واشنطن تنظر بقلق الى استغلال "القاعدة" فراغ اليمن الأمني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تستغل "القاعدة" المناخ السائد الآن في اليمن لتهريب السلاح إلى صنعاء من أجل مهاجمة أهداف غربية وفقا لتقارير استخباراتية تثير قلقا متزايدا في الغرب وواشنطن خاصة.
ينظر الغرب، على الأقل، إلى اليمن باعتباره أقوى معاقل "القاعدة" في العالم بأسره. وهو يتابع بقلق متزايد استغلال ما يعتبره "أسوأ تنظيم إرهابي في التاريخ الحديث" لثلاثة أشهر من الغليان السياسي الذي أوصل علي عبد الله صالح الى حافة السقوط بعد 32 عاما في السلطة.
وقد أوردت الأنباء صباح الخميس مقتل 44 شخصا على الأقل في الاشتباكات المسلحة بين مناصري صالح وأتباع أبرز خصومه الشيخ صادق الاحمر، زعيم قبائل حاشد، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. ولهذا كله فقد طلبت واشنطن من عامليها غير الأساسيين بسفارتها مغادرة البلاد ويقال إنها تنظر الآن في سحب السفير نفسه وإغلاق السفارة خوفا من هجوم عليها من عناصر القاعدة.
ووسط التقارير التي تتحدث عن ان الظروف السائدة تقف باليمن على مبعدة خطوة واحدة من الحرب الأهلية الشاملة، حث الرئيس الأميركي باراك اوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في لندن، الرئيس صالح على الإيفاء بوعوده السابقة بالتنحي فورا.
ويذكر أن الخطر الداهم أجبر عددا من السفارات الغربية على سحب العاملين غير الأساسيين. ومع ان واشنطن تنظر الآن في إغلاق سفارتها بالكامل، فقد أوردت "ديلي تليغراف" أن لندن لا تنوي فعل الشيء نفسه، على الأقل في الوقت الحالي.
وقال مصدر غربي على اطلاع بأوضاع المنطقة: "اليمن على حافة هاوية الحرب الأهلية بعد الانهيار الكامل لسيادة القانون والنظام. وبوسع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية نقل السلاح والذخائر كما شاء والتحرك بلا رادع لأن الجيش نفسه انقسم الى مؤيد لصالح ومعارض له. هذا وضع غير مسبوق وينذر بخطر عظيم".
ويصف كبار المسؤولين الأميركيين تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بأنه "أكبر تهديد مباشر على أراضي الولايات المتحدة". ويشيرون في هذا الصدد الى عدد من الهجمات الإرهابية المحبَطة، بما فيها محاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة فوق ديترويت يوم عيد الميلاد 2009 بعبوة ناسفة مخبأة في ملابسه الداخلية. واتضح لاحقا أنه تلقى تدريبه في أحد معسكرات القاعدة باليمن.
وحتى مطالع العام الحالي كانت واشنطن ترى في الرئيس صالح حليفا أساسيا لها ضد القاعدة في شبه الجزيرة. فقد أتاح لها شن هجمات جوية وبالصواريخ غير مسبوقة على معسكراتها في مختلف بقاع البلاد التي لا تطالها يد القانون. لكن الإدارة الأميركية تنظر اليه الآن باعتباره نقمة تصب لصالح القاعدة بسبب رفضه الاستجابة لرغبة مئات الآلاف الذين يتظاهرون مطالبين بتنحيه.
وبعد مقتل اسامة بن لادن، تعاظمت المخاوف الغربية من أن مجندين جددا بالقاعدة - وبعضهم يجد إلهامه في خطب اليمني - الأميركي أنور العولاقي - سيتوجهون من مختلف أرجاء العالم الى اليمن للالتفاف حول ناصر الوحيشي الذي يُنظر اليه في الغرب باعتباره أحد أبرز المرشحين لخلافة بن لادن.
ويذكر أن الرئيس صالح وعد للمرة الثالثة خلال اسبوع بالتوقيع على اتفاق يسلم عبره السلطة في غضون 30 يوما. لكنه تراجع عن هذا في اللحظة الأخيرة خلال احتفال حضره سفراء غربيون لم يخفوا دهشتهم إزاء ذلك. وفوق هذا، هاجمت القوات الوالية للرئيس دار الشيخ الأحمر يوم الاثنين، ثم هاجمت الوفد القبلي الذي توجه الى تلك الدار بغرض الوساطة.
والآن فإن أهل صنعاء يفرون منها في وجه مسلحين بالملابس المدنية يجوبون الشوارع ويطلقون النار على كل شيء يتحرك، بينما احتل رجال القبائل المعارضة لصالح مبنى وكالة الأنباء الرسمية وحاولوا اقتحام وزارة الداخلية. وفي خضم كل هذا أعلن صالح صراحة أنه لن يتخلى عن السلطة بأي ثمن ولن يغادر بلاده قائلا إنه لا يتلقى أوامره من الخارج.