مفتاح حل أزمة اليمن قد يكون بايدي الرياض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: قد تشكل السعودية حيث يتلقى الرئيس اليمني علي عبد الله صالج العلاج، مفتاح حل الازمة في اليمن عبر تشجيع رئيسه على توقيع المبادرة الخليجية لانتقال السلطة سلميا او عرقلة عودته الى صنعاء.
ويرفض صالح الموجود في السعودية منذ مساء السبت في احد مستشفيات الرياض التخلي عن السلطة بالرغم من موجة الاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية. وقال ابراهيم شرقية المدير المساعد في معهد بروكينغز في الدوحة لوكالة الأنباء الفرنسية ان وجود صالح في الرياض "يشكل فرصة لانجاح مبادرة مجلس التعاون الخليجي" الهادفة الى حل الازمة في اليمن "المجاور الذي يعتبر استقراره مصلحة استراتيجية بالنسبة للسعودية".
واضاف "كل يوم يمر يضعف معه موقف صالح ويقلل من امكانيات عودته خصوصا اذا كانت الامور تسير باتجاه سلمي وهذا ما نراه (...) فرصه في العودة تتضاءل كل يوم". كما قال شرقية ان "احدى العقبات في وجه مبادرة مجلس التعاون الخليجي كانت صالح وهو بعيد الان عن مجريات الاحداث".
وختم قائلا "توجد فرصة لليمن في غياب صالح كما ان هناك نوايا جدية للتعامل مع نائب الرئيس من اجل انتقال سلمي للسلطة". وقد اعلن نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الاثنين ان صالح "يتعافى وسيعود الى اليمن خلال الايام المقبلة".
لكن المعارضة البرلمانية اكدت عزمها على منعه من العودة كما دعا "شباب الثورة" المعتصمين في ساحة التغيير في صنعاء الى مسيرة "مليونية" عصر الثلاثاء لتاكيد معارضتهم ذلك ايضا. من جهته، قال مؤلف كتاب "جيوبوليتيتك السعودية" اوليفييه دالاج "اعتقد ان الرياض ستحاول بكل قوة ردعه عن العودة الى اليمن".
واضاف ان "السعودية هي اللاعب الذي بحوزته اكثر مفاتيح" هذا البلد الفقير. وخلال الاعوام الاخيرة، شهدت علاقات السعودية مع الرئيس اليمني تحسنا ملحوظا وخصوصا بعد تسوية الخلاف الحدودي العام 2000، ونظرا للعزم الذي يبديه صالح على محاربة الارهاب.
الا ان الرياض تقيم ايضا علاقات جيدة مع القبائل وبينها تكتل حاشد التي تخوض مواجهات مع القوات الموالية للرئيس اليمني في صنعاء. واثار صالح حفيظة الرياض برفضه مرارا التوقيع في صنعاء الشهر الماضي على مبادرة وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي.
كما ارسل مئات من رجاله لمحاصرة الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني وكبار السفراء الغربيين الذين كانوا مجتمعين في مقر سفارة الامارات العربية المتحدة في صنعاء بانتظار التوقيع على المبادرة. وتنص المبادرة على ان تشكل المعارضة حكومة مصالحة وطنية واستقالة الرئيس بعد شهر من ذلك مقابل منحه الحصانة مع المقربين منه ومن ثم انتخابات رئاسية خلال فترة ستين يوما.
بدوره، قال عبد العزيز الصقر رئيس مركز الخليج للدراسات "من الممكن ان تطلب السعودية من صالح التوقيع على الاتفاق خلال وجوده في الرياض وقد يكون ذلك مخرجا له خصوصا اذا اراد ان يستغل فرصة وجوده مع اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون".
واضاف "نتجه الان الى المخرج، والحل يقضي بخروج صالح من الساحة (...) فنقل السلطة الى نائب الرئيس يعتبر تطبيقا عمليا للمبادرة". لكن الصقر اوضح ردا على سؤال ان "قرارالخروج والعودة يرجع الى صالح ولا يستطيع السعوديون ارغامه على اي شيء (...) فاليمن عمق استراتيجي مهم للسعودية".
واعلنت السعودية الاثنين انها استقبلت الرئيس اليمني بناء على طلبه للعلاج، وقد وصل على متن طائرة طبية سعودية بعد اصابته بجروح الجمعة في القصف الذي استهدف القصر الرئاسي في صنعاء. ويمضي حاليا فترة نقاهة في مستشفى عسكري في الرياض حيث خضع الاحد لعمليتين جراحيتين بحسب مسؤول سعودي.