أخبار

صلاة مسيحية اسلامية في كاتدرائية كركوك تنشد السلام للعراق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كركوك: مسيحيون ومسلمون، عسكريون وشيوخ عشائر من العرب والاكراد والتركمان، اقاموا معا مساء الثلاثاء داخل كنيسة في كركوك شمال بغداد صلاة مشتركة طلبا للسلام، في خطوة هي الاولى من نوعها في المدينة التي تمزقها خلافات طائفية واتنية.
وردد الحاضرون في كاتدرائية كركوك للمسيحيين الكلدان وعددهم حوالى 1500 تراتيل مريم العذراء ومزامير وصلوات وقراءة من الانجيل وسورة مريم من القرآن.

وقدمت سيدات مسيحيات ومسلمات بالكلدانية والعربية والكردية والتركمانية دعوات من اجل السلام والاستقرار ووحدة البلاد والعباد، فيما كان يجري عرض تمثال للسيدة مريم العذراء مزين بالورود والشموع.
وختمت الصلاة التي اقيمت لمناسبة ذكرى ولادة السيدة مريم العذراء باطلاق زوجي حمام من قبل علماء دين شيعة وسنة ومشاركين من الاكراد والتركمان ورئيس اساقفة كركوك للمسيحيين الكلدان لويس ساكو.

وطغت على المناسبة التي شارك فيها عدد كبير من الاطفال والنساء الاجواء العاطفية حيث بدا التأثر واضحا على وجوه الجميع وخصوصا اقرباء اشخاص قتلوا خلال اعمال عنف في كركوك.
وقد تخللتها مصافحات باتت نادرة بين شخصيات كردية وتركمانية وعربية.

وتواجه كركوك (240 كلم شمال بغداد) التي يعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.
ويطالب الاكراد بالحاق كركوك الغنية بالنفط باقليم كردستان الشمالي فيما يصر العرب والتركمان والحكومة المركزية على الابقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية.

وقال ساكو لوكالة فرانس برس ان "الصلاة مناسبة كي يصلي فيها المسيحيون والمسلمين معا من اجل السلام والاستقرار في بلدنا وفي مدينتنا كركوك التي صدمتنا احداثها الاخيرة".
واضاف ان "مسيحيي ومسلمي كركوك اجتمعوا معا في المدينة العزيزة التي عانت في الاسابيع الاخيرة من العنف الاعمى والفتاك وقد ارعبنا جميعا".

وقتل 29 عراقيا واصيب تسعون آخرون بجروح اغلبهم عناصر في الشرطة في ثلاثة تفجيرات وقعت في 19 ايار/مايو ، وسط مدينة كركوك.
وقبل ذلك باربعة ايام عثرت الشرطة العراقية على جثة عامل بناء مسيحي كلداني اختطف قبل ايام من موقع عمله في احد جوانب مدينة كركوك.

وشاركت، عائلة عامل البناء المسيحي اشور عيسى يعقوب والرائد المسلم ابراهيم حازم رؤوف الذي قتل في التفجيرات الاخيرة، في الصلاة.

وقال ساكو متوجها الى اهالي كركوك "علينا ان نجتمع ايضا في مسجد او حسينية التي هي بيوت الرحمن، لنقف وقفة اخوية صادقة وحازمة من اجل تفعيل السلام والاستقرار والامان في مدينتنا بحيث تغدو مثالا تحتذي به المدن الاخرى".
وشدد على ان "المسيحيين عراقيون اصلاء، حالنا حال اخوتنا المسلمين. نحن مسالمون ومرتبطون بجذورنا العراقية، ولا نسعى للعيش منعزلين في كانتون مغلق ولا في مخيمات مهاجرين في بلاد الشتات".

ويتعرض المسيحيون العراقيون لاعتداءات متكررة دفعت بالعديد منهم الى الفرار من بلادهم التي يعيشون فيها منذ اكثر من الفي عام.
وكانت اعداد المسيحيين في العراق تراوح بين 800 الف ومليون ومئتي الف نسمة قبل الاجتياح الاميركي ربيع العام 2003، وفقا لمصادر كنسية ومراكز ابحاث متعددة.

ولم يبق منهم سوى اقل من نصف مليون نسمة اثر مغادرة مئات الالاف، كما انتقل بضعة الاف الى مناطق آمنة في شمال البلاد مثل سهل نينوى واقليم كردستان.
وقال مدير مكتب الشهيد الصدر في كركوك الشيخ رعد الصرخي لفرانس برس لدى وجوده في باحة الكاتدرائية ان يوم الصلاة كان "مباركا وهو دعوة للسلام تحت خيمة مريم العذراء بعيدا عن تنظيم القاعدة والاحتلال والبعثيين".

من جهته اعتبر رجل الدين الكردي احمد محمد امين ان "العالم بأسره مهدد من الارهاب ومبادرة المسيحيين اليوم دليل على اصالتهم ووطنيتهم والتصاقهم بأرضهم مع اخوانهم العراقيين فلا جدوى من العراق دون وجود اخواننا المسيحيين".
ورغم مرور ثمانية اعوام على غزو العراق على ايدي القوات الاميركية وسقوط النظام السابق، لا تزال البلاد تشهد اعمال عنف شبه يومية تشمل الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والاغتيالات.

وكان العراق شهد خلال الاعوام التي اعقبت الاجتياح خصوصا بين 2006 و2008 مواجهات طائفية قاسية استهدفت جميع اطياف المجتمع والاماكن الدينية والحكومية وقتل خلالها عشرات الالاف في عموم البلاد من 2003.

واقترح ساكو الحائز على جوائز دولية عدة في مجال الحوار "اقامة يوم لشهداء كركوك بجميع مكوناتهم لاستذكارهم وتبيان ان الدم الذي سال هو من جميع اهالي كركوك وعلينا التقدم بالتسامح والحوار".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف