ميقاتي لـ إيلاف: لن أعتذر ومصمم على تشكيل حكومة لمصلحة لبنان

أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة أنه مصمم على تشكيل حكومة تراعي مصلحة لبنان مشدداً على أنه لن يعتذر عن تشكيلها. وقال ميقاتي إنه يتجنب الدخول في سجالات مع أحد من منطلق أنها تعمّق الانقسام وتنعكس سلباً على الوضع العام.

نفى الرئيس نجيب ميقاتي المكلف تشكيل الحكومة الجديدة ما يتردد من معلومات صحافية وأحاديث في صالونات سياسية عن نيته الاعتذار عن المضي في عملية تأليف الحكومة وأكد لـ "إيلاف" أنه ماضٍ في مهمته بثبات وبخطى مدروسة حتى التوصل إلى تأليف حكومة تراعي مصلحة لبنان اولاً وأخيراً، لافتاً الى انه حين أقدم على القبول بهذه المهمة كان يدرك جيداً أن طريقه لن تكون مفروشة بالورود، وأنه سيمسك بكرة نار لكنه فعل ذلك حرصاً منه على عدم اهتزاز الوضع في لبنان والمس بأمنه واستقراره.

هذا ويحرص الرئيس ميقاتي على تجنب الدخول في سجالات مع أحد من منطلق أنها تعمّق الانقسام وتنعكس سلباً على الوضع العام، لكنه يستغرب من يعزو التأخر الحاصل في ولادة الحكومة الى حسابات خارجية لديه او الادعاء بمراعاته مواقف الدول التي دعمته في معركة التكليف وبينها قطر الى جانب تركيا وفرنسا موضحاً أن الأولى على سبيل المثال نصحته بعدم الترشح في استشارات التكليف.

هذا وشكل اللقاء الذي عقده الرئيس المكلف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس "عودة الروح" الى الاتصالات والمساعي لإخراج الحكومة الجديدة الى النور بعد ان شهدت فترة جمود إثر إعلان ميقاتي عن إطفاء "محركاته" الخاصة بعملية التأليف احتجاجاً على تراجع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون عن التفاهم الذي تم التوصل اليه بشأن عدد الحقائب الوزارية الممنوحة له ولجوء الأخير الى إطلاق مواقف تصعيدية وهجومية ضد الرئيس المكلف.

وفيما امتنعت أوساط بري عن الإفصاح عمّا دار في اللقاء المذكور وما إذا جرى خلاله طرح أفكار جديدة من شأنها دفع مسار التأليف الى الامام مكتفية بالقول "ما تقول فول حتى يصير بالمكيول" علمت "إيلاف" ان حزب الله، الذي لم ينقطع عن التواصل مع الرئيس ميقاتي عبر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، عازمٌ على المضي في مساعيه الآيلة لإزالة الألغام التي تحول دون ولادة الحكومة الجديدة، وهو يركز في هذا الاطار على اعتماد اسلوب الاقناع مع العماد عون لا الضغط عليه كما شدد على ذلك نصر الله في خطابه الاخير.

ولفت الى انه سبق لهذا الاسلوب ان نجح في ثني العماد عون عن التمسك بـ "الداخلية" وقبوله تقليص عدد المقاعد الوزارية التي يطالب بها من اثني عشر مقعداً الى عشرة. وذكرت المعلومات ان الحزب يعمل حالياً على تعويض "الجنرال" خسارته وزارة الداخلية بالحصول على وزارة أخرى كالاقتصاد، بعد ان رفض رئيس جبهة النضال الوطني التنازل عن وزارة الشؤون الاجتماعية او وزارة الاشغال العامة التي لا يمانع عون إدراج احداها ضمن حصته. كما يسعى الحزب ايضاً الى سد الفجوة القائمة بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح والرئيس المكلف والتي بلغت حد ارتياب الأول في الثاني وتشكيكه في رغبته في تشكيل الحكومة.

وعلى صعيد المواقف المتعلقة بعملية التأليف التي شهدت تراجعاً كبيراً هي الأخرى في الايام القليلة الماضية اثر هبوب عاصفة "الاتصالات"التي تداخل فيها الامن مع السياسة وعمّقت الخلاف القائم اصلاً بين فريقي 14 و 8 آذار، فقد سجل اليوم موقف لافت لرئيس الجمهورية الاسبق أمين الجميل بعد زيارته الرئيس بري اذ عاود المطالبة بحكومة إنقاذ وطني واصفاً ما يحدث على الساحة اللبنانية بـ "الانتحار" مشيراً الى أن دور رئيس الجمهورية معطل لأن الحكومة معطلة داعياً الى تشكيل حكومة لسد الفراغ الذي نعاني منه.

بدوره قال عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب إن "ليس هناك نية في تأليف الحكومة، اذ كان هناك عقدة الداخلية فعندما حلت برزت عقدة أخرى"، مضيفاً : "نحن نجهل أسباب تأخير الحكومة"، واستدرك بالقول: "هل يعود التأخير الى أسباب خارجية أو مادية، فنحن لا نعرف". وأكد ان "ليس هناك من اتصال مع الرئيس المكلف وأعتقد انه ليس موجوداً في لبنان الآن"، معتبراً ان "الولايات المتحدة الاميركية عرقلت مسيرة التأليف والظاهر ان الرئيس المكلف يتأثر بها".

من جهته، رأى أمين سر الحزب "التقدمي الاشتراكي" شريف فياض في مداخلة تلفزيونية ان الدستور لا يحدد مهلاً لتشكيل الحكومة لكن مصلحة البلد تلزم اللبنانيين عامة الإسراع في تشكيل الحكومة، مشيراً الى ان هذا التأخير بالتشكيل ليس الازمة بل هو نتيجة للأزمة القائمة وانقطاع الحوار الجدي بين الفرقاء السياسيين. وقال فياض ان سكوت رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط هو الصوت المدوي الذي يجب ان يصل الى مسامع كل السياسيين.