الثوار الليبيون يدربون متطوعين من كل الاعمار والخلفيات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي: عند مدخل قاعدة 17 فبراير" العسكرية التابعة للثوار في بنغازي شرق ليبيا نصبت لافتة حديثا كتب عليها "يجب ان يكون المتطوعون ما فوق 18 سنة"، فيما يقوم مئات المتدربين في الفناء الواسع الغارق تحت اشعة الشمس بتمارين رياضية وهم يضحكون.
يتدرب المتطوعون الجدد بحماسة ممزوجة ببعض الخمول على الوقوف في وضعية التاهب تحت اشراف مدرب لوحت الشمس وجهه فيما لحيته طغى عليها الشيب، ولا تشاهد بينهم سوى بدلات عسكرية قليلة فيما معظمهم يرتدون سراول جينز وقمصانا مدنية.
وهم ما زالوا في الوقت الحاضر مدنيين ولم ينضموا بعد الى المقاتلين الذين يعانون من سوء التسليح وقلة التدريب ما يجعلهم عاجزين عن تحقيق تقدم في مواجهة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
ويوضح عماد العبيدي (21 عاما) وهو مهدنس كهربائي عاد من الامارات العربية المتحدة مع اندلاع الثورة في 17 شباط/فبراير التي اعطت اسمها لهذه القاعدة العسكرية السابقة في بنغازي معقل الثوار في الشرق الليبي "عددهم يقارب 600 اليوم".
وقال عماد الذي انضم لدى وصوله الى قوات الثوار الخاصة "ياتون في الصباح، ياخذون استراحة عند الفطور ويستانفون (التدريب) حتى الساعة 13,00 تقريبا".
وقد اصيب عماد في يده اليمنى فانتقل مؤقتا للعمل في المركز الاعلامي التابع للثوار.
والواقع ان كل ما في هذا المعسكر يبدو مؤقتا او في طور الاعداد، على طراز ثورة تمسك بشمال البلاد بدون ان تتمكن من التقدم غربا.
وبين المدربين محمد فرج (61 عاما) وهو ضابط سابق في جيش القذافي نحيل الوجه ابيض الشعر تقاعد قبل 11 عاما ويعمل على تدريب المتطوعين مرتديا بذلة مرقطة ومنتعلا حذاء مدنيا اسود.
ويقول "تطوعت على الفور، فهمت ان هؤلاء الشبان لا يحسنون استخدام السلاح. ادربهم على اطلاق قذائف الار بي جي والصواريخ الاميركية".
يطلق جندي واقف على الحياد فجاة ثلاثة رشقات رشاشة في الهواء فينتفض المتطوعون خوفا قبل ان يقهقهون بالضحك.
يقول عماد "بعضهم سينضم الى الجيش وسيذهب الى الجبهة، وبعضهم سينهي التدريب الذي يدوم شهرا، ولهم حرية الخيار".
وان كان هو يود العودة الى الجبهة، الا انه لن يبقى في الجيش بعدها. ويقول "انني احمل شهادة ماجستير ويترتب علي انهاء الدكتوراه، قطعت هذا الوعد لوالدي".
ويوضح ان ثلث المتطوعين كانوا يعيشون في الخارج قبل الانضمام الى صفوف الثوار.
وبينهم وليد زميت الذي قدم قبل اسبوعين من بريطانيا حيث كان طالبا في كوفنتري.
ويقول "اريد ان اقاتل من اجل ليبيا، ان ادافع عن بلادي" وهو يقيم في معسكر اذ ان عائلته في طرابلس.
والى جانبه يقف رجل يلزم الصمت ينظر من حوله برزانة وهو يعتمر قلنسوة صوفية وسط الحر الشديد، انه قادم من بريقة على خط الجبهة غرب بنغازي.
يتدرب احمد زيدان في السابعة والاربعين مع العمر مع متطوعين في العشرين.
ويقول مقلا في كلامه "انا مهندس نفطي، كنت اعمل لحساب شركة سرت للنفط. هناك الكثير من الفساد تحت حكم القذافي، علينا وقفه. الامر اشبه بواجب، صراع ما بين الخير والشر".
وعلى مقربة يتدرب متطوعون اكثر تقدما من الاخرين على حرب الشوارع فيطلقون النار بالرصاص الابيض من اسلحة رشاشة تفاديا لوقوع حوادث.
ووسط مجموعة اخرى يظهر متطوع ملثم بالابيض ويوضح عماد "ربما هو قادم من طرابلس ولا يريد ان يعرفه احد".
وان كان الثوار يضحكون احيانا الا انهم يدركون خطورة التزامهم.
ويقول المدرب على حرب الشوارع الضابط السابق نوري محمد الذي قضى عشرين عاما في الجيش، ردا على سؤال عما اذا كانوا عناصر جيدة "نعم، انهم يتعلمون بسرعة، نصفهم مهندسون ومثقفون".
ويضيف "علينا ان ننظم انفسنا جيدا لمهاجمة منزل ما، رجال في الامام واخرون في الخلف. كل واحد في موقعه، كما في مباراة لكرة القدم"، وهو على يقين بان الواقع لن يكون كما في التدريب.