احتمالات الانزلاق الى العنف ترتفع في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: تتصاعد بحسب المحللين احتمالات انزلاق اليمن الى اتون العنف بعد الانتكاسة التي تعرضت لها جهود حل الازمة في البلاد مع رفض الرئيس علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية، وذلك في ظل معطيات قبلية وعسكرية وسياسية معقدة وانتشار واسع للسلاح.
الا ان المبادرة الخليجية التي كان يفترض ان تفضي الى انتقال السلطة، تبقى سبيلا ممكنا للحل رغم انتكاساتها المتكررة لان البدائل هي استمرار المواجهة في الشارع او حتى الحرب الاهلية.
وقال المحلل في معهد بروكينغز في الدوحة ابراهيم شرقية لوكالة فرانس برس ان "فرص الحل السياسي تتساوى مع فرص الانزلاق الى العنف، اعتقد انها +50%-50%+".
وكان صالح رفض امس الاحد التوقيع على المبادرة الخليجية مشترطا مشاركة المعارضة في التوقيع معه في قصر الرئاسة، مع العلم ان المعارضة كانت وقعت مساء السبت على المبادرة بحضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.
وتراجع صالح مرارا في اللحظة الاخيرة عن التوقيع على المبادرة التي تنص على تنحيه بعد ثلاثين يوما وحصوله على ضمانات بعدم ملاحقته بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية.
واعتبر شرقية ان المبادرة الخليجية "اصيبت بنكسة ولكنها لم تمت لانها تملك ظروف الاستمرارية والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم وجود اي بديل اخر" خصوصا في ظل غياب بعد دولي للازمة في اليمن كما هي الحال في ليبيا مثلا حيث يتدخل مجلس الامن والحلف الاطلسي على حد قوله.
واعتبر المحلل ان السيناريوهات الاخرى غير المبادرة هي "مواصلة التحدي بين نظام علي عبدالله صالح والمعارضة حتى ينتصر احد الطرفين على الآخر، او للاسف الحرب الاهلية".
واعتبر شرقية انه من الصعب التكهن بشكل الحرب الاهلية التي يمكن ان تنشب لكن عناصرها هي "الجيش الموالي لعلي عبدالله صالح والجيش الموالي للواء المنشق علي محسن الاحمر والمتمردون الحوثيون والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وتنظيم القاعدة وايضا الشباب المحتجون".
وعن موقف علي عبدالله صالح، قال شرقية ان الرئيس اليمني "ما زال في موقف قوة يتمثل بسيطرته على ثلثي الجيش وهذا يجعله يعتقد ان لا احد يمكن ان يفرض عليه شيئا".
واضاف "اعتقد انه يريد خروجا مشرفا، من خلال ما يسميه الشرعية الدستورية اي الخروج عبر انتخابات، لا يريد الخروج مثل الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، وهو مهتم خصوصا بكيف سيذكره التاريخ".
وخلص الى القول "هو يعلم ان نظامه انتهى لكنه يبحث عن كيفية الخروج المشرف".
اما المحلل البريطاني نيل بارتريك الخبير في شؤون الخليج واليمن، فاعتبر ان المبادرة الخليجية هي في الواقع سعودية، وانسحاب قطر منها في وقت سابق هذا الشهر جعلها "من دون مغزى".
وبحسب المحلل، فان مجلس التعاون اثبت انه "ليس باستطاعته جعل صالح يوقع، بل فقط الجزء الرسمي من المعارضة، فيما باقي المعارضة في الشارع غير مكترثة بهذه المبادرات الرفيعة المستوى".
وتوقع بارتريك ان تاتي الايام المقبلة ب"مزيد من الدراما في اليمن، ومزيد من البراهين على عجز السعودية ودول الخليج".
من جانبه، بدا المحلل اليمن علي سيف حسن، رئيس منتدى التنمية السياسية، اكثر تشاؤما وقال ان الاوضاع تميل الى العنف.
وقال لوكالة فرانس برس ان "احتمالات المواجهات العسكرية بين فرق الجيش الخصمة هي الاكثر ترجيحا الآن، خصوصا حول منطقة صنعاء"، اما "امكانية نشوب الحرب في البلاد فتعتمد على احتمالات الحسم ... للاسف الوضع يبدو هكذا في هذه اللحظة".
واعتبر حسن ان الاطراف بما في ذلك المعارضة، هي اسيرة لصراعات اسرية ومعطيات قبلية بما في ذلك الصراع بين اسرة الرئيس اليمني واسرة الاحمر التي تتزعم تكتل قبائل حاشد الاكبر في اليمن.
وقال "كما ارى المشهد اليوم، الامور ستطول، فلدينا وحدات عسكرية تتواجه وقبائل وكم هائل من الاسلحة بين الناس".
ويعتقد ان اليمن من اكثر دول العالم التي تعاني من انتشار السلاح بين المواطنين، فالرشاش يكاد يكون جزءا من الزي اليمني في الارياف.
وكان صالح حذر في خطاب الاحد من حرب اهلية في اليمن اذا لم "تنصاع" المعارضة.
اما الاكاديمي المؤيد لانتفاضة الشباب المطالبين باسقاط النظام محمد الظاهري فقال لوكالة فرانس برس ان "احتمال الانزلاق الى العنف وارد".
وراى الظاهري ان "المشهد السياسي اليمني مشهد مربك بين +الممكن السياسي+ (المبادرة) و+الممكن الثوري+، وكل الاحتمالات مفتوحة".
واعرب عن خشيته من الوصول الى "مرحلة هدم المعبد او مرحلة +علي وعلى اعدائي+ من قبل الرئيس" الذي قال انه متمسك بالسلطة مؤكدا انه "غير قادر على تحمل انهيار حلمه ب+التأبيد والتوريث+".
واكد الظاهري انه سيكون هناك "تصعيد للتحرك من قبل الشباب والمعارضة البرلمانية ستكون اقرب الى الشباب" بعد فترة من التباعد بسبب موافقة المعارضة على المساعي الخليجية مقابل رفضها من قبل المحتجين.
وبحسب الظاهري، فان صالح "يراهن على الانحدار باتجاه العنف، وفي المقابل الثقافة السلمية للشباب ما زالت طرية وغير متجذرة ... وهنا يمكن ان يخدش مفهوم سلمية الثورة".
لكن شرقية رأى ان المعارضة بشقيها البرلماني والشبابي "رغم كل الاستفزازات، اثبتت التمسك بسلمية التحرك ولم تنجر الى العنف".
وكذلك اكد المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان ان "النظام يحاول دفع الامور نحو العنف لكنه لن يستطيع ... نحن لن ننزلق ابدا الى العنف".