هيئة الدفاع عن ملاديتش تحاول تأجيل نقله الى لاهاي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بلغراد: صرح محامي القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش الاثنين انه سيقدم بعد ظهر الاثنين طلب استئناف "لتأخير" نقله الى محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
وقال ميلوس سالييتش لصحافيين امام المحكمة الخاصة الصربية لجرائم الحرب التي تعتقل موكله "ساقدم طلب استئناف بعد الظهر لتأخير متابعة الاجراءات".
وكان المحامي نفسه اعلن انه سيقدم الطلب في اليوم الاخير من المهلة المحددة لذلك.
وسيكون لدى القضاة ثلاثة ايام على الاكثر ليقرروا ما اذا كانوا سيطبقوا قرارهم بسرعة.
وتقدم محامو الجنرال السابق بطلب لتشكيل فريق طبي مستقل وخصوصا متخصصي في القلب والاعصاب والطب النفسي لفحص حالته الصحية التي قال سالييتش انها "تنذر بالخطر".
الا انه لم يبد تفاؤلا في هذا الشأن.
وقال "كل شىء بين ايدي المحكمة الآن. لكنني اخشى الا يكون الامر خاضعا للمحكمة بل للذين وعدوا بتحقيق معجزة وارادوا نقله الى لاهاي في اسرع وقت ممكن ويؤكدون انه شخص قادر على المثول امام القضاء".
من جهته، قال برونو فيكاريتش الناطق باسم المدعي العام الصربي لجرائم الحرب، لوكالة فرانس برس ان الدفاع يتبع "استراتيجية تسويف".
وقال ان "المشاكل التي يعاني منها عادية بالنسبة للذين في عمره ولا يعتنون بصحتهم ولم يكترث بها عندما كان مختبئا".
اعداد محضر اتهام ملاديتش اشبه "باكتشاف عالم مرعب"
إلى ذلك، روى الشرطي الفرنسي الذي قاد التحقيق في مجزرة سريبرينيتسا شرق البوسنة لوكالة فرانس برس كيف اعد الاتهام لراتكو ملاديتش بارتكاب جرائم ابادة امام محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
وتولى جان رينيه رويز لست سنوات من 1995 الى 2001 لحساب المحكمة الدولية، تنسيق جمع الادلة لكل القضايا المرتبطة بسريبرينيتسا.
وقال ان التحقيق كان "اشبه باكتشاف بطىء لعالم مرعب"، بدءا بجمع شهادات الناجين وانتهاء بالمقابر الجماعية في مناطق وعرة محاطة بالغام، تنتشل فيها بقايا بشرية "مثل نفايات".
واضاف رويز "كان لدينا شعور باننا نرى اشياء كنا نعتقد انها انتهت في اوروبا" منذ محرقة اليهود.
وكان اعدام حوالى ثمانية الف رجل وفتى مسلمين في تموز/يوليو 1995 من قبل القوات الصربية البوسنية بقيادة راتكو ملاديتش اسوأ مجزرة تشهدها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
لذلك كان الضغط هائلا على الشرطي.
وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 50 عاما ويعمل في احدى سفارات فرنسا في اوروبا "في قضية على هذه الدرجة من الاهمية من الضروري العمل بجدية كبيرة. اجريت التحقيق دائما للاتهام وللدفاع"، مشددا على ان "وجود اي امر تم التلاعب به سيؤثر على مصداقية الملف باكمله".
وعمل حوالى 300 محقق بلجيكي في قضية مارك دوترو المتهم باغتصاب اطفال وقتلهم بينما لا يتجاوز عدد المحققين في قضية سريبرينيتسا في المحكمة الدولية الستة الى جانب فرق البحث عن المقابر الجماعية.
وقال ان الامر كان "اشبه بازاحة جبل بملعقة صغيرة".
ومع ذلك وبفضل العناصر التي تم جمعها، حكمت محكمة الجزاء الدولية على اثنين من مساعدي ملاديتش هما ليوبيسا بيارا وفيادين بوبوفيتش بالسجن مدى الحياة واصدرت احكاما قاسية اخرى على مسؤولين آخرين.
ومع انه يعتبر ملاديتش "الجزء الاساسي" في قضية المجزرة، يشدد رويز ردا على سؤال عن امكانية ادانه الجنرال السابق، على اهمية افتراض البراءة وضرورة "عدم استباق قرار القضاة".
لكن الشرطي الذي سيدلي بافادة امام المحكمة الدولية يضيف "عندما نعرف ان مساعديه حكم عليهم بالسجن مدى الحياة، نعتقد ان مستقبله سيكون قاتما".
ومن بلغراد نفى راتكو ملاديتش الاحد اي مسؤولية في المجزرة. وكرر ان "لا علاقة له بهذا الامر (...) ومع ما يمكن ان يكون حدث بدون علمه"، كما قال ابنه داركو.
وايا يكن الحكم الذي سيصدر، سمحت العناصر التي جمعت برعاية رويز لقضاة محكمة الجزاء الدولية باعتبار المجزرة ابادة اي اخطر جريمة في القانون الدولي.
ومع ذلك تم التشكيك في بعض الاحيان بحجم المجزرة وحتى حقيقتها خصوصا بسبب صعوبة العثور على الجثث.
وروى رويز "عندما عثرنا على الحفر الجماعية الاولى لم نعثر سوى على 500 جثة. من اجل اعداد الاتهام يجب العثور على جثث".
وبفضل شهادات وصور التقطتها الولايات المتحدة جوا اكتشف المحققون ان قوات صرب البوسنة حاولت اخفاء الجريمة.
وبعد اخراجها من مواقع الاعدام ليلا، القيت الجثث في 28 حفرة مشتركة وصفت "بالثانوية" في اماكن يصعب الوصول اليها ومليئة بالالغام.
ويتذكر رويز "كنا في كل مرة نصل الى مكان لا نعرف ما اذا سنعود بساقين".
وحتى اليوم، تم التعرف على 6500 جثة بفضل تحاليل الحمض النووي الريبي.
وعن سنوات التحقيق التي خصص لها رويز وقته بالكامل، يقول انه "لا يفهم كيف يمكن لشخص ان يقرر امرا كهذا".
واضاف "هذه محض كراهية وقتل من اجل القتل".