الخرطوم تنفي إسقاط طائرتين للجيش الشمالي في جنوب كردفان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: اعلن جيش جنوب السودان الاحد انه اسقط طائرتين لقوات الخرطوم في ولاية جنوب كردفان، الا ان الجيش السوداني نفى هذه المعلومة. وقال قمر دلمان مستشار النائب السابق لوالي جنوب كردفان عبد العزيز الحلو، العضو النافذ في الفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان ان "قواتنا اسقطت يوم الجمعة طائرتين تابعتين للقوات المسلحة السودانية، الاولى من طراز انتونوف في كلكول والثانية ميغ-3 في كودا"، وكلا المنطقتين تقعان في جنوب كردفان، الولاية النفطية الوحيدة في الشمال.
واضاف لفرانس برس ان الضربات الجوية هذا الاسبوع "ادت الى فرار 75 الف مدني من تسع مناطق في جنوب كردفان، واستمرت حتى امس (السبت)". ونفى الجيش السوداني رسميا هذه المعلومات. وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في الخرطوم ان "المعلومة المتعلقة بطائرتي القوات المسلحة السودانية اللتين قيل انهما تحطمتا في جنوب كردفان خاطئة بالكامل".
وتدور معارك منذ ايام عدة بين قوات الخرطوم والجيش الجنوبي في ولاية جنوب كردفان. وفيما يستعد جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة في التاسع من تموز/يوليو، اسهمت انتخابات مثيرة للجدل في ايار/مايو في تصعيد التوتر في ولاية جنوب كردفان النفطية الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب والتي كانت مسرحا لمعارك ابان الحرب الاهلية بين 1983 و2005.
وبحسب الامم المتحدة، فإن ما بين 30 الفا الى 40 الف شخص فروا من كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان بسبب المعارك. وتربط جنوب كردفان علاقات وثيقة مع جنوب السودان وخصوصا في صفوف المنتمين الى قومية النوبة الذين قاتلوا الى جانب متمردي جنوب السودان السابقين.
وبدأ الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول رئيس حكومة الجنوب سلفا كير اجتماعهما الاحد في اديس ابابا لمناقشة الازمة بين الجنوب والشمال قبل اقل من شهر على اعلان استقلال الجنوب، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال مالك اقار زعيم الفرع الشمالي للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب لفرانس برس ان الاجتماع يهدف الى "معالجة مشاكل جدية". وكان الاتحاد الافريقي اعلن السبت ان البشير وكير سيلتقيان الاحد في اديس ابابا لمناقشة الازمة بين الشمال والجنوب.
واوضح الاتحاد الافريقي في بيانه ان هذا اللقاء المخصص "للمشاكل الحالية بين الشمال وجنوب السودان" سيرأسه الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو مبيكي الذي عينه الاتحاد الافريقي وسيطا في الملف، وسيحضره ايضا زيناوي الذي يترأس السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) التي تجمع ست دول من شرق افريقيا.
وفي الانتظار اكدت منظمات حقوقية انه وردت اليها معلومات "مقلقة" عن حدة المعارك. وقال موظف في وكالة اغاثة دولية في السودان على اتصال مع منظمات غير حكومية عديدة "تردنا بشكل مضطرد انباء مقلقة عن وقوع جرائم ذات طابع اتني وهدم منازل وهجمات في جنوب كردفان".
واضاف لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته انه "نظرا الى ان غالبية الضحايا لم ينقلوا الى المستشفيات فان الحصيلة الحقيقية (لاعمال العنف) قد تكون اكبر بكثير"، مشددا على ان بعثة الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الانسانية غير قادرة على تخديد العدد الفعلي للقتلى.
من جهة اخرى ارتفعت حدة التوتر في جبال النوبة التي تغطي مساحات واسعة من جنوب كردفان وذلك بسبب الخشية من غارات جوية جديدة. وقال موظف اغاثة يعمل في المنطقة لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان "التوتر يتزايد يوما بعد يوم، انه هدوء ما قبل العاصفة. الجميع يتوقعون الاسوأ".
واضاف ان "العديد من الاشخاص فروا منذ الان الى ضفاف الانهر ووراء التلال خوفا من عمليات قصف جديدة". وتؤكد مصادر عديدة ان القوات الحكومية تطارد انصار الجيش الشعبي لتحرير السودان. واوضح الموظف ان "الامر لا يتعلق فقط باعتقال عناصر الجيش الشعبي لتحرير السودان بل ان الاعتقالات تطال كل شخص يعتبر مشتبها به بسبب انتمائه السياسي او الاتني".
واكد المصدر حصول "عمليات اعدام خارج نطاق القضاء" على ايدي عناصر ميليشيات موالين للحكومة، في الوقت الذي يبقى فيه مصير المعتقلين مجهولا. وبحسب معلومات اخرى فان عناصر في الجيش الشعبي لتحرير السودان اغتالوا عددا من مسؤولي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال. كما تؤكد المعلومات انه جرت عمليات نهب لكنائس ومقرات وكالات اغاثة انسانية.