الاطلسي يسعى لكسر الجمود الميداني في ليبيا باستعمال المروحيّات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: يقول محللون ان الضربات التي شرعت بتنفيذها المروحيات الفرنسية والبريطانية على القوات الموالية للقذافي قد تسهم في كسر الجمود الذي تشهده ساحة العمليات العسكرية في ليبيا، وان لم تخل الاستراتيجية الجديدة من مخاطر.
ويقول فرانسوا ايسبور من مؤسسة البحث الاستراتيجي ان استخدام المروحيات القتالية "يمكن ان يؤذن بتحول على الارض اذ يوفر دعما نيرانيا جديدا للمتمردين".
وكانت مروحيات اباتشي البريطانية انطلقت فجر السبت من على متن السفينة اتش ام اس اوشن قبالة الساحل الليبي لتضرب محطة رادارات ونقطة تفتيش عسكرية قرب البريقة، في اول طلعات تشنها مروحيات الحلف في الصراع الليبي.
ودمرت مروحيات تيغر وغازيل الفرنسية "عشرين هدفا، بينها 15 مركبة عسكرية"، حسبما ذكر ضابط رفيع المستوى بالجيش الفرنسي.
وتتمتع تلك المروحيات بالقدرة على رصد قوات العدو ومعداته العسكرية المخبأة بين المناطق السكانية، ثم تصبح اكثر فاعلية من الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية، ومن الطائرات بدون طيار التي استخدمها الحلف الاطلسي سلفا لدك اهداف القذافي.
ويقول شارل بوشار، القائد العام للعمليات العسكرية للحلف بليبيا، انه سيتم اللجوء الى المروحيات مجددا "في كل مرة وموقف يلزم ذلك".
ويأمل الحلف ان يزيد استخدام المروحيات من الضغط على القذافي وقواته، وذلك بعد تنفيذ اكثر من 3640 ضربة جوية للحلف على تلك القوات دون حسم المعركة.
ولكن رغم القصف المكثف لطائرات الاطلسي قال دبلوماسي اوروبي رفيع في بروكسل هذا الاسبوع "نجد انفسنا في حالة جمود فيما يتعلق بليبيا، وليس بامكان احد التكهن بمتى سينهي الحلف الاطلسي عملياته".
من جانبه رفض وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ما قيل من ان قرار الاستعانة بالمروحيات جاء بعد ان اثبتت الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية محدوديتها.
وصرح الوزير البريطاني السبت متحدثا من سنغافورة "ليس الامر اننا اضطررنا للجوء الى خيار اخر بعد فشل الخيار الاول، بل ان استخدام المروحيات الهجومية هو اضافة منطقية لما نواصل القيام به".
ووافق ايسبور هذا الرأي جزئيا، اذ قال ان اللجوء الى المروحيات يشكل "قرار منطقيا" مع الوصول الى حالة جمود عسكري، ومع فشل عدة مبادرات دبلوماسية.
وقال الدبلوماسي الذي يتخذ من بروكسل مقرا له "لم تتمكن جهود الوساطة من تحقيق انفراج نظرا لعناد القذافي"، مدللا على ذلك بالزيارة التي قام بها الرئيس الجنوب افريقي جيكوب زوما مؤخرا.
كما لم يتمكن المتمردون، الذين ينقصهم التدريب والتسليح والتنظيم الجيد، من احزار تقدم يذكر في الاونة الاخيرة.
ويقول الفارو دوفاسكونسيلو، مدير "معهد الاتحاد الاوروبي للدراسات الامنية" ان قوات المتمردين في بنغازي "ليست في وضع يسمح لها بالتقدم باتجاه طرابلس"، حتى بعد الدعم المروحي.
ويضيف ان الامر الاكثر اهمية على المدى القصير سيكون تخفيف الضغط الواقع على مصراتة "حيث يمكن للمروحيات ان تلعب دورا مهما وتحرز ضربات اكثر دقة".
ويامل الاطلسي في ابقاء الخسائر المحتملة بين مروحياته عند حدها الادنى، وذلك بتكبيد خسائر كبيرة للقوات البحرية للقذافي قبل تسيير الطلعات المروحية، ومع ذلك تظل المروحيات مهددة من جانب الصواريخ البرية قصيرة الامد، بحسب ايسبور.
وكانت قوات القذافي البرية اطلقت النيران باتجاه العديد من المروحيات خلال طلعاتها السبت، وان لم تصب اي منها، بحسب الضابط العسكري الفرنسي.
ويقول ايسبور ان المروحيات وحدها لن تكفي لكسر الجمود، بل ان الانفراج الحقيقي سيطرأ اذا تمكنت قوات المتمردين من تصعيد عملياتها القتالية.