صالح يتهم الأحمر بإثارة العنف ويطالبه بتسليم عناصره

طالب الرئيس اليمني أبناء الأحمر بوقف اعتداءاتهم على أفراد الأمن والمواطنين، داعيا وزارة الداخلية بإيقاف أطلاق النار بما يحقن الدماء.

الرياض: طالب الرئيس اليمنيعلى عبدالله صالح أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بوقف اعتداءاتهم على أفراد الأمن والمواطنين، والاستجابة الفورية بإلزام من وصفهم بـ"عناصرهم المسلحة بالخروج من المباني والمنشآت العامة التي قاموا بمهاجمتها والسيطرة عليها".

كما وجه صالح الأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية بإيقاف أطلاق النار والتحلي بمزيد من الصبر وضبط النفس وذلك بما يحقن الدماء ويحقق السكينة العامة في المجتمع، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية.

وقتل 38 شخصا الثلاثاء في مواجهات عنيفة بين انصار زعيم قبلي معارض والقوات الحكومية في حي بشمال صنعاء، وفق حصيلة جديدة ادلت بها مصادر طبية وحكومية.

وقال مصدر طبي في مستشفى العلوم والتكنولوجيا في صنعاء لوكالة فرانس برس ان 24 شخصا من انصار الزعيم القبلي صادق الاحمر قتلوا بينهم ثلاثة من زعماء العشائر كما جرح عشرات اخرون.

من ناحيتها، ذكرت وزارة الدفاع على موقعها الالكتروني نقلا عن وزارة الداخلية ان 14 جنديا قتلوا واعتبر اثنان اخران في عداد المفقودين.

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل ستة اشخاص على الاقل الثلاثاء في معارك عنيفة وقعت لليوم الثاني على التوالي بين انصار الشيخ صادق الاحمر، الزعيم القبلي الاوسع نفوذا في اليمن، والقوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وفي نفس السياق قال شهود عيان ان قوات الامن المركزي مدعومة بالحرس الجمهوري التابعة للرئيس صالح انتشرت في عدد من شوارع العاصمة وقابلها انتشار مماثل لقوات الفرقة الاولى مدرع التي اعلنت انشقاقها عن الرئيس اليمني وانضمامها لثورة الشباب.

إطلاق صاروخ على منزلالشيخ صادق الأحمر

واصيب منزل الزعيم القبلي اليمني النافذ الشيخ صادق الاحمر المعارض للرئيس علي عبد الله صالح في شمال صنعاء عصر الثلاثاء بصاروخ بعد مواجهات بين رجاله والقوات اليمنية ادت الى سقوط ستة قتلى على الاقل.

وقال مصدر قبلي "تعرض منزل الشيخ صادق الاحمر (الذي انضم الى معارضي الرئيس علي عبد الله صالح) بصاروخ وسقط عدد من القتلى والجرحى من بينهم زعماء قبائل ووسطاء".

وتابع المصدر "من بين الجرحى اللواء غالب قمش الذي يراس مهمة وساطة" بين السلطة والشيخ صادق الاحمر، لكن تعذر عليه تقديم حصيلة اكثر دقة.

كما لم يحدد المصدر نوع الصاروخ المستخدم في الهجوم ولا مصدره، لكن شهودا افادوا ان الصاروخ اطلق من جبل نقم الذي يطل على شمال العاصمة حيث مقر الاحمر.

وجرت معارك عنيفة الثلاثاء اسفرت عن مقتل ستة اشخاص في محيط منزل زعيم قبائل حاشد في شمال العاصمة.

وتواجه رجال الزعيم القبلي والقوى النظامية في المعارك الاولى من نوعها منذ بدء الاحتجاجات ضد النظام في اواخر كانون الثاني/يناير.

واندلعت المواجهات التي اسفرت عن مقتل ستة اشخاص الاثنين غداة رفض صالح توقيع اتفاق لنقل السلطة سلميا بالرغم من ضغوط كبرى محلية ودولية.

وافاد مصدر قبلي عن مقتل خمسة مسلحين من اتباع الاحمر الثلاثاء عند قصف القوات الحكومة محيط منزله فيما اصيب بين 80 و90 من انصاره بجروح.

واعلنت الشرطة من جهتها عن مقتل شخص واصابة اربعة في صفوفها.

ودعا الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الثلاثاء الى "وقف فوري" للمعارك الدامية في صنعاء بين مناصري زعيم قبلي انضم الى المعارضة وقوات الرئيس علي عبدالله صالح.

واعرب عبد اللطيف الزياني في تصريح عن خشيته من ان "تتسع" المعارك المستمرة منذ يومين في صنعاء داعيا الاطراف المعنيين الى ضبط النفس.

واعتبر ان مبادرة مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة في اليمن لا تزال تشكل "فرصة للتوصل الى حل سياسي" في هذا البلد الذي يشهد منذ نهاية كانون الثاني/يناير تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس صالح.

وافادت مصادر رسمية ان وزارة الداخلية تعرضت لاطلاق عشرات الصواريخ المضادة للمدرعات التي مصدرها قوات الزعيم القبلي.

وما زال انصار الاحمر يسيطرون على عدد من المباني الرسمية في العاصمة اليمنية كانوا احتلوها الاثنين في اعقاب معارك عنيفة، بما في ذلك مبنى وزارة الصناعة والتجارة.

ومن جهتها، افادت وزارة الداخلية في بيانات نشرها التلفزيون اليمني ان مناصري الاحمر هاجموا وزارتي الداخلية والسياحة ومركز شرطة النجدة ومقر وكالة الانباء اليمنية اضافة الى مقار رسمية اخرى.

وفيما حملت وزارة الداخلية في بيان "اولاد الاحمر" المسؤولية الكاملة عن ما حصل، اكد الشيخ صادق الاحمر في بيان ان نظام صالح يحاول "تفجير الاوضاع الداخلية واشعال الفتنة والحرب الاهلية بين أبناء اليمن وذلك للتملص من الاستحقاقات الوطنية التي فرضتها الثورة الشعبية السلمية بعد أن قضت والى الابد على الاستبداد ومصادره وملف التوريث".

وشهد منزل الشيخ الاحمر تجمع حوالى الفين من اعيان وممثلي القبيلتين الاهم في البلاد وهما حاشد وبكيل الى جانب قبائل اخرى للاعراب عن "التضامن" معه بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وقال احد ممثلي القبائل "علينا الا نسمح للرئيس ان يجرنا الى العنف ويحور مسار الثورة السلمية".

وصادق الاحمر هو شيخ مشايخ قبائل حاشد النافذة، وتعد عائلته الاكثر نفوذا في اليمن، وقد انضم في اذار/مارس الى الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل صالح الذي خسر كذلك دعم جزء من الجيش.

وبامكان الاحمر تجييش حوالى عشرة الاف مسلح بحسب مصادر قبلية.

واليمنيون مسلحون بكثافة حيث قد يبلغ عدد الاسلحة بين يدي المدنيين ستين مليون قطعة، اي بمعدل قطعتين لكل شخص.

وحذر صالح الاحد من خطر "حرب اهلية" بعد رفضه التوقيع على مبادرة لنقل السلطة سلميا طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي.

واشنطن: ندرس الخيارات اتجاه صالح

وأكدت الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء استمرارها في متابعة الوضع في اليمن "عن كثب" مجددة دعوتها للرئيس علي عبدالله صالح الى التوقيع على المبادرة الخليجية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر في تصريح للصحافيين "نستمر في متابعة الوضع في اليمن عن كثب" مضيفا ان "هناك فرصة امام الرئيس صالح وهو يحتاج الى استغلالها".

واضاف تونر "اننا نستمر في دعم الجهود التي يقودها مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. وندعو الرئيس صالح مجددا الى التقدم والقيام بما هو ملتزم به والتوقيع على الاتفاق".

واشار الى ان "هناك عددا من الخيارات امامنا مع استمرار الوضع في الالتهاب ونحن ننظر في كافة الخيارات".

وتابع "ولكن ما هم مهم حقيقة الان هو ان الرئيس صالح امامه اتفاق ويحتاج الى توقيعه ويضع اليمن على طريق ايجابي حتى يمكنهم حل الوضع الراهن".

الزياني: على الأطراف المتنازعة وقف الاقتتال فورا

ودعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، إلى وقف الاقتتال الدائر في الجمهورية اليمنية فورا وذلك من اجل حقن دماء الشعب اليمني.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون في تصريح له اليوم إن القتال الذي تشهده صنعاء منذ يوم أمس، يثير مخاوف وقلق دول مجلس التعاون من امتداده وتوسعه، داعيا الأطراف المعنية إلى التحلي بروح المسئولية وضبط النفس، وتغليب ما وصفه بـ"المصلحة الوطنية العليا لليمن فوق أي اعتبار آخر".

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن اللجوء إلى العنف والاحتكام للسلاح لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف وإزهاق الأرواح، وتدمير ممتلكات ومنجزات ومكتسبات الشعب اليمني .

وقال الزياني إن المبادرة الخليجية لا تزال تمثل فرصة سانحة أمام الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سلمي، وتجاوز الأوضاع الراهنة، والحفاظ على وحدة وامن واستقرار الجمهورية اليمنية وتحقق آمال وتطلعات شعبها .

وفي ختام تصريحه أسف الدكتور الزياني لسقوط القتلى والجرحىفياليمننتيجة الاقتتال الذي شهدته صنعاء، مقدما تعازيه للشعب اليمني واسر القتلى.

المعارضة تدين الهجوم على منزل صادق

في الأثناء، دانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة اليوم تجدد الهجوم على منزل الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر أثناء اجتماع المشايخ المتضامنين معه وبحضور الوسطاء.

وأعتبرت أحزاب المشترك في بيان لها تجدد الاعتداءات على منزل الشيخ الأحمر بمختلف أنواع الأسلحة وخرق اتفاق الهدنة المبرم أمس وتعمد تنفيذه أثناء انعقاد اجتماع مشايخ اليمن المتضامنين معه تأكيد على "ما أصاب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحاشيته من حالة جنونية جراء التضامن الواسع من كل أرجاء اليمن مع الشيخ الأحمر".

وقالت أحزاب المشترك ان "ما يحدث منذ يوم أمس من اعتداءات بمختلف أنواع الأسلحة باستخدام قوات عسكرية وأمنية يفترض أنها لحماية اليمن أرضا وشعبا روعت الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ في أحد أكبر أحياء العاصمة صنعاء اكتظاظا بالسكان".

وناشدت المعارضة اليمنية من وصفتهم بـ"الأشقاء والاصدقاء" التدخل الفوري واتخاذ موقف حاسم لاحباط مخططات سيترتب على تنفيذها أضرارا فادحة على الوطن والشعب اليمني والمنطقة والمجتمع الدولي عموما.

بريطانيا: رفض صالح المبادرة الخليجية زاد من عزلته

في المقابل، أعرب الوزير المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية البريطانية اليستير بيرت اليوم عن أسف بلاده لاستمرار رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع على اتفاق سلام توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي للخروج من الازمة اليمنية.

وقال بيرت في بيان ان "استمرار رفض الرئيس صالح التوقيع على اتفاق سلام توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي هي مسألة تأسف لها المملكة المتحدة" مضيفا ان هذا القرار جعل صالح معزولا عن قيادات حزبه والمعارضة اليمنية الذين اظهروا التزامهم بانتقال سلمي للسلطة في اليمن.

وشدد المسؤول البريطاني على أن مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي تمثل أفضل فرصة لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السياسية في اليمن مشيرا الى ان رفض صالح التوقيع "سيعزز التوتر في الوقت الذي ينبغي أن توجه فيه كل الجهود نحو معالجة مشاكل اليمن الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخطيرة".

وحث بيرت جميع الاطراف اليمنية على ضبط النفس وتجنب العنف مرحبا في الوقت ذاته بجهود الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني الذي بذل جهودا كبيرة من اجل حل سلمي للأزمة في اليمن ومنددا بمحاولات عرقلة مهمته بما في ذلك محاصرة سفارة دولة الامارات العربية المتحدة من قبل متظاهرين مسلحين موالين للنظام في صنعاء الأحد الماضي.

وأكد بيرت ان "الحكومة اليمنية لديها التزام دولي لضمان حماية الدبلوماسيين والمباني الدبلوماسية ويجب أن يكفل هذا في جميع الأوقات".