شخصيات إسرائيلية تحثّ أوروبا على الاعتراف بدولة فلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نشرت صحيفة "هآرتس" نص رسالة وقّعت عليها 12 شخصية إسرائيلية عامة ومثقفون حثوا من خلالها قادة الدول الأوروبية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية رسميًا، مع وصول المسيرة السياسية إلى نهايتها. تأتي هذه الرسالة مع تصاعد الجدل في الأوساط الإسرائيلية حول ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتي تتناقض مع توجهات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته المتطرفة.
حسن مواسي من تل أبيب: مع اقتراب موعد انعقاد الاجتماع العام للهيئة العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، وتواصل إصرار السلطة الوطنية على تقديم نص مشروع للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، خرج رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" السابق، مائير دغان بتصريحات تتعارض مع موقف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، داعيا إياه إلى عدم الوقوف ضد اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية مستقلة في أيلول/ سبتمبر.
وقالت صحيفة "معاريف" نقلاً عن دغان قوله في خطاب مغلق ألقاه في المركز متعدد المجالات في هرتيسليا (شمال تل-أبيب) انه من الخطأ أن تقوم إسرائيل بمنع الموافقة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
مؤكداً أن معارضة إسرائيل المقترح الفلسطيني سيترتب عنها نتائج وخيمة، خصوصًا في ظل فرضية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بات أمرًا محسومًا، ووقوف إسرائيل أمام خطوة أيلول، سيعجّل عملية الاعتراف، وبالشروط التي يطرحها الفلسطينيون وليس بشروط إسرائيل. ورأى أن تسليم إسرائيل بالأمر الواقع سيمكننا من تقليص الإضرار الناجمة من الإعلان الفلسطيني.
وأردف موضحًا: "على إسرائيل عدم الوقوع في الخطأ من خلال محاولتها وقف الخطوات الفلسطينية والاعتراف المتوقع للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، وقف مساعيها الهادفة إلى منع حصول الاعتراف الدولي.
دعوات إسرائيلية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية
إلى ذلك وفي السياق عينه نشرت صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة، نص رسالة وقع عليها أكثر من اثني عشر من المثقفين والشخصيات العامة الإسرائيلية، حثّوا فيها قادة الدول الأوروبية على الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، في ظل وصول عملية السلام إلى نهايتها.
وجاء في الرسالة الموجهة إلى قادة الدول الصناعية الكبرى الثماني المجتمعين في مدينة دوفيل الفرنسية: "أن السلام قد سقط...كمواطنين إسرائيليين سنؤيد إعلان الدولة الفلسطينية ذات سيادة، من شأنها أن تقام إلى جانب إسرائيل في سلام وأمن وعلى أساس خطوط 1967، مع تبادل للأرض على أساس 1:1، ونحن نحثّ دول العالم على أن تعلن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة وفقا لهذه المبادئ، والطرح الفلسطيني المتوقع ودعوته الأمم المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية لا يضرّ بالمصالح الإسرائيلية".
وأكد الموقعون: "أن خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في واشنطن والدعم الكاسح الذي حصل عليه من الكونغرس الأميركي يدلّ على أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها، وعلى إسرائيل الآن الاختيار بين الاعتراف بدولة فلسطينية أو تجدد موجة العنف.
وابرز الموقعين على العريضة هم: رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ، المدير العام لوزارة الخارجية السابق ألون ليئيل، والسفير السابق لدى جنوب أفريقيا آيلان باروخ، والحائز جائزة نوبل البروفيسور دانيال كانيمان.
غازيت: 15/أيار فتح مجددًا ملف عودة اللاجئين
رئيس شعبة الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي "آمان" شلومو غازيت، أكد في مقال نشره في موقع معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل-أبيب، أن 15 أيار/ مايو 2011، كان بداية حرب التحرير الفلسطينية، والتظاهرات التي قام بها اللاجئون في لبنان والجولان وقطاع غزة من اجل تحقيق حق العودة مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني ضد إسرائيل.
وأضاف: "طوال 15 عاما أجرت إسرائيل مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية على أمل التوصل إلى اتفاق يقوم على مبدأ تقسيم ارض إسرائيل ونشوء دولتين جنبًا إلى جنب، على أساس أن المفاوضات ستؤدي إلى حل الصراع الذي نشأ في أعقاب حرب حزيران/يونيو 1967، من دون التطرق إلى حرب 1948 التي هي أساس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأساس مطالبتهم بالعودة إلى أراض تابعة لإسرائيل.
ورأى غازيت أن حالة الجمود في المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية خلال العامين الماضيين وأجواء التغيير التي تعم العالم العربي، قادت إلى المصالحة بين "حماس" و"فتح"، وفتحت الحديث مجددًا عن حق العودة، وطرح قضية حرب 1948 التي لا يمكن مناقشتها أو إيجاد حل لها من دون التطرق إلى مشكلة اللاجئين.
وأوضح أن التحدي المطروح أمام إسرائيل اليوم هو على مستويين: المستوى الإعلامي، والمستوى السياسي. وكلما خففنا من استخدام القوة ومن المواجهات الجسدية مع المتظاهرين، ازدادت فرصنا في النجاح. وعلى الحكومة ألا تطلب من الجيش البحث عن رد على ما يجري، فقيادة الأركان العامة للجيش قادرة فقط على طرح حلول تستند إلى القوة، الأمر الذي سيخدم الطرف الفلسطيني. ويجب العودة إلى التفاوض مع القيادة الفلسطينية الحالية، كما يجب البحث معها في إيجاد حلول لما نتج من حرب 1967.
وخلص إلى القول المشكلة هي أن الوقت يوشك أن ينفد، ولا نعرف متى ستجري التظاهرة المقبلة، وربما تحدث في أي يوم، وقد تخرج من المسجد الأقصى بعد صلاة يوم الجمعة، أو بعد جنازة فلسطيني قُتل بنيران القوات الإسرائيلية، فيتوجه الجمهور الغاضب نحو الأراضي الإسرائيلية.