البيت الأبيض يحاول استئناف مفاوضات السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غزة: قالت صحيفة هارتس الاسرائيلية "ان البيت الابيض يحاول استئناف مفاوضات سلام مع الفلسطينيين قائمة على أساس المبادئ التوجيهية التي وردت في خطاب الرئيس باراك اوباما في الشهر الماضي". واكدت الصحيفة في عددها اليوم ان هذا التوجه من الرئيس أوباما يأتي وسط تقارير عن اجراء محادثات غير مباشرة تجرى الان في واشنطن مع الفلسطينيين في جهد أميركي يستهدف استئناف المفاوضات.
وأضافت "ان هذا الجهد يأتي لاحباط محاولة الفلسطينيين التوجه للامم المتحدة للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في شهر سبتمبر القادم وفق ما نقلت عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو".
واوضحت المصادر "ان مسؤولين أميركيين كبارا يعملون الان كوسطاء بين الجانبين من خلال عقد لقاءات منفصلة مع الجانبين تعقد في البيت الابيض او في وزارة الخارجية الأميركية". ويمثل اسرائيل في هذه المحادثات المستشار اسحق مولخو وهو المبعوث الخاص برئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو فيما يمثل الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات وكذلك الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينة.
ووفق مصادر ديوان نتانياهو "وجه الأميركيون دعوات للجانبين للتوجه الى واشنطن في رد على المبادرة الفرنسية التي قدمت الخميس الماضي لهما ودعت الى استئناف مفاوضات السلام وفق القواعد التي جاءت في خطاب الرئيس اوباما الذي ألقاه في 19 مايو الماضي".
ورأت مصادر نتانياهو "ان الولايات المتحدة وكما يبدو تفضل ان تقود عملية المفاوضات بنفسها "في اشارة الى عدم رغبتها في رعاية فرنسا لهذا الامر". وقدمت فرنسا مبادرة للفلسطينيين والاسرائيليين شملت الدعوة الى اجراء مفاوضات في باريس للبحث اولا في قضيتي الحدود والامن على اساس الخطوط التي كانت قائمة في عام 1967 مع تأجيل البحث في قضيتي القدس واللاجئين الى وقت لاحق.
وكشفت صحيفة هارتس "ان عددا من المسؤولين الأميركيين حثوا الرئيس اوباما في الفترة الاخيرة على عدم توجيه دعوة لنتانياهو وللرئيس محمود عباس في هذا الوقت لزيارة واشنطن لاجراء مفاوضات على اساس القواعد ذاتها التي جاءت في خطابه السابق".
ووفق الصحيفة فإن الأميركيين يحاولون معرفة فيما اذا كانت الاطراف المختلفة مستعدة لاستئناف المفاوضات على اساس القواعد التي جاءت في الخطاب الاخير غير ان التقييم السائد الان في واشنطن هو ان الاحتمالات الخاصة لنجاح هذا الامر تبدو ضئيلة. وكان وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه اجتمع الليلة الماضية مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون حيث ناقش معها المبادرة التي وضعتها بلاده والتي اعلنت "ان هذا الامر قد لا يكون مثمرا".
إلى ذلك، اعلن مسؤول اسرائيلي كبير الثلاثاء انه يتوقع ان يفشل المقترح الفرنسي بعقد مؤتمر سلام اسرائيلي فلسطيني بسبب التحفظات القوية التي ابدتها الولايات المتحدة الاميركية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "ان مصير هذه المبادرة اغلقته تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون".
واضاف "في كل الاحوال فان فكرة مؤتمر كهذا لا يمكن ان تتحقق دون الموافقة الاميركية والدعم الكبير من اسرائيل اللذين تفتقر اليهما".
واوضح المسؤول "ان اسرائيل التي كانت مترددة جدا في البداية حيال المبادرة الفرنسية لكنها لم تشأ اغلاق الباب، كانت ستبحث في مشاركتها في المؤتمر ان اعطتها واشنطن ضمانات".
ومن جانبه رحب داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلية بالموقف الاميركي.
واشار ايالون في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي الى "تقارب الموقف الاسرائيلي مع تصريح كلينتون".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون رحبت بتحفظ الاثنين بالفكرة الفرنسية لعقد مؤتمر حول السلام في الشرق الاوسط، مشيرة الى ضرورة القيام ب"عمل تحضيري" هام ومؤكدة ان الولايات المتحدة "ستنتظر لترى".
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الفرنسي الان جوبيه ان "فكرة عقد اجتماع او مؤتمر يجب ان تقترن بارادة لدى الاطراف لاستئناف المفاوضات".
ومن ناحيتها عبرت اسرائيل التي لم تعارض المقترح الفرنسي ولكنها لم تدعمه، دوما عن تفضيلها اجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين برعاية اميركية.
واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه "يدرس" العرض الفرنسي دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
اما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فوافق من جانبه على المقترح الفرنسي بعقد مؤتمر "سياسي" في الاسابيع المقبلة.