العاهل السعودي في يوم البيعة السادسة: حبكم لي لن أنساه

قال العاهل السعودي إنه يهنّأ نفسه بالمواطنين السعوديين وبأخلاقهم وثقتهم بدينهم ووطنهم، موصيًا إياهم بالصدق في معاملاتهم وبيوتهم. جاء ذلك خلال أول خطاب له في ذكرى البيعة السادسة، وبعد إعلان سلّم الرواتب الجديدة للموظفين العاملين في الدولة.

الرياض: في أول خطاب له في ذكرى البيعة السادسة، وبعد إعلان سلم الرواتب الجديدة للموظفين العاملين في الدولة، القاضي بتثبيت بدل غلاء المعيشة، ومقداره 15 %، إضافة إلى اعتماد الحد الأدنى لرواتب فئات العاملين كافة في الدولة من السعوديين بثلاثة آلاف ريال شهرياً، اليوم الأحد، قال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنه يهنّأ نفسه بالمواطنين السعوديين وبأخلاقهم وثقتهم بدينهم ووطنهم، مضيفًا: "أشكركم لأن بعض الإخوان من أهل مكة والمدينة وجدة زاروني وباركوا، والحمد لله الذي أوصلنا إلى هذا الوقت العظيم، ولله الحمد المملكة العربية السعودية أنتم تعرفونها ويعرفها القاصي والداني أنها وفية بأي كلمة تصدر منها، والمملكة العربية السعودية ولله الحمد مقبولة عند القاصي والداني".

جاء ذلك خلال استقباله أمراء ووزراء ومواطنين من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتابع الملك عبدالله: "يا إخوان أوصيكم بتقوى الله فوق كل شيء، ثم حب الوطن، وثانياً أوصيكم بكلمة هي بسيطة، ولكنني أوصيكم بها لأن الإنسان بدونها لا إنسان وهي الصدق... الصدق.. الصدق.. عليكم بالصدق في معاملاتكم وفي بيوتكم وفي أولادكم وفي أقاربكم وفي من يسمع منكم".

وتابع: "أرجوكم أن تتمسكوا بالصدق، لأن الصدق حبيب الله، وهو أوفى للإنسان، وأوفى ما للإنسان الصدق، لأنك إذا صدقت صدقك العالم كله، وإذا زليت بزلة لو كلمة واحدة ما عاد احترموك، الإنسان صدق لا يزول".

وختم: "إخواني، أرجوكم هذه تحياتي لشعب المملكة العربية السعودية، شعب الوفاء وشعب الخير، شعب المقدرة شعب الأخلاق ولله الحمد. وأنا... ما أنا إلا خادم لكم، أنا... ما أنا إلا أقل من خادم لكم، صدقوني إنني لا أنام إلا ولله الحمد سائلاً عن كل المناطق، وما هي الحوادث فيها، وش اللي ما صار وش اللي صار. ولله الحمد هذا ما هو كرم مني. هذا وفاء وإخلاص لكم، وحبكم لي لن أنساه، ولن أنساه ما دمت حيًا".

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصدر اليوم الأحد أمرًا باعتماد 18 سلماً وجدولاً لرواتب الموظّفين المدنيين العاملين في الدولة، الذي جاء تعديلها بناءً على الأمرين الملكيين الكريمين رقم "أ / 23" وتاريخ 20/ 3/ 1432هـ، القاضي بتثبيت بدل غلاء المعيشة، ومقداره 15% ضمن الراتب الأساسي، ورقم "أ / 62" وتاريخ 13/ 4/ 1432هـ، القاضي باعتماد الحد الأدنى لرواتب فئات العاملين كافة في الدولة من السعوديين بثلاثة آلاف ريال شهرياً.

يأتي هذا في الوقت الذي يحتفل فيه السعوديون بالبيعة السادسة للملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ يمر شريط الإنجازات في عهده سريعًا، فكان أهمها إصداره الأوامر الملكية التي قضت بصرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، إضافة إلى صرف مكافأة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم العالي. أما في ما يخص الباحثين عن العمل، فقد اعتمد صرف مخصص مالي قدره "2000" ريال للباحثين عن العمل في القطاعين الحكومي والخاص، فيما اعتمد الحد الأدنى للأجور لكل فئات العاملين في الدولة بـ"3000" آلاف ريال شهريًا.

في الشأن الأمني، قضت الأوامر باستحداث "60" ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية، فيما ترفع الوظائف العسكرية المعتمدة بالسنة المالية الحالية من كل القطاعات العسكرية إلى الرتبة التالية. كما قضت الأوامر الملكية باعتماد "16" مليار ريال لوزارة الصحة لتنفيذ وتوسعة عدد من المستشفيات وتعزيز الرعاية الصحية لأمراض الأورام والقلب.

ولا ينسى المواطن السعودي أمره اعتماد بناء "500" ألف وحدة سكنية في مناطق المملكة كافة،وتخصيص مبلغ "250" مليار ريال، إضافة إلى رفع قيمة قرض صندوق التنمية العقارية من "300" ألف ريال إلى "500" الف ريال.

كذلك قطاع التعليم في مرحلة حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز، شهد انجازات على امتداد الوطن بوصف التعليم ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم.

فامتدت الكليات الجامعية في أكثر من77 محافظة بعدما كانت محصورة في17 محافظة فقط قبل قرابة خمس سنوات. فيما انتشرت الجامعات السعودية من خمس مناطق آنذاك، إلىكل مناطق المملكة الثلاث عشرة، ليكتمل تنفيذ برنامج "جامعة على الأقل لكل منطقة.

حيث بلغ عدد طلبتها نحو مليون طالب وطالبة، كما بلغ عدد أعضاء هيئة التدريس نحو "33" ألف أستاذ للعام الدراسي (1430 - 1431 هـ)، إضافة إلى "34" ألف مدرسة للبنين والبنات، ارتفع إجمالي عدد طلبتها إلى أكثر من "5" ملايين طالب وطالبة، يقوم على تعليمهم أكثر من "470" ألف معلم ومعلمة.

وكانت النسوة السعوديات على موعد مع أكبر جامعة للبنات في الوطن العربي "جامعة الأميرة نورة"، حيث افتتح العاهل السعودي المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، التي تم إنشاؤها على مساحة ثمانية ملايين متر مربع، مبنيّ منها ثلاثة ملايين متر مربع، وبتكلفة إجمالية تزيد على عشرين مليار ريال.

وتحتوي المدينة على 15 كلية في مختلف التخصصات النظرية والعلمية، منها: خمس كليات طبية، ومركز للأبحاث، ومركز لتنمية المهارات السريرية، يعدّ الأكبر على مستوى العالم، إضافة إلى مكتبة تتسع لخمسة ملايين كتاب، وأربعة آلاف طالب، ومركز للمؤتمرات يتسع لأربعة آلاف شخص، وجامع سعة أربعة آلاف مصلٍّ، ومنطقة سكنية مكوَّنة من 1400 فيلا، وسكن للطالبات يستوعب 12 ألف طالبة، روعي فيها ذوات الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى مدينة رياضية تستوعب أكثر من ثلاثة آلاف شخص.

وتحتوي المدينة على نفق للخدمات بطول 4.5 كم داخل المدينة الجامعية، ومحطة لمعالجة النفايات الصلبة، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، ومطبعة مركزية، ومخازن، وورش للصيانة، إضافة إلى محال تجارية، وخدمات عامة.

هذا، وتتحمل الحكومة السعوديةتكاليف نحو "50"% ممن يتم قبولهم في الكليات والجامعات السعودية، إضافة إلى ابتعاث آلاف المتخصصين للدراسة في أرقى الجامعات؛ لمد أصول التواصل العلمي ومتابعة كل جديد في مجال العلم على مستوى العالم، وصولاً إلى تحقيق المركز الثالث عالمياً في مجال الابتعاث بعد الصين والهند.