النائب فتفت لـ "إيلاف": في "كتلة المستقبل" عضو غير منضبط

استأثرت تصريحات عضو "كتلة المستقبل" النائب معين المرعبي والتي طالب فيها انتشار قوات دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية بعد رفض الجيش اللبناني حماية النازحين من الممارسات السورية حسب قوله، باهتمام أوساط رسمية وسياسية وعسكرية وقيادات في "تيار المستقبل".

التصريحات التي أطلقها عضو "كتلة المستقبل" نائب عكار معين المرعبي والتي طالب فيها بانتشار قوات دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية "بعد رفض الجيش اللبناني حمايتنا كلبنانيين وحماية النازحين السوريين من الممارسات السورية" حسب قوله، واتهامه" حزب الله" بنشر مدافعه وأسلحته الثقيلة شمالاً على حدود عكار ــ الضنية، استأثرت باهتمام أوساط رسمية وسياسية وقيادات في "تيار المستقبل" خصوصاً بعد أن أصدرت قيادة الجيش ــ مديرية التوجيه بياناً ردت فيها بعنف على النائب المذكور من دون أن تسميه مستغربة ما صدر عنه واصفة إياه بـ "السياسي الذي له تاريخه المعروف بمحاولات التطاول على العسكريين والتشكيك بدور المؤسسة العسكرية".

وكان النائب المرعبي قد أدلى بأحاديث صحافية نقلتها وسائل إعلام محلية وعربية ودولية، أكد فيها ما أسماه "تقصير الجيش في القيام بواجباته على الحدود اللبنانية ــ السورية"، وأكد قيام "حزب الله" بنشر عناصر له مزودين بمدافع وأسلحة ثقيلة على حدود عكار ــ الضنية. وبالتحديد في مناطق عيون أرغش ووادي سيسان ومرجحين.

وفي برنامج تلفزيوني عرض على تلفزيون "الجديد" مساء أمس، تناول فيه مواقف النائب المرعبي، عمدت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني الى التدخل في نهاية البرنامج وإبلاغ مقدمه الزميل جورج صليبي بياناً شفوياً صادراً عنها تؤكد فيه تواجد الجيش في المناطق التي ذكرها المرعبي لافتة الى أن بياناً تفصيلياً سيصدر عنها اليوم، بهذا الشأن، وهذا ما حصل، إلا أن اللافت فيه تناول النائب المرعبي بعبارات لاذعة لم يسبق لبيانات الجيش أن حملت مثلها.

وكان عضو "كتلة المستقل" النائب الشمالي أيضاً أحمد فتفت استبق البيان الصادر عن الجيش بالإعلان في حديث الى تلفزيون "المستقبل" بأن المعلومات المتوفرة لديه والتي استقاها من مواطنين مقيمين في المناطق التي ذكرها المرعبي وآخرون بعث بهم خصيصاً الى هناك للتأكد من حقيقة الوضع تفيد بوجود كثيف للجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا مشيراً في الوقت نفسه الى أن عدم القيام بترسيم الحدود بين البلدين، هو الذي أدى وسيؤدي الى إشكالات من هذا النوع.

وفيما رأى مصدر عسكري لبناني مأذون في كلام النائب فتفت دحضاً مباشراً لمزاعم زميله النائب المرعبي، وللاتهامات التي ساقها ضد الجيش، أشار في تصريح لـ "إيلاف" إلى أن جميع المناطق التي ذكرها النائب المرعبي تقع في منطقة الشمال بالفعل باستثناء "وادي سيسان" الذي يقع في منطقة متداخلة بين بعلبك والهرمل. كما أكد أنه منذ اندلاع الأحداث في سوريا، قام الجيش بتعزيز تواجده على الحدود الشمالية وقد ضاعف من هذا التواجد، خصوصاً بعد بلوغ الاشتباكات مدناً وبلدات محاذية للحدود اللبنانية، مبدياً أسفه لمحاولات إقحام الجيش في شؤون سياسية وحسابات محلية ضيقة.

هذا ولم يبد النائب فتفت اعتراضه على ما ورد في بيان الجيش من انتقادات لزميله في "كتلة المستقبل" معين المرعبي، وقد ذهب أبعد من ذلك الى حد القول لـ "إيلاف" بأن الأخير غير منضبط ولا يلتزم بأي تعليمات وتوجيهات تصدر عن الكتلة أو التيار الذي ينتمي إليه وهذا ما يسبب لنا المشاكل". وذكر أنه كاد يرد على المرعبي في حديثه التلفزيوني، لكنه عدل عن ذلك في اللحظة الأخيرة. ولم تفت فتفت الإشارة الى أنه لم يتأكد بعد من صحة المعلومات التي تحدثت عن انتشار لحزب الله في "وادي سيسان" متمنياً على الجيش "أن يفيدنا بهذا الخصوص".

وكان المكتب الإعلامي لحزب الله قد أصدر بياناً أمس وصف فيه اتهام النائب المرعبي عن نشر مدافعه وأسلحته الثقيلة في مناطق شمالية بأنه "كلام كاذب ومثير للسخرية ولا يستحق التعليق".

أما بيان مديرية التوجيه ــ قيادة الجيش الذي صدر ظهر اليوم فجاء فيه: "دأب عدد من السياسيين في الفترة الاخيرة عبر بعض وسائل الاعلام على تناول موضوع انتشار الجيش على الحدود الشمالية، بصورة تدعو الى التساؤل والاستغراب، حيث أشار احدهم في تصريحات له يوم امس، الى تقاعس الجيش عن حماية المواطنين، وتخفيضه عديده على هذه الحدود.

"يهم قيادة الجيش مديرية التوجيه أن ما صرح به السياسي المذكور هو عار عن الصحة جملة وتفصيلاً، خصوصاً لجهة القول إن الجيش قد خفف من وجوده على الحدود الشمالية. والحقيقة أن قيادة الجيش قد عمدت منذ اشهر الى تعزيز قواها في المنطقة بشكل كبير، استدراكاً منها لإمكانية تفاقم الاوضاع، وهي تقوم بواجباتها ليلاً ونهاراً في الحفاظ على سلامة المواطنين، بالاضافة الى سهرها على منع اعمال التسلل غير الشرعي والتهريب على انواعه بالاتجاهين".

وذكر البيان أن إظهار الجيش زوراً بأنه عاجز عن ضبط الحدود، هو تبرير للقيام بعمليات تخلّ بأمن المنطقة وتهدد استقرارها، خصوصاً اذا صدر هذا الكلام عن سياسي له تاريخه المعروف بمحاولات التطاول على العسكريين والتشكيك بدور المؤسسة العسكرية، التي ستبقى في مطلق الاحوال العين الساهرة على امن المواطنين على كامل تراب الوطن".

وأكدت قيادة الجيش في البيان أن النازحين هم مسؤولية المؤسسات المعنية في الدولة، وقد سبق لهذه القيادة أن طلبت تشكيل هيئة من مختلف الوزارات لمتابعة أوضاعهم. والجيش يتعاطى مع هذه المسألة من منظار إنساني، اما الملف القانوني فهو من شأن مؤسسات الدولة وتحديداً القضاء المختص".

وخلص البيان الى "تمني قيادة الجيش من الجميع الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية والابتعاد عن اي محاولة لإقحام الجيش في التجاذبات السياسية او لاستدراجه الى تصعيد الموقف العسكري على الحدود من دون اي مبرر، خدمة لمصالح شخصية ضيقة، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد". وحاولت "ايلاف" الوقوف على رأي النائب المرعبي في ما أورده بيان قيادة الجيش فتمنى علينا معاودة الاتصال به بعد نصف ساعة، وحين فعلنا وجدنا خطه الهاتفي مقفلاً.