أقرباء صالح يضعون أياديهم على قدر كبير من السلطة في اليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم تسليم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح صلاحياته إلى نائبه، إلا أن التوقعات تشير إلى أن السلطة الحقيقية بقيت في يد إبن صالح الأكبر وثلاثة من أبناء شقيق الرئيس وهو ما يثير التكهنات بأن هؤلاء يريدون الحفاظ على عرش الرئيس في غيابه.
حين غادر الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، البلاد بشكل مفاجئ قبل بعضة أيام متجهاً إلى المملكة العربية السعودية، لتلقي العلاج جراء الهجوم الذي تعرض له يوم الجمعة الماضي رفقة مجموعة من كبار مسؤوليه، قام بتسليم مقاليد الحكم لنائبه، لكن السلطة الحقيقية ظلت في أيدي هؤلاء الأشخاص الذين يحظون بالقدر الأكبر من ثقة صالح، وهم ابنه الأكبر وأبناء شقيقه، طبقاً لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وأوردت الصحيفة في هذا السياق عن مسؤولين أميركيين ويمنيين قولهم إن الابن، أحمد علي، قد انتقل إلى القصر الرئاسي، بينما ظل نائب الرئيس والقائم بأعمال الرئيس، عبد ربه منصور هادي، في مكتبه، ونادراً ما يقوم بزيارة القصر. كما أوضحت الصحيفة أن أحمد أو أيًّا من أبناء عمومته الثلاثة، الذين يسيطرون على جزء كبير من قوات الأمن والجيش اليمني، لم يغادروا مواقعهم لزيارة صالح في السعودية، حيث يخضع للعلاج من الحروق الحادة والجروح الناجمة عن شظايا جراء الهجوم.
وهو ما بعث بإشارة واضحة لكثير من اليمنيين في ما يتعلق بأن صالح وأقرباءه يعتزمون المحافظة على عرشه في غيابه، حتى مع تزايد مطالب جماعات المعارضة والمجتمع الدولي بسرعة البدء في نقل السلطة في البلاد. ونقلت الصحيفة هنا عن محمد قحطان، أحد زعماء المعارضة اليمنية البارزين، قوله " يمتلك ابن الرئيس وأبناء عمومته القوة والثراء والاستخبارات. وتلك هي الأسباب التي تقف وراء منع نائب الرئيس والحكومة من الاستغناء عن خدمات الرئيس وعزله من منصبه".
وجاء صعود نجم نجل الرئيس وأبناء عمومته ليحد من قدرة هادي على إدارة شؤون البلاد في ذلك التوقيت الحرج، ومن ثم إجبار نائب الرئيس على إحداث توازن دقيق لتجنب تجاوز الحدود التي تضعها أسرة الرئيس علي عبد الله صالح. وقالت كاترين زيمرمان، المحللة لدى مشروع التهديدات الحرجة في معهد "أميركان انتربرايز" في واشنطن :" تبعث الخطوة التي انتقل بموجبها نجل الرئيس إلى القصر بإشارة لكل من المعارضين والموالين على حد سواء بأن نظام صالح لن يتخلى عن السلطة. ومن المحتمل أن تتسبب أي محاولة لتحدي النظام بإثارة رد فعل عسكري".
وقال مسؤولون في الحزب الحاكم إنه قبل مغادرة الرئيس إلى السعودية، أمر نجله وأبناء شقيقه بأن يلتزموا بتعليمات هادي، وأكدوا أنهم امتثلوا لتلك التوجيهات. لكن يحيى أراصي، المستشار الإعلامي لهادي، قال إن نائب الرئيس يحظى بعلاقة جيدة بنجل الرئيس وأبناء شقيقه، وإنهم يستمعون إليه. لكن أراصي لفت أيضاً إلى وجود حدود حقيقية بالنسبة إلى الصلاحيات التي يمتلكها نائب الرئيس، إذا أراد أن ينضم للمطالب المتزايدة من جانب زعماء المعارضة لتنحي صالح، عن طريق تشكيل مجلس رئاسي انتقالي، وهو الأمر الذي لن يسمح بحدوثه أنصار صالح، حسبما أوضح أراصي، الذي أكد أنهم سيقومون بحرق كل شيء، إن سارت الأمور في هذا الاتجاه.
ثم لفتت الصحيفة إلى اتضاح ملامح النفوذ الذي يحظى به نجل الرئيس وأبناء شقيقه حول العاصمة صنعاء، مع انتشار قوات الحرس الجمهوري وغيرها من الوحدات الأمنية المنوطة بأعمال المراقبة في نقاط التفتيش والدوريات الموجودة في الأحياء.
وقال مسؤول أمني يمني، رفض الكشف عن هويته، إن أحمد علي وأبناء عمومته وعلي العنيسي، رئيس جهاز الأمن القومي، هم من يديرون الآن جميع الأمور الأمنية والعسكرية. وأوضح هذا المسؤول أن دور هادي يقتصر على متابعة الأمور الإدارية للحكومة. ونقلت الصحيفة في الختام عن عبد القوي القيصي، ناطق باسم عائلة الأحمر، قوله "يرغب نجل الرئيس وأبناء عمومته في أن يبقى الوضع كما هو حتى عودة الرئيس".