محللون: مهاجمة القوات الاميركية في العراق تستهدف منع تمديد بقائها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد: يرى محللون ان الهجوم الذي قتل فيه خمسة جنود اميركيين وسط العراق جزء من مخطط جماعات متمردة لدفع بغداد وواشنطن نحو عدم التوافق حول تمديد بقاء القوات الاميركية في البلاد.
وياتي حادث مقتل الجنود الاميركيين الخمسة وهو الاكثر دموية ضد القوات الاميركية منذ اكثر من عامين، في وقت ترتفع وتيرة اعمال العنف بشكل عام وتلك الموجهة ضد الاميركيين بشكل خاص، بحسب مصادر الجيش الاميركي وشركة امنية خاصة.
ومن المقرر ان تنسحب القوات الاميركية من البلاد في نهاية العام الحالي، وفقا لاتفاقية موقعة بين بغداد وواشنطن.
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل لوكالة فرانس برس ان "الهدف من هذه الهجمات هو الضغط على الادارة الاميركية من خلال الرأي العام الاميركي لكونه لا يتحمل خسائر في الجنود الاميركيين".
واضاف ان هذا الامر "سيولد ضغوطا مضاعفة على الادارة الاميركية كونها تريد الانسحاب استجابة للرأي العام الاميركي ولتنفذ الوعود التي قطعتها" على نفسها.
واعلنت القوات الاميركية في بيان مختصر ان "خمسة جنود اميركيين قتلوا في وسط العراق الاثنين"، من دون اية تفاصيل اضافية.
غير ان مصدرا في وزارة الداخلية العراقية اكد ان "خمسة صواريخ سقطت على مقر مشترك للقوات العراقية والاميركية في منطقة البلديات في شرق بغداد" قبيل صدور البيان الاميركي.
واضاف المصدر لفرانس برس ان "مسلحين قتلا عندما انفجرت قاعدة الصواريخ المثبتة في شاحنتهما اثناء عملية اطلاق الصواريخ".
ولم يتضح ما اذا كان الجنود الاميركيون الخمسة قد قتلوا تحديدا في هذا الهجوم الذي لم تتبناه اي جهة حتى الآن.
وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى في جهاز مكافحة الارهاب لفرانس برس ان "هناك عدة جماعات تقود هجمات ضد الاميركيين في هذه المرحلة، لذا لا يمكننا ان نحدد الجماعة المسؤولة عن هذا الهجوم".
وراى ان "الهدف من هذا الهجوم على كل حال هو تسريع انسحاب الجنود الاميركيين من العراق".
وحصيلة القتلى الاميركيين الاثنين هي الاعلى خلال يوم واحد منذ اكثر من عامين حين قتل خمسة جنود ايضا في 11 ايار/مايو 2009.
وارتفع عدد الجنود والعاملين مع الجيش الاميركي الذين سقطوا في العراق منذ اجتياحه ربيع العام 2003 الى 4459 قتيلا، وفقا لتعداد تجريه فرانس برس استنادا الى ارقام موقع الكتروني مستقل.
واكدت المتحدثة باسم الجيش الاميركي الرائد انجيلا فونارو لفرانس برس ان الجماعات المتمردة تعمل على تصعيد العمليات التي تستهدف الاميركيين في الشهرين الماضيين، وبشكل خاص في بغداد وجنوب البلاد.
ورفضت اعطاء ارقام محددة عن اعداد الضحايا من قتلى ومصابين في الجيش الاميركي، لكنها اشارت الى ان وتيرة الهجمات ضد هذه القوات لا تزال اقل بعشر مرات من ذروتها التي بلغتها في بداية عام 2007.
وقال المحلل البريطاني في شركة "ايه كي اي" الامنية جون دريك ان اعمال العنف في انحاء العراق ارتفعت منذ بداية العام الحالي، من اربع الى خمس هجمات في اليوم الواحد في كانون الثاني/يناير الى اكثر من عشرة هجمات خلال ايار/مايو الماضي.
وقال المحلل علي الصفار من الوحدة الخاصة لمجلة الايكونومست البريطانية ان هدف الجماعات المتمردة من زيادة علمياتها هو محاولتها اظهار انها تجبر القوات الاميركية على الانسحاب.
واوضح "اذا كانت القوات الاميركية تنسحب، وقام احدهم بمهاجمتها، فانه سيبدو وكانه هو من يطردها من البلاد".
وتابع ان "ما يحاول المتمردون القيام به هو اللعب على وتر ان الاميركيين قالوا انهم سينسحبون، لكنهم في الحقيقة لن يقوموا بذلك".
وتتركز مهام القوات الاميركية المتبقية في العراق وعددها اقل من خمسين الفا بشكل اساسي على تدريب عناصر الجيش العراقي، رغم انها لا تزال تشارك في مهمات مشتركة.
وراى دريك ان "تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق ستكون له فائدة كبيرة في مجالات التدريب والاستخبارات والعمليات المشتركة".
واعلنت واشنطن رسميا الصيف الماضي انتهاء العمليات القتالية الكبرى، على ان تسحب قواتها التي دخلت البلاد عام 2003 نهاية السنة الحالية.
غير ان الاطراف السياسيون العراقيون يستعدون لبحث امكان الطلب من واشنطن التي تنشر اقل من خمسين الف عسكري في العراق تمديد فترة بقاء جنودها، وسط ضغوط اميركية لتعجيل اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن.
وقال صفار ان الهجوم الاخير ضد الجنود الاميركيين "يشكل انذارا بان الامور قد تتجه نحو الاسوأ في حال اراد المتمردون ذلك".
واضاف ان "الانسحاب من العراق كان الوعد الاهم للرئيس الاميركي عشية الانتخابات الرئاسية، لذا فسيكون من الصعب عليه اقناع الاميركيين بالبقاء في العراق اذا زادت الخسائر في صفوف قواته".