أخبار

الناخبون الاتراك بين التفاؤل والخوف من حكم استبدادي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اسطنبول: تضاربت مشاعر الناخبين الاتراك حيال الانتخابات التشريعية الاحد، اذ اكد الكثير منهم امتنانهم لما حققه حزب العدالة والتنمية الحاكم من استقرار اقتصادي، في حين اشار آخرون الى المخاوف من ان يتحول حكم الحزب ذي الجذور الاسلامية الى حكم استبدادي.

وفي مركز اقتراع باحد المدارس في منطقة اسكدار، وهي من المعاقل المحافظة على الجانب الاسيوي من اسطنبول، اعرب انصار رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عن ثقتهم بفوزه. وتنوع مؤيدو الحزب المتوقع ان يحكم لفترة ثالثة على التوالي بين شباب عصري المظهر ونساء محجبات.

وقال ايدن، التاجر البالغ الاربعين، ان صوته "سيذهب لحزب العدالة والتنمية لما قاموا به من خدمات على صعيد الطرق والمستشفيات، فقد اصبح بامكاني التوجه الى اي مستشفى من دون طول انتظار".

اما امه محسنة التي ترتدي البرقع الاسود، فقالت "اصوت لطيب الطيب!".

وقالت ميران حسين اوغلو، مديرة محل تجاري في الحادية والثلاثين من عمرها "اصوت دائما للعدالة والتنمية، فقد قدموا لنا الكثير من الخدمات الممتازة".

واثنى اخرون على طبيعة اردوغان الذي لا يتورع عن المواجهة احيانا كثيرة، ما اكسبه معجبين وخصوما ايضا، فعلي احمد، الطالب الجامعي ابن الحادية والعشرين الذي يرتدي لباسا عصريا قال "احب اردوغان لتقواه وصبره. انه يقاتل الجميع".

وتعالت صيحات الفرح والتصفيق بين الحشد مع وصول اردوغان للادلاء بصوته في المدرسة نفسها بحي اسكدرا.

وهتف الحشد "معك تركيا في عزة وإباء" بينما اتخذ العديد من القناصة اماكنهم على سطوح البنايات في اطار التشديدات الامنية لحماية اردوغان عقب هجوم اوقع ضحايا مستهدفا موكبا لحزب العدالة في الفترة التي سبقت الانتخابات.

ومن المتوقع ان يحرز حزب العدالة والتنمية فوزا سهلا مع خسارة قليل من الاصوات مقارنة بالنتائج التي حققها في انتخابات 2007 حين حصل على 47 في المئة من الاصوات، كما يتوقع ان يتمكن من تشكيل الحكومة منفردا للمرة الثالثة منذ 2002.

وما زال السؤال الملح هو ما اذا كان حزب اردوغان قادرا على جني ما يكفي من الاصوات لانتزاع غالبية برلمانية واسعة تمكنه من الدفع قدما بما تعهد به لجهة اعادة صياغة الدستور التركي الذي نتج من انقلاب العام 1980.

ويدين حزب العدالة والتنمية بقسم كبير من شعبيته لتحسن الخدمات العامة وانتعاش الاقتصاد بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي الذي ساد البلاد وما تبعه من تضخم هائل.

وفي منطقة مودا الثرية على ضفاف البوسفور كان المزاج العام مغايرا اذ اعرب الناخبون عن مخاوف من ان ينحو حزب العدالة والتنمية نحو الاستبداد ويواصل تقويض الارث العلماني للبلاد.

وقال اوغون كانيل (44 عاما) الذي يعمل في الاعلانات ان "تركيا عند نقطة تحول .. ينبغي ان يستفيق الناس ويفعلوا ما يلزم لحماية الجمهورية".

وقالت سيارى ارغين المدرسة المتقاعدة (81 عاما) ان تصويتها لحزب الشعب الجمهوري المعارض يأتي "ترحما على كمال اتاتورك" مؤسس الدولة العلمانية التركية.

كما اعرب ناخبون عن شكوك مماثلة في معقل اخر لحزب الشعب الجمهوري بمنطقة تشنكايا في العاصمة انقرة، فقد قالت المدرسة مريم "كفى! سئمنا الترهيب! اريد بلدا احيا فيه دون خوف".

ويعبر ما قالته مريم عن مخاوف كثيرين من تزايد حساسية اردوغان ازاء الانتقادات وهجومه المستمر على وسائل الاعلام مع تعرض عشرات الصحافيين للسجن، وانزعاج خصوم حزب العدالة والتنمية من القيود التي تنسحب شيئا فشيئا على الانترنت ومبيعات الكحول، وظهور عدد غير مسبوق من اشرطة الفضائح لزعماء للمعارضة على الانترنت، ما يرى فيه كثيرون ايدي خفية للعدالة والتنمية.

وفي اسطنبول صوت سائق الاجرة مصطفى لثاني اكبر احزاب المعارضة، حزب العمل القومي، الذي تعرض لعاصفة من الفضائح الجنسية اجبرت عشرة من كبار اعضائه على الاستقالة قبل الانتخابات.

وقال مصطفى معربا عن سأمه "ليس من حق احد ان يخوض في الحياة الشخصية للاخرين، هذه الاشرطة ستؤدي الى نتائج عكسية وستزيد حصة الحزب القومي من الاصوات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف