى سياساتها إلى تكريس مفهوم الأمن والاستقرار في مواجهة الثورة والتغيير؛ ولذلك بدا الإعلام التقليدي منحازًا إلى السلطات، في الوقت الذي بدا فيه الإعلام الإلكتروني منحازًا إلى الشعوب وعبّرا عن تطلعاتها ورغبتها في التغيير.

المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي: بكل تأكيد نجح، وإن لم يستفد من هذا النجاح ويطور من أدواته فسيموت، لكن مواقع التواصل الاجتماعي، والتلفزيون هما من نجح أكثر. فـالإعلام الجديد هو التزاوج بين الإنترنت والتلفزيون، البودكاست، فـ "الآن الناس ستشكل إعلامها الجديد بطريقتها الخاصة".

الكاتب السعودي شتيوي الغيثي: نعم الإعلام الالكتروني كان أكثر مساحة في خلق حالة من الوعي الشعبي الذي كان يحدّه الإعلام التقليدي لكونه غالبًا ما كان إعلاماً رسمياً ينطق بما تريده السلطة في البلد، فهو صناعة المؤسسات الرسمية، في حين أن الإعلام الإلكتروني كان خارج هذه المنظومة الرسمية، وربما هو أحد مميزاته لدى الشارع العربي، فالمصداقية تصبح أكثر من الإعلام التقليدي لانحيازيّة التقليدي إلى الخطاب الرسمي.

الكاتب السعودي محمد السحيمي: لم يزد سوى أنه سرَّع التفاعل مع ما كان يطرحه الإعلام التقليدي. الكاتب السعودي والناشط في حقوق الإنسان عقل الباهلي: عن أي إعلام نتحدث عن بعض الفضائيات كان التأثير مناصفة، وعن الصحف والفضائيات الحكومة الإلكتروني لعب الدور 100% بامتياز.

الكاتب السعودي عبدالله العلمي: طبعاً، فلا يمكن اليوم إخفاء أي خبر أو معلومة أو صورة. الإعلام الالكتروني أحدث ثورتين، الأولى في مفهوم الإعلام (ثورة تويتر) والثانية في تحريك الشعوب العربي. على سبيل المثال وصل عدد مستخدمي فايسبوك في المنطقة العربية حتى أواخر العام 2010، إلى نحو 17 مليون شخصاً. طبعاً هناك أيضاً حالات إخفاق وفشل، حيث تقذف لك منتديات ومصادر الإعلام الالكتروني بمستوى الـ "فاست فود" بالمعلومة بسرعة البرق بكل ما تحمله من مواد إضافية مضرة وسامة للفكر نحن في غنى عنها.

الكاتب والمدون السعودي أمجد المنيف:لم يكن "الإلكتروني" وحده عراباً لهذه الثورات، رغم الدور الجوهري لحضوره، بل إن القنوات التقليدية كانت هي الأخرى لها حضورها القوي في العزف على مشاعر شعوب كامنة.

الكاتب السعودي ورئيس لجنة رعاية السجناء في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ: الإعلام التقليدي لم يخفق في تحريك الشعوب العربية، لأنه لم يشاركها من الأساس، ولعل وجودمعظم الإعلام التقليدي في يد الحكومات العربية عجل بتحويل السريع للشباب الدول العربية نحو التفاعل مع الإعلام الإلكتروني، وترك للأبد على ما اعتقد الإعلام التقليدي، وفي رأيي أن قناة العربية وقناة الجزيرة استطاعت في مراحل مبكرة من عام 2011 بأن تحسب على الإعلام الإلكتروني، بعدما أصبح موقعهما علي الانترنت وفايسبوك وتوتير يسير بسرعة تكلولوجيا الإعلام الجديد نفسها.

مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خالد الخيبري: لا نستطيع أن نجزم بأن الإعلام التقليدي قد أخفق، فلا يزال موجوداً في الساحة الإعلامية، رغم بزوغ فجر الإعلام الجديد، ولكن سرعته في النقل والتواصل مع الأحداث فرضت التعامل معه وبلا شك نلمس تأثيره الواضح.

الكاتب السعودي عبدالعزيز السويد: الإعلام الجديد لا شك أنه ساهم في توحيد الرؤى لمجموعات، وسمح لقوى من تجمعات وأفراد بإمكانية تأثير لم تكن متوافرة في السابق، أيضًا هو يخفي في طياته قوى مؤثرة غير ظاهرة تستطيع التوجيه والحجب أيضًا.

مدير حملة سكينة لمحاربة الإرهاب في السعودية عبدالمنعم المشوح: لاشك أن مساحة الحريّة المتوافرة للصحف الإلكترونية أكبر بكثير عنها في الصحف الورقية، وهذا وإن كان إيجابيًا من جهة، لكنه سلبي من جهة أخرى، فهو يجعل الصحف الإلكترونية مُسيّرة من قبل رغبات الجماهير.

الكاتب السعودي جمال بنون: يجب أن نعترف أن الإعلام الالكتروني لم يكن سببًا في تحريك الشعوب، بل إنالصحف التقليدية أو الإعلام التقليدي او ما نسميه انه إعلام حكومي، مارس من القيود على الكتاب والصحافيين، وغالط الكثير من المعلومات، وحجب الكثير من الحقائق عن خطط التنمية والعدالة الاجتماعية، لهذا وجدت الشعوب العربية متنفسًا لها من خلال هذه المواقع، ومثلما تكبر كرة الثلج حينما تتدحرج، هكذا الشعوب العربية تحركت من اجل المطالبة بحريتها وعدالتها الاجتماعية، بعدما ظلت مغيبة عن الحقيقة من قبل الإعلام التقليدي أو الحكومي، فـاعتقد لو كان الإعلام حرًا ولا توجد فيه قيود لما اتجهت الشعوب والكتاب والإعلاميون إلى الصحف الالكترونية لنشر الحقائق، فكل ما يحدث من اضطرابات وأزمات سياسية في العالم العربي هي نتيجة تقييد الإعلام، وهذه للأسف لا تزال مستمرة حتى الآن في الكثير من الدول العربية.

والمتابع لقطاع الاتصالات في العالم يجد أنها أكثر وأسرع نموًا وتحقيقا للأرباح العالية، وفي العالم العربي قطاع الاتصالات يحقق مكاسب كبيرة وأرباحًا هائلة، أمام تعطش المجتمع لهذه الخدمات، إنما الفرق بين المواطن في العالم الأول انه يستخدم هذه التقنيات في الترفيه عن نفسه، بينما في العالم الثالث وشعوبنا في المنطقة تستخدم لأغراض أخرى مثل المطالبة بالحرية والعدالة والبحث عن الأخبار الصحيحة، المستقبل للإعلام الالكتروني مبهر لو تم التخطيط له والاستفادة من كل التقنيات والإمكانيات، وتحسنت النبيه التحتية لتقنية الاتصالات، فهناك العديد من القرى والأرياف في مدننا العربية لا تتوافر فيها خدمات الاتصالات، فهذا يعني أنهم مغيبون عن العالم تمامًا.

وحتى نعرف مدى قوة الإعلام الالكتروني في العالم العربي، فقد استخدمتها الحكومات خلال الأزمات السياسية كورقة للضغط على الشعوبحينما قطعت خدمات الاتصالات والانترنت وحجبت صفحات فايسبوك وتويتر.

المذيعة الأردنية عُلا الفارس: لا يمكن الجزم في أن الإعلام الإلكتروني أو الإعلام التقليدي تفوقًا في تحريك الشعوب لأن لكل منهما دور، لكن باعتراف الدراسات التي أجريت أخيراً، ممكن أن نقول إنها المرة الأولى التي تتفوق عليها الانترنت بوسائلها على الإعلام التقليدي، وخاصة الإعلام المرئي، وهذا نابع من المحرك الرئيس لثورات الشعوب، ألا وهم الشباب، الذي سمّي أخيرًا جيل فايسبوك، وهنا اعني أن المواقع الاجتماعية هي التي أثرت، وهي التي أشعلت شرارة الانطلاق، وأكملت المسيرة المواقع الالكترونية، من ثم جاء دور الإعلام المرئي والمسموع، وهو دور نصفه بالمتأخر، لكن لا يمكن ان نقلل من أهميته، وقد يبرر هذا التأخير كما ذكرت بالميول إلى تلك المواقع بشكل عام ،والى الرتابة وضيق مساحات الطرح أو الحرية الكاملة والتي التزمت بها قنوات عديدة بغض الطرف عن أسبابها، مما جعلها تفقد ثقة شريحة واسعة من المتلقين في عالمنا العربي.

الإعلامي حسن زيتوني: هذا يقودوني إلى القول إن الإعلام الالكتروني بشكل عام والشبكات الاجتماعية على وجه خاص، نجحت في تحريك الشباب العربي، وليس الشعوب العربية ككل، في المطالبة بالتغيير نحو الأفضل هذه الشبكات فتحت الباب على مصراعيه بين الشباب العربي للتواصل والتخاطب، وتبادل الأفكار والآراء حول ما يجري وسبل أحداث التغيير المطلوب ليس في هذا المجتمع أو ذاك.

نعم الإعلام الالكتروني نجح حيث فشل الإعلام التقليدي، خصوصًا الفشل الذريع للقنوات الفضائية المسيسة، التي ادعت منذ تأسيسها أنها تملك القدرة على التأثير اتضح للشباب أن القنوات الفضائية يغلب عليها طابع الإثارة، وليس الإقناع المبني على الأسس الصحيحة،وشبابنا العربي جيل جديد يختلف في ذهنيته وتفكيره ومعتقداته عن السابق، فهو جيل الثورة العلمية والمعلوماتية التي برزت مع نشأة الانترنت والإعلام الالكتروني والثورة التقنية الحديثة.

ازدياد الإقبال عليه في ظل تراجع عدد قراء الإعلام التقليدي، وانخفاض نسبة متابعيه، وهو ما لا حظه ورصده المسئولون عن الإعلام التقليدي فعملوا على إنشاء مواقع اليكترونية لصحفهم واستعانوا بقنوات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك واليوتيوب وتويتر لدعم قنواتهم التلفزيونية .

الكاتب السعودي شتيوي الغيثي: باعتقادي أن مساحة الحرية سوف تتسع أكبر وهو الذي يعول عليه من وجود مثل هذا الإعلام لكن عليه أن يستفيد من إعلام الشبكات الاجتماعية، بحيث تصبح أحد روافده الإعلامية دون أن يقتصر عليه. ربما يخصص الإعلام الالكتروني مواقع على صفحات الشبكات أو يع مراسلين مهنيين لنقل الأخبار أو تمحيص أخبارها. المستقبل في الحقيقة هو للإعلام الالكتروني؛ بل إن الصحف التقليدية أصبحت تعطي مساحة للإعلام الالكتروني لكنها ما تزال تحت إطار تقليديتها، وهذا ما يمكن أن يتمرد عليه الإعلام الإلكتروني.

الكاتب السعودي محمد السحيمي: سيصبح تقليدياً. الكاتب السعودي والناشط في حقوق الإنسان عقل الباهلي: تتسع مساحة التأثير للإعلام الالكتروني لكن مع إدراك الحكومات، ورجال الأعمال لتهديد الإعلام الالكتروني بدأ الإعلام التقليدي بالانفتاح، وما تشاهده من دعم لا محدود للتحركات الجماهيرية العربية نحو إسقاط أنظمة الاستبداد؛ إلا أكبر دليل أن الإعلام التقليدي بدأ يستعيد جزءًا من خريطة التأثير.

الكاتب السعودي عبدالله العلمي: محلياً تسعى وزارة الثقافة والإعلام إلى اللحاق بالركب السريع، فأنشأت أخيراً إدارة للنشر الإلكتروني، بحيث تمنح الرخص للصحف الإلكترونية. ولكن هذا لا يكفي، أطالب رؤساء تحرير الصحف الإلكترونية بتأسيس جمعية أو هيئة للإعلام الإلكتروني في السعودية.

الكاتب والمدون السعودي أمجد المنيف:لا أحد يعلم تماماً، فحتى الدراسات الغربية لم تكن متنبئة لهذا التسارع، والدليل أنها حتى الآن لا تمتلك إحصائيات دقيقة تختص بالإعلام الجديد. لكنه بشكل عام، يبدو أن الشارع المدار من قبل الإعلام الجديد هو المستقبل.

الكاتب السعودي ورئيس لجنة رعاية السجناء في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ: سوف اخذ موقع إيلاف كمعيار، في بدايته لم يتوقع لها الاستمرار مع المتغيرات الجديدة في الإعلام، مع علمي أنها نجحت من يوم انطلاقتها ولكن المواقع العربية معروف عنها البداية القوية، ثم تتوقف للأسباب التمويل والإعلان، ولكن إيلاف بمرونة القائمين عليها والتغيرات السريعة مع أي تطور تكنولوجي في الإعلام استطاعت إلى اليوم أن تكون في صدارة الإعلام الاكتروني، وان أخذت القنوات الإخبارية جزءًا مهمًا من قرائها وقت الثورات العربية، ولكن مع هدوء الأحداث سوف يعيمعظمهم أهمية طريقة المشاركة في التعليق علي الخبر والأحداث التي تتميز بها إيلاف مع ربطها مع المواقع الاجتماعية، التعليق الإلكتروني مهم جدًا، ويمكن ملاحظة ذلك في استفتاءات إيلاف وعدد المشاركين فيها.

مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خالد الخيبري: المستقبل هو للإعلام الإلكتروني نظراً إلى تغير أنماط التفكير لدى الجيل الجديد من الشباب في الوطن العربي وغيره، ولابد من مسايرة هذه الوسائل الجديدة، وبخاصة بعد ظهور أجهزة إلكترونية، يمكن من خلالها الإطلاع ومتابعة الأحداث من دون المكوث في البيت لمتابعتها.

الكاتب السعودي عبدالعزيز السويد: التغييرات في العالم العربي مازالت محدودة وغير واضحة المعالم، حتى مع ثورة في تونس، وأخرى في مصر، واحتجاجات هنا وهناك، وحرب أهلية دولية في ليبيا، والإعلام الالكتروني ساهم في ذلك وما زال يسهم بشكل اكبر، ومن الواضح أن مستقبله واعد، وفي الوقت نفسه متغير ومتطور لاهث.

مدير حملة سكينة لمحاربة الإرهاب في السعودية عبدالمنعم المشوح: لاحظنا إبان الأحداث الجارية في العالم العربي أن الصحف الإلكترونية استفادت كثيرا من مساحة الحرية، لكنها لم تقدّم محتوى فكريًا أو رسالة في الغالب، فهي تقدم الخبر أو الصورة كناقلة فقط، في حين الصحف الورقية تحاول وضع بصمة.

الكاتب السعودي جمال بنون: إن الاستثمار في قطاع الإعلام الالكتروني في العالم العربي لا يزال ضعيفًا، وهذا أمر طبيعي يعود نتيجة الحجب المتكرر من الحكومات، وهو ما قد يرفع من حجم خسائر الإعلانات والرعاية أو حتى لا يكون مغريًا للمستثمرين. وأتوقع أن يضخ في السعودية خلال السنوات الثلاث المقبلة ما يقارب 250 مليون دولار في مجال الإعلام الالكتروني، إلا انه يجب في المقابل أن ترفع وزارة الإعلام القيود وحجب الصفحات، كما إنها قد تستوعب إعلاميين في الإعلام الجديد يصل عددهم إلى أكثر من 12 ألف إعلامي.

الإعلامي حسن زيتوني: نقاط الاختلاف الرئيسة بين الإعلام الالكتروني والشبكات الاجتماعية تكمن أساسًا في الغاية من وراء كل منهما، ففي مرحلة ما جعل الإعلام الالكتروني الفرد في عزلة شبه تامة عن محيطه الاجتماعي، فالفرد وهو منغمس في استخدام الإعلام الالكتروني؛ يجد نفسه بعيدا كل البعد عن عالمه الخارجي ومحيطه، غير أن الشبكات الاجتماعية جعلت الفرد يتواصل مع الآخرين، رغم انه معزول في غرفة أو مكتب أو في أي مكان آخر بعيدا عن الناس لكن الشبكات الاجتماعية فرضت على الفرد أن يصبح جزءًا من حلقة وصل وتواصل مع بقية مستخدمي الشبكات نفسها.

من الملاحظ في الآونة الأخيرة اتجاه إلى قوننة الإعلام الالكتروني، فهل أصبح الإعلام الالكتروني على مشارف عصر جديد انطلاقًا من هذا المعيار؟

مدير عام قناة العربية عبد الرحمن الراشد: أعتقد أن الجميع باتوا يميزون اليوم بين الإعلام الإلكتروني وغيره من مخلوقات الإعلام الأخرى، لكن التطور الجديد أن الإعلام، قديمه وجديده، أصبح متزاوجاً، وفيه الكثير من الإعلام الهجين. تجد صحفًا قديمة بمواقع الكترونية حديثة، وهواتف جوالة بمواقع تواصل اجتماعي، ومحطات تلفزيونية تبث حية على مواقع الإلكترونية، وهكذا. وهذا التشابك والتشعب سيجعل القوننة مهمة صعبة. العصر العربي الجديد عصر الإعلام الحديث بلا جدال.

المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي: نعم إذا لم يستفد الإعلام الإلكتروني من البودكاست، والتدوين ومجاراة الناس في رغباتهم سيقف حيث هو.

رئيس تحرير عكاظ سابقاً الدكتور سعيد السريحي: قوننة الإعلام الإلكتروني يمكن لها أن تشكل عامل تنظيم له يمنعه من الوقوع في مخاطر الفوضى والتخبط ،الذي قد يؤدي إلى افتقاره المصداقية، كما إن القوننة يمكن لها أن تشكل قواسم مشتركة تحدد أطر التنافس وتضبط العلاقات بين الأفراد والمؤسسات المختلفة العاملة في هذا المجال، غير أن الخشية أن تتحول القوننة إلى قيود جديدة تكبّل حرية الإعلام الاليكتروني، وتنتهي به إلى المصير نفسه، الذي انتهى إليه الإعلام الورقي.

الكاتب السعودي شتيوي الغيثي: هذا طبيعي فالـ"قوننة" أحد ضوابط العمل الإعلامي فهو ليس عملاً حرًا بإطلاقه، بل يخضع إلى قوانين وأنظمة ولوائح، لكنه في المجمل أكثر مساحة تعبيرية من الإعلام التقليدي. لن تغفل السياسات العربية من محاولة جعل هذا الإعلام تحت جناحها، لكن العالم الفضائي والعالم الإلكتروني مفتوح تمامًا، ويصعب ضبطه مهما حاول البعض قوننته.

ولا أعلم إلى أي حد يمكن أن يؤثر ذلك على الإعلام الإلكتروني، فهل هو على مشارف عصر مسرق أم مظلم. الذي أنا متأكد منه أن بعض المواقع سوف تتراجع لمدى قبضة الرقابة عليه، لكن في المقابل سوف تنشأ مواقع جديدة تتمرد على مثل تلك القبضة. أيضًا يمكن أن تنتشر المواقع الفردية كالمدونات أو مواقع الصفحات الاجتماعية، بحيث ينتقل الإعلام من وضع إلى وضع أقل رقابة او يصعب رقابته.

الكاتب السعودي محمد السحيمي: ستجعله القوننة كمرايا السيارة الأمامية والجانبيتين: ننظر فيهما إلى الوراء!.

الكاتب السعودي والناشط في حقوق الإنسان عقل الباهلي: أي محاولة لقوننة الإعلام الإلكتروني، ويكون القصد منها الحد من تأثيره، سيفشل، وأكبر محفز بحث هو الحجب.

الكاتب السعودي عبدالله العلمي: إذا كانت "القوننة" تهدف إلى منع التشهير والقذف فلا بأس. أما إذا كانت تهدف إلى توجيه الإعلام والنشر، حسب أجندة معينة، فهذا يتنافى مع أبسط حقوق التعبير. كذلك لا أتفق بتاتاَ مع منظومة منع نشر المعلومة الحقيقية وذات المصداقية، فلم يعد بالإمكان اليوم منع نقل حادثة في قرية صغيرة في أي ركن في العالم العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة مهما تشددت ضغوط الرقابة الإعلامية والسياسية. ولكنني لا أريد أن ألقي باللوم كله على الإعلام الرسمي فقط بحوكمة ومراقبة الإعلام، لأننا كلنا يجب أن نتحمل المسؤولية.

الكاتب والمدون السعودي أمجد المنيف: قد تحد القوانين من جرأته، لكنها لن تكون ذات سلطة على المواطن البسيط الذي لا يخضع لها، والذي لن يتردد بقول صوته بعلو ووضوح.

الكاتب السعودي ورئيس لجنة رعاية السجناء في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ: لا يمكن أبدا ، فقد شاهدنا أنة بعد تعديل نظام المطبوعات الذي طرح في السعودية مؤخرا ، ان هناك مخاوف طرحت في التعليقات علي الفيس بوك وتويتر ومقالات في الإعلام الالكتروني وظل فترة أسبوع، ولكن مع تكنولوجيا الإعلام سوف يزول التخوف من عقوبة الأنظمة وما ظهور الأسماء المستعارة وإخفاء أي بي للمشترك خلال الفترة الماضية، ما هو إلا للإثبات إنهم في الساحة ولن يتراجعوا، ختاما أي تقنين ضعيف جدا إمام الإعلام الإلكتروني أو الشبكات الاجتماعية.

مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خالد الخيبري: نعم إن انتشار الإعلام الإلكتروني ومنافسته القوية للإعلام التقليدي فرض وبقوة على الجهات التشريعية الاعتراف به ومحاولة تنظيمه ومتابعته وإصدار اللوائح والتعليمات المنظمة لأدائه.

الكاتب السعودي عبدالعزيز السويد: هذا من المؤكد.

الكاتب السعودي جمال بنون: أنا ضد قوننة الإعلام الالكتروني وجعله في إطار محدد، لان الإعلام لا يمكن أن يكون في برواز، ولكن أنا مع محاسبة من ينشر أخبارًا كاذبة أو مفبركة أو يسبّ أو يشتم أحدً،ا وهذه قوانين عامة تحدث في كل الإدارات والجهات. أما أن تكون هناك قوانين خاصة بالنشر، فهذا لا يحدث في دول متقدمة.

فالإعلام بكامل مفهومه يشكل سلطة رابعة في الدول المتقدمة. أما في العالم الثالث فإذا كان الإعلامي غير مستقر وظيفيًا وليس له حقوق، ويفصل بسهولة، وتوقفه الحكومة وفق أهوائها، فكيف يمكن أن نقول إن الإعلام الالكتروني قد أعاد مكانتها، قد يكون الإعلام الالكتروني يمارس عمله بحذر شديد، ولكن حتى الآن لم يتمكن من إعادة السلطة الرابعة إلى مكانتها، وهذه السمة او الصفة لا يمكن أن نحصل عليها، إلا إذا كانت الحكومة ترفع يدها مطلقًا من الإعلام. وفي ظني هذا مستحيل في بلد يعتبر الإعلام شبحًا مخيفًا.

هل أعاد الإعلام الالكتروني إلى السلطة الرابعة مكانتها وتأثيرها بعد عقود، كان الصوت السائد الوحيد فيها هو صوت الإعلام الرسمي (نتحدث بالطبع عن العالم العربي)؟

وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة:بالتأكيد. ومع بزوغ الشبكات الاجتماعية، أستطيع أن أقول إن عهد الصوت الواحد والفكر الواحد والرأي الواحد قد انتهى إلى غير رجعة. وهذا يسعدني يثير في نفسي أحلاما ًجديدة بغد أجمل للإعلاميين العرب والمثقفين العرب، وبالتالي المواطن العربي الذي أصبح شريكاً في الصناعة الإعلامية.

رئيس تحرير عكاظ سابقاً الدكتور سعيد السريحي: لم يعد الإعلام الإلكتروني سلطة رابعة فحسب، بل أصبح سلطة ضد السلطة، أصبح سلطة تمثل المواطن في مواجهة الإعلام التقليدي، الذي سقط باعتباره سلطة، ليصبح مجرد نشرة تصدرها الجهات المسؤولة في كثير من الدول العربية.

المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية خالد المطرفي: قلت وأكرر أن مساحة الإعلام الإلكتروني شاسعة، وفضاء رحب، وهو الآن مؤثر، ولكن غدًا سيؤثر المدونون أكثر، وسيكون تويتر هو البلاك بيري الجديد للناس، سيكون فاعلاً ومؤثرًا، المدوّن الذي ينقل هموم الناس ويزودهم بالمعلومة سيحل مكان الصحيفة الإلكترونية، الناس أصبحوا واقعيين، متعلمين، انتقائيين. لا يعجبهم إلا ما يقنعهم.

الكاتب السعودي شتيوي الغيثي: نعم.. الإعلام الإلكتروني أعطى مساحة للحرية المنضبطة، وأصبح الصوت المخالف للصوت الرسمي من دون أن يحمل حس المعارضة، لكن مساحة الحرية كانت كفيلة بأن تخلق هذا الصوت الذي يشكك في مصداقية الصوت الرسمي. هو إعلام أقرب إلى الاستقلالية، وحينما تستقل السلطة الإعلامية عن السلطة التنفيذية أو أي سلطة أخرى، فإن عودته إلى موقعه الحقيقي، سوف يكون شيئا طبيعياً، وهو ما يمكن أن نسميه الآن السلطة الرابعة.

الكاتب السعودي محمد السحيمي: قبل القوننة إياها: كاد يفعل ذلك!. أما بعدها فأخشى أن يعيد إلى الأذهان المثل "الفلاحي" القائل: "حرث بعارين"! حيث يفسد البعير في إيابه ما أصلحه في ذهابه لكبر خُفَّيه؛ وكأنك "يا بوزيد ماغزيت"!.

الكاتب السعودي والناشط في حقوق الإنسان عقل الباهلي: بلا أدنى شك أن الإعلام الالكتروني حرر الإعلام، وما محاولات اللحاق به من قبل الإعلام الرسمي إلا دليل ما قدمه الإعلام الالكتروني من تحرير الإعلام من قبضة الحكومات.

الكاتب السعودي عبدالله العلمي: سبق وأن قلت في محاضرتي في النادي الأدبي في المنطقة الشرقية أن الصحافة لا تمثل "السلطة الرابعة" في السعودية. لدينا بعض الحرية في التعبير، ولكنها لا ترقى لأن تكون سلطة مستقلة بذاتها. إضافة إلى ذلك، فإن الأمر الملكي الصادر بتاريخ 29 / 4 / 2011 - رغم تحفظي على أجزاء منه - إلا أنه أشار إلى تقدير السلطة لحرية الرأي المنضبطة والمسؤولة، التي تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة، كما جاء في القرار.

الكاتب والمدون السعودي أمجد المنيف: ربما يمكننا القول إنه منح للمواطن البسيط "صوته"!.

الكاتب السعودي ورئيس لجنة رعاية السجناء في جدة الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ: كلمتين فقط.... نعم وبقوة.

مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية خالد الخيبري: في هذا العصر الذي نعيشه أصبح الإعلام عموماً له التأثير الأول في صناعة الخبر وتوجيه الأحداث وفق أجندات القائمين عليه وتوجهاتهم، بل وأصبح يحرك الشعوب ويؤثر في الرأي العام، وبذلك في رأيي المتواضع بأنه تجاوز ما كان يسمى بالسلطة الرابعة، بل أصبح يتغلغل ويؤثر في السلطات الثلاث، بل في بعض الأحيان يقودها تجاه قضية ما لتبنيها أو لمناهضتها، لذلك أصبح مؤثرًا في اتخاذ القرار.

الكاتب السعودي عبدالعزيز السويد: يبقى اثر الإعلام أو السلطة الرابعة محدودًا في العالم العربي، وإن كانت المسألة نسبية تختلف من دولة إلى أخرى، والعبرة في التأثير يمكن الحكم عليها من نتائجه في التغيير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف