الفضل: الجوع أشعل الثورات وأبناء الكويت يدفعون لإنقاص أوزانهم

وجه كاتب كويتي انتقادات لاذعة لمنظمي ومؤيدي أول تظاهرة خرجت في البلاد تطالب بإسقاط الحكومة، وقال إن لا شيئ في الكويت يدعو لتنظيم مثل هذه المظاهرات، ومشددا على أنه في الوقت الذي يعاني الشباب في الكثير من الدول العربية من الجوع والفقر وهو ما كان سببا في إشعال الثورات، فإن الوضع يبدو مختلف تماما في الكويت التي يعاني بعض أبنائها من التخمة.

الكويت: بعد انطلاق أول مظاهرة مطالبة بإسقاط النظام الحاكم في دولة الكويت أمس الجمعة رافعة شعار "نريد دولة ديمقراطية محترمة لا دولة مشيخة" هاجم الكاتب الكويتي نبيل الفضل خلال حديثه لقناة "سكوب" الفضائية المنظمين لهذه المظاهرة ونعتهم بـ"الفشلة"، موضحا أن المحرضين على تلك المظاهرة هم أعضاء البرلمان الكويتي وليد الطبطبائي ومبارك الوعلان ومسلم البراك.

وقال الفضل إن الشعار الذي نادت به هذه المظاهرة "نريد دولة ديمقراطية محترمة لا دولة مشيخة" غير دستوري، مشيرا إلى أنه بناءا على ما ورد في المادة الرابعة من دستور الكويت فإن "الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح".

وأضاف الفضل قاصدا اللذين تظاهروا رافعين هذا الشعار بلهجة محلية "الكويت إمارة وراثية غصب على أم اللي جابتكم.. انتم واللي وقف وياكم وهتفلكم.. غصبا على أمكم الكويت مشيخة.. وإذا ما عاجبكم اطلعوا برا .. الكويت مشيخة وستستمر مشيخة.. وهذا بنص الدستور.. ليس فقط مشيخة إنما حكم في ذرية مبارك .. ماراح تتغير.. ولن يتغير هذا أبدا".

وأوضح الفضل أن عدد هؤلاء المتظاهرين لا يتعدى 400-500 شخص وأن نصفهم طلبة فاشلين وثلاثة أرباعهم لا يعرف أحد هويتهم أو حتى وجوههم قائلا " لم أرى منهم أي أحد ولد عائلة بينهم.. ولا أي اسم لإبن عائلة كويتية بين هؤلاء الأشخاص.. هؤلاء ناس لا نعرف من أين سلطوا علينا".

ولفت الفضل إلى أن الشرطة وقوات وزارة الداخلية كانوا يحرسون هؤلاء الأشخاص، مبينا أنه يعيب على رجال وزارة الداخلية وبالذات الشيخ أحمد الحمود الذي يعد رجل عسكري ورجل انضباطي عادل في أنهم يتركون أشخاص يرفعون مثل هذا الشعار "نريد دولة ديمقراطية محترمة لا دولة مشيخة" ولا يلقون القبض عليه ويحاكموهم.

وأشار إلى أن وزارة الداخلية قالت في بيان لها للمتظاهرين "لا تعيدون هذه التصرفات" لا تعيبون في صفات، ولكن رد مسلم البراك على هذا البيان وفقا للفضل قائلا للمتظاهرين "لا تخافون من احد انتم تطالبون بإسقاط الرئيس".

وحذر الفضل الشباب الذي شاركوا في تلك المظاهرة من الانجراف وراء أفكار وليد الطبطبائي ومبارك الوعلان و مسلم البراك حيث قال "أحذركم يا شباب خافوا من الانجراف في الخطأ.. الخوف رحمة كما أن الشيء الذي تطالبون به في المظاهرات هو شيء خاطئ وانقلاب على الدستور.. هؤلاء المتظاهرون كذابين .. أنتم لا تعرفون الشيخ أحمد الحمود (وزير الداخلية) والفريق غازي العمر (وكيل وزارة الداخلية).. والله هاذول لا يرحمون عيالهم في تطبيق القانون.. أنا اعرفهم شخصيا غازي العمر مستعد يدوس على ولده بالسيارة إذا خالف القانون وكذلك احمد الحمود بشراسة أكثر وهناك تجارب سابقة على قوتهم وحزمهم وعدلهم".

ونصح الفضل الشباب بالابتعاد عن المحرضين قائلا "اعلموا انه إذا اشتغل الطلق فإن ظهوركم هي التي ستطير ليس ظهور مسلم البراك ووليد الطبطبائي"، مبينا أن على الشباب الكويتي ألا يقارن نفسه بالشباب البريطاني الذي خرج للتظاهر ضد قرار زيادة الرسوم الجامعية التي اقرها البرلمان البريطاني وأضاف "الشباب البريطاني تظاهر وضرب بقسوة من قبل الشرطة لأنه تضرر من زيادة الرسوم الدراسية ولا يقدر على سدادها".

ولفت إلى أن "ثورة البوعزيزي" في تونس فضلا عن الثورات التي جرت ومازالت تجري في العالم العربي قد جاءت بسبب الجوع والفقر الذي تعاني منه هذه الشعوب المسكينة، موضحا انه في المقابل فإن "الشباب الكويتي يدفع نقود كبيرة تتراوح بين 500 - 600 دينار شهريا للفرد الواحد للاشتراك في النوادي الرياضية حتى ينقصون أوزانهم و يضعفون من الطفح الذي يطفحونه"، على حد تعبيره.

وسأل المذيع الفضل عن المقصود من تلك الشعارات حسب فهمه، فأجاب "إن المقصود أن هؤلاء لا يريدون شيوخ.. يريدون إنهاء حكم ذرية مبارك الصباح.. وان يحكمنا وليد الطبطبائي أو مبارك الوعلان أو مسلم البراك ويكون احدهم الحاكم الشرعي لنا.. هذا ما يريدون هؤلاء الفاشلون فعله".