اليسار الإيطالي واثق من الانتصار في الانتخابات واليمين محبط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بمرور أسبوعين على حملة الانتخابات البلدية في إيطاليا، يلمس بوضوح أن مرشح اليسار، جوليانو بيزابيا، الذي خط الشيب شعره، وتتسم ملامحه بجدية، وتعلو الابتسامة وجهه، لا يجد صعوبة في إقناع الجمهور.
ميلانو: يسود التفاؤل معسكر اليسار، الذي بلغت فيه التعبئة درجة غير مسبوقة في إيطاليا، التي تشهد اليوم انتخابات بلدية، أهم محاورها معقل سيلفيو برلوسكوني ميلانو العاصمة الاقتصادية، التي يستعدون لانتزاعها من اليمين الذي يبدو محبطًا.
وخلال الأسبوعين الأخيرين من الحملة الانتخابية لم تتراجع حماسة سكان ميلانو، الذين اختاروا مرشح اليسار جوليانو بيزابيا في الجولة الأولى.
وفاز هذا المحامي في 15 و16 أيار/مايو بنحو 48% من الأصوات، مقابل 41.6% للعمدة المنتهية ولايتها ليتيتسيا موراتي مرشحة حزب شعب الحرية (حزب برلوسكوني اليميني).
ورافقت الحشود المتحمسة حتى النهاية مهرجانات بيزابيا الانتخابية، حتى إن آخر تجمع نظم في حي "كيو تي 8"، وترددت فيه كلمة "الأمل" بين الحشود الغفيرة التي تدافعت أمام المنصة الصغيرة.
لا يجد مرشح اليسار، الذي خطّ الشيب شعره، وتتسم ملامحه بجدية، وتعلو الابتسامة وجهه، صعوبة في إقناع الجمهور.
وقالت المتقاعدة ايميليا من سكان الحي "خلال الحملة الانتخابية تبلورت طاقة جديدة وشعور بالفرح وقوة جماعية. كنت أتوقع أن يشعر أهل ميلانو بالإحباط، لكننا اكتشفنا أننا كثيرون نحن الذين مللنا الوضع الحالي".
واضافت ان "هذه الانتخابات قد تشكل هزة تدفع بالتغيير الى الامام على الصعيد الوطني". كذلك اعتبر الطالب في التمريض فاليريو (23 سنة) "كنت اتوقع هذه الحماسة"، مضيفًا "خلافًا للانتخابات الاخرى، تمكن جوليانو بيزابيا من جمع اليسار، وسيستفيد في النهاية من قسوة وسوقية الحملة التي شنّها عليها خصومه".
وبين الجولتين، قال سيلفيو برلوسكوني إن ناخبي اليسار "بلا عقل"، لأنه إذا فاز بيزابيا فستتحول عاصمة ايطاليا الاقتصادية الى "مدينة اسلامية" تكثر فيها المساجد و"تسيغانوبوليس (مدينة للغجر) تكثر فيها مخيمات الروم الغجر، ويحاصرها الاجانب".
لكن في الجانب الاخر من المدينة، اي قرب ساحة لوريتو الصغيرة في معسكره، كانت الاجواء حزينة. وافتعلت ليتيتسيا موراتي ابتسامة امام انصارها، الذين جاؤوا يصفقون لها لآخر مرة، قبل الاقتراع، وقد بدا على وجهها التعب.
وقالت مارينيلا مديرة مدرسة متقاعدة كانت تصفق وسط المارة غير العابئين بالتجمع ان "العمدة انجزت الكثير لميلانو في مجال الحدائق والنقل العمومي (...) واجتهدت كثيرًا من اجل الحصول على المعرض، والآن يريد اليسار الصعود الى المركبة".
وبين الحاضرين، الذين ليسوا كثرًا، قالت كارولينا (16 سنة) وهي توزع المنشورات ان "ليتيتسيا تدافع عن وظائف الايطاليين، بينما يدافع بيزابيا عن الاجانب". واشارت الى ان مرشح اليسار "يريد بناء مسجد كبير وفتح مركز للمدمنين على المخدرات".
وقالت ايريني (14 سنة) "اذا فاز بيزابيا فسيعطي كل الوظائف التي يحدثها معرض 2015، الى المهاجرين. نحن ولدنا في ميلانو وهي مدينتا، لنا الحق في مستقبل".
وفي وقت متاخر من الليل، تحول الحفل الموسيقي الختامي الذي نظمته العمدة امام الكاتدرائية، الى فشل ذريع، حيث غاب نجم الحفل المغني النابوليتاني جيجي داليزيو في اخر لحظة، بعد اعتذاره لعدم القدوم.
وبدت ليتيتسيا موراتي، التي تخلى عنها حلفاؤها، حزينة، لان زعيم رابطة الشمال اومبرتو بوسي لم يأت.
اما سيلفيو برلوسكوني، الذي يحتل رأس اللائحة في ميلانو، فقد فضّل دعم مرشح حزبه الاوفر حظًا للفوز... في نابولي.