أغلبية القراء تعتقد أن الصحافة الإلكترونية حدّت من سلطة الإعلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إن نتيجة استفتاء "إيلاف" تأخذ المرء على حين غرّة. لماذا يعتقد أكثر من نصف المساهمين أن الصحافة الإلكترونية حدّت من مكانة الإعلام (العربي بالضرورة) وتأثيره؟ لماذا هذا القول في حين أن الإنترنت أتاح للصحافة التحرر كثيرا من قيود الأنظمة ورقابتها بالمقارنة مع الصحافة الورقية؟
لندن: طرحت "إيلاف" الأسبوع الماضي على قرائها السؤال التالي:
تحتفل الصحافة الإلكترونيّة هذا الشهر بعيدها العاشر في العالم العربي. هل ترى أنَّها:
عززت نفوذ الإعلام كسلطة رابعة؟
حدّت من مكانة الإعلام وتأثيره؟
نبدأ بالقول إنه عندما تقول "إيلاف" في استطلاعها إن "الصحافة الالكترونيّة تحتفل هذا الشهر بعيدها العاشر" فهي تعني نفسها وتفخر بذلك لأن السؤال نفسه يأتي من كونها الأولى التي تحتفل هذه الأيام بإطفاء شمعة الميلاد هذه (في العالم العربي على الأقل).
وعودة الى استفتاء الرأي هذا فقد كانت النتيجة كالتالي:
أجاب على السؤال 5010 قراء. فصوت 2346 (46.83 في المائة) منهم لصالح أن الصحافة الالكترونيّة عززت نفوذ الإعلام كسلطة رابعة. لكن الغلبة صارت للفريق الآخر المضاد إذ قال 2664 قارئا (53.17 في المائة) العكس وهو أن الصحافة الإلكترونية حدّت من مكانة الإعلام وتأثيره.
السلطة الرابعة
تعبير "السلطة الرابعة" الذي ورد في سؤال استفتاء "إيلاف" يستلزم خلفية سريعة تلقي بومضة عليه. فثمة ثلاث سلطات رسمية ومستقلة تماما عن بعضها بعضاً في ثقافة الحُكم في الدول الديمقراطية هي:
- السلطة الثانية: التشريعية أو البرلمانية التي تنبثق منها السلطة الأولى وتستنّ القوانين للبلاد.
- السلطة الثالثة: القضاء المستقل تماما عن السلطتين الأولى والثانية ولذا يقول البعض إن ما يحدّه من أن يصبح السلطة العليا هو أنه لا يدير شؤون البلاد.
أما تعبير "السلطة الرابعة" فهو مجازي يطلق على الصحافة. وهذا في إشارة، أولا، الى استقلاليتها عن السلطات والمؤسسات الرسمية، وثانيا، بسبب نفوذها في المجتمع وتأثيرها الواضح فيه رغم أنها لا تستمتع بأن لكلمتها ثقل القانون الذي تتمتع به السلطات الثلاث الرئيسة الأخرى.
وقد نسبت الصحافة العربية لنفسها تعبير "السلطة الرابعة" من دون أن تكون كذلك فعلا. وهذا لأن دول المنطقة لا تتمتع بترتيب السلطات الموجود في المجتمعات الديمقراطية. فالكل يخضع للحكومة العربية من برلمان وقضاء وإعلام. وعليه فلا يمكن تسمية البرلمان "سلطة ثانية" والقضاء "سلطة ثالثة". وبالتالي لا يصح أن نسبغ على الصحافة صفة "السلطة الرابعة" أو أي صفة أخرى من هذا القبيل.
القارئ محق في كل الأحوال
الواقع أن نتيجة استفتاء "إيلاف" تأخذ المرء على حين غرّة. لماذا يعتقد أكثر من نصف المساهمين أن الصحافة الإلكترونية حدّت من مكانة الإعلام (العربي بالضرورة) وتأثيره؟ لماذا هذا القول في حين أن الإنترنت أتاح للصحافة التحرر كثيرا من قيود الأنظمة ورقابتها بالمقارنة مع الصحافة الورقية الخاضعة لإغلاق الحدود وقلم الرقيب تبعا لغضب الحكومات أو رضائها؟
وإذا كان افتراضنا هذا صحيحا، وجدنا أن قطاع القراء، الذي قال إن الصحافة الإلكترونية حدت من نفوذ الإعلام (كسلطة رابعة أو غيرها)، يمضي - جزئيا أو كلّيا - في اتجاه الفريق الآخر القائل إن صحافة الإنترنت عززت في الواقع نفوذ الإعلام كسلطة (رابعة أو غيرها). وهذا بمعنى أن الإنترنت، المتحرر من القيود، أعاق الإعلام الحكومي الرسمي الخاضع لسيطرة الأنظمة المباشرة أو بالإنابة.
مزايا هائلة
في ما عدا هذا الافتراض، فمن الصعب تحديد الأسباب التي حدت بالفريق الغالب في الاستطلاع للقول إن الإعلام الإلكتروني حدّ من سلطة الإعلام. وتصديقا لهذا تلاحظ الصحافية السورية، ريما العلي، أن الدور الاعلامي للصحافة الالكترونية "كبير جدا اليوم، إلا اذا كان المقصود بالاعلام العربي ذلك الاعلام الموجَّه التابع للحكومات والأنظمة حصريا. فالصحافة الالكترونية هنا سحبت البساط من تحته كسلطة أحادية ومطلقة تقدم وجهة نظر أحادية".
والواقع أن ثمة مزايا عديدة لصحافة الإنترنت أجمع عليها عدد من الكتاب والصحافيين، أمثال العلي، الذين تحدثت اليهم "إيلاف". ومن هذه المزايا ما يلي:
سلطة حقيقية
ويضيف قبيسي قوله: " أكبر دليل على تعزيز الصحافة الإلكترونية للاعلام كسلطة مهمة، أحيانا قد تصل لأن تصبح هي الأولى حسب كل بلد، هو انتشارها في 5 قارات بحيث فاق عددها الوسائل الإعلامية التقليدية بآلاف المرات. وهذا اضافة الى أنها سحبت منها حصة أصبحت الأكبر من الايرادات الاعلانية وتسببت بإقفال عدد كبير منها".
تجاوز الرقيب
من ميزات الصحافة الإلكترونية ايضا أنها تجاوزت مقص الرقيب. و لا شك في أن الإنترنت عامل كبير من عوامل التغير في عالمنا اليوم وخاصة في العالم العربي "الذي تعاني بلاده رقابة دائمة على كل المستويات"، على حد قول الكاتب السوداني د. محمد محمود. لكنه يعتقد أن المهم فعلا هو أن "أثر الإنترنت في العقد القادم سيتعاظم ويتضاعف ويتعاظم معه أثر الصحافة الإلكترونية، وهو تطور وتحول لابد من الترحيب به وتشجيعه لأنه يصب في خانة التحول للديمقراطية في بلادنا".
ويضيف د. محمود قوله: "كان من الطبيعي أن تستفيد الصحافة العربية من الفرص التي أتاحتها الإنترنت. فبذلك تسنى لها أن تكون عاملا من عوامل الخميرة التي صنعت ربيع الثورات العربية".
وتقول العلي من جانبها: "الصحافة الالكترونية، وهذا أمر في غاية الاهمية اليوم، تتمتع أيضا بإمكانية تحميل الصور ومقاطع الفيديو التسجيلية. ومَن يستطيع اليوم أن ينفي أو ينتقص دور الصور والفيديو المصور بأيدي غير المحترفين في نقل الحدث والمعلومة، واختراق التعتيم او تكذيب اعلام الدولة"؟
وتمضي العلي قائلة: "هذا الامر استفادت منه الى درجة كبيرة المحطات التلفزيونية في تغطيتها ثورات تونس ومصر واليمن، وقد اكتسب دورا أهم في الثورة الحالية في سوريا، بحيث بدت مقاطع الفيديو الوسيلة الوحيدة لاختراق التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الحكومة السورية في منع دخول الصحافيين الى منطقة الحدث، وفي الرد على إعلامها المسيّس الذي لا ينقل إلا ما يحلو للنظام أن يقوله".
وتضيف أن ما يميز الصحافة الالكترونية هو "قدرتها على تجاوز محنة الرقابة، والفلترات (المصافي) الثخينة التي لا بد ان تمر بها الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة".
صوت حقيقي للشباب
ما لا شك فيه هو أن الإعلام الإلكتروني - باعتباره وليد الإنترنت - فتح نوافذ جديدة الى المعرفة أمام الشباب العربي الذي يمكن القول إن تعامله مع الإعلام الورقي التقليدي شبه معدوم.
وهذا أمر تقول عنه الصحافية السعودية عبير مشخص: "اللافت أن الصحافة الالكترونية جذبت نوعية جديدة من القراء من الشباب خاصة الذين قد لا يحرصون على متابعة الصحف الرسمية بسبب تحفظها والرقابة التي تمارسها على نشر الأخبار والمقالات التي قد لا تتفق مع السياسة العامة للدولة".
ومن جهته يقول د. محمود: "لأن الشباب هم الفئة العمرية الأكثر استعمالا للإنترنت في كل العالم، فقد كان من الطبيعي أن يكونوا أكثر فئة اجتماعية تتابع ما يجري في الإنترنت وتحصل على المعلومات من خلالها".
ويمضي قائلا: "إلا أن الشباب وجدوا في صحافة الإنترنت شيئا آخر مهماً يتعذر في الصحافة المطبوعة، وهو إمكانية التعليق على ما يقرأونه والمشاركة في الحوارات والمعارك الدائرة. هذه القدرة الفورية على ترك "بصمة إلكترونية" عامل مهم من عوامل جذب الشباب للإنترنت ولصحافته ومؤشر له مغزاه على تعطش الشباب للتعبير الحر عمّا يدور في أذهانهم ويتحرك في صدورهم".
وتتفق مشخص مع هذا قائلة: "المساحات التي تعطى للتعليقات ميّزت الصحف الإلكترونية عن المطبوعة. فقد أصبحت الساحة مفتوحة أمام القارئ لإبداء رأيه سواء في الأمور السياسية أو الاجتماعية. ولا يمكننا إغفال كم التعليقات التي يتركها القراء والنقاش الذي ينتج منها، سواء كان ذلك نقاشا ملتزما او لا".
وتضيف قولها: "المهم هنا هو ظاهرة الحرية التي أصبح القارئ العربي يجدها على الصحف الإلكترونية ويستطيع من خلالها التعبير عن وجهة نظره والتفاعل مع الأحداث. ولعل تلك الحرية منحت الصحف الالكترونية قوة خاصة اذ انها اصبحت تعكس اتجاهات الرأي في المجتمعات العربية وهو ما قد يؤثرفي بعض القرارات والسياسات".
وتدلي العلي بدلوها في هذا أيضا قائلة: "الصحافة الإلكترونية أتاحت ما يمكن أن نسميه بالإعلام التفاعلي، وأقصد به إتاحة التعليق السريع على الخبر، ما يسمح بمسح سريع لردود الأفعال والتعليقات. وفتحت الباب الذي جاء منه المدوّنون الذين شكلوا جيشا جديدا من الصحافيين ناقلي الحدث والمعلقين عليه".
ويقول قبيسي من جهته: "هناك فئة من المجتمع، كبيرة ومهمة، لم تكن من "زبائن" الاعلام العربي اجمالا وغير خاضعة بالتالي لسلطته، كما وكأن أفرادها خارجون عن القانون. هذه هي فئة المراهقين والشباب، ممن لم يكن الواحد منهم يقتني صحيفة أو مجلة ولا يستمع إلى نشرة أخبار إذاعية أو تلفزيونية. فقد استغنى عنها جميعها بالاستسلام للكومبيوتر وما فيه من مغريات وجاذبيات قوية، ووجد فيه مواقع تزوّده بأخبار سريعة وشرائط فيديو غنية بالأحداث مصورة، ورآها تنقل اليه أهم المنشور في صحف الورق من أخبار وآراء وتحليلات".
تصادم أم مصالحة
هل بوسع الصحافة الإلكترونية العربية أن تصبح رافدا يغذي الصحافة التقليدية أم أن "القالب السياسي العربي" نفسه لا يسمح الا بواحدة منهما؟
تبعا لقبيسي فإن الإلكترونية تخدم أيضا ما بقي من الوسائل الاعلامية التقليدية "الى درجة أنه لو بقيت هناك صحيفة ورقية واحدة والى جانبها محطة تلفزيونية واحدة في أي بلد، فستكونان وحدهما سلطة رابعة قوية. وهذا لأن ملايين المواقع الألكترونية ستستنسخ ما تقولان وتبثه لمليارلات البشر في ثوان معدودات، فتصبح الصحيفة ملايين الصحف والمحطة ملايين المحطات".
وترى العلي من جهتها أن الصحافة الإلكترونية لا يمكن إلا أن تصب في خانة تعزيز الاعلام وحضوره في العالم العربي. وتضيف قولها: "في ما يتعلق بحضور الاعلام كوسيلة لنقل الحدث والتأثير في الرأي العام في العالم العربي والعالم ككل، فقد عززت الصحافة الالكترونية حضور الاعلام العربي كسلطة رابعة وبدرجة كبيرة جدا بما لا يقبل الشك. وذلك من حيث سرعة وصول الخبر، والقدرة المذهلة على مواكبة المستجدات مقارنة مثلا مع الاعلام المطبوع".
التعليقات
تحوير النتيجة
نورا الاصلية -ان جاءت النتيجة عكس ما تريدون تقومون بقراءة تحليلية تحور النتيجة كي تتناسب مع ما تريدون! يعني اما استفتاء للقراء او استفتاء تسيرونهم كما تشاؤون ..قرروا . الناس صوتت ان الصحافة الالكترونية حدت من تأثير الاعلام ومكانته ، يعني ان الناس ترى ان الاعلام الالكتروني شبه فاشل .
سؤال غير واضح
sa7ar -أعتقد أن النتيجة كانت كذلك لأن السؤال غير واضح... أنا شبه اكيدة أن القارئ العربي إعتقد أن إيلاف ( كغيرها من الصحف الالكترونية) حدت من الاعلام المتعارف عليه لدينا نحن العرب الإعلام التقليدي المسيس المراقب من قبل الأنظمة فصوت بنعم انها تحد من هذا الاعلام .... أنا أيضاً فهمت السؤال على هذا النحو، كان يجب طرح السؤال بطريقة أوضح تتماشى مع الذهنية/الواقع العربي، إذ لا خلاف أن طرق التواصل الإلكترونية ساعدت بل ودعمت الأنسان العربي بكل المجالات وما حصل ويحصل من ثورات في محيطنا العربي إلا دليل على ذلك.
تحوير النتيجة
نورا الاصلية -ان جاءت النتيجة عكس ما تريدون تقومون بقراءة تحليلية تحور النتيجة كي تتناسب مع ما تريدون! يعني اما استفتاء للقراء او استفتاء تسيرونهم كما تشاؤون ..قرروا . الناس صوتت ان الصحافة الالكترونية حدت من تأثير الاعلام ومكانته ، يعني ان الناس ترى ان الاعلام الالكتروني شبه فاشل .
شو هاد
lamya -شو هالتحليل؟؟ عمرنا ما شفناه الا لما النتيجة ما تعجبكم...ببساطة القراء هيك شافو لانكم يا ايلاف ما اعطتوهم الحرية المناسبة و الصحيحة..حرية بادعاء وبس
شو هاد
lamya -شو هالتحليل؟؟ عمرنا ما شفناه الا لما النتيجة ما تعجبكم...ببساطة القراء هيك شافو لانكم يا ايلاف ما اعطتوهم الحرية المناسبة و الصحيحة..حرية بادعاء وبس
curiosity
Rizgar -are there any arab democracies that filtering Elaph? or ..... just curious