المعارضون السوريون لم ييأسوا من الموقف الروسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
شدد معارضون سوريون في أحاديث لـ"إيلاف" على أنهم لم ييأسوا من الموقف الروسي الذي لا بد أن يتغير في النهاية.
القاهرة: قال ناشطون سوريون لـ"ايلاف" انهم لم يشعروا باليأس من الموقف الروسي، وأكدوا أنه مع ازدياد رقعة الثورة السورية وإزدياد عدد المتظاهرين فالموقف الروسي لا بد أن يتغير.
وحول زيارة الوفد المعارض السوري إلى موسكو قال المعارض السوري، أشرف المقداد لـ"ايلاف" إنّ أي اتصال بدبلوماسي أو مسؤول عربي أو غربي يفيد القضية السورية، وأشار الى "أهمية لقاء مسؤولين روس حيث أن روسيا تمانع ادانة الممارسات السورية ضد الشعب في مجلس الأمن الدولي".
وأكد على "أن الوفد سيقوم بأقصى جهده لتغيير الموقف الروسي"، مشيراً إلى "وجوب أن نناقش الموقف الروسي وأن نحاول تغيير الموقف الحكومي"، وقال "إن لم نستطع فيجب تغيير الموقف الشعبي على الاقل".
وتمنى على الوفد أن يزور الهند التي اعتبر أن موقفها غير واضح اضافة الى البرازيل، وطالب بمحاولة تغيير آراء الشعوب والحكومات.
من جانبه، اعتبر أديب شيشكلي، الناشط السياسي السوري لـ"ايلاف" أن"على الوفد الذي يقابل الحكومة الروسية ألا يطلق مواقف، و يجب أن يكون لدى المعارضين شفافية، ولا يجب أن يكون هناك أي حوار في السر"، وشدد "اي حوار يجب ان يكون علنيا ومكشوفا".
وقال "السوريون يدفعون دماء ثمنًا لحريتهم، لذلك لا يمكن أن يتحاور أحد بمفرده، أو أن يقول انه يمثل الشعب السوري في قراراته، ولا يجب أن يقبل احد بالتفاوض دون العودة للشعب السوري في الداخل".
وحول رسالة عمه الدبلوماسي السوري سمير شيشكلي إلى صديقه وزير الخارجية الروسي سرغي فيكتوروفيتش أوضح "أنها رسالة عتب لحقن الدم السوري، وهي تشير إلى تحول المسؤول الروسي من بطل عربي إلى شخص لا يستطيع صديقه السوري الآن أن يشرب معه فنجان قهوة نظرًا لمواقف روسيا الحالية".
واعتبر "أن مثل هذه الرسائل مفيدة لأن هناك مسؤولين دوليين بنوا صداقات مع مسؤولين سوريين ويجب أن يتم استخدام هذه الصداقات، وخاصة لأنه من الصعوبة بمكان لرجل الشارع السوري العادي الوصول الى المسؤولين الروس"، وأضاف "أن الصداقة تسقط عندما يكون هناك دماء".
وكان الدبلوماسي سمير شيشكلي ارسل رسالة إلى وزير الخارجية الروسي، قال فيها "كنا قد عملنا معاً، أنت وأنا، على إنجاح زيارات اثنين من أمناء الأمم المتحدة العامين (بطرس غالي وكوفي عنان) إلى موسكو، أيام كنتَ أنت ممثلاً دائماً لروسيا لدى الأمم المتحدة، وكنتُ أنا مديراً لمركز الأمم المتحدة للإعلام وممثلاً للأمم المتحدة في موسكو. في تلك الأيام، كم أشدْتُ مع غيري من العرب بعملك المناصر للقضية الفلسطينية في مجلس الأمن. أذكر أني قلت لك مرة بعد بيان ملتهب أدليتَ به أمام المجلس "لقد أصبحتَ يا سعادة السفير بطلاً قومياً من أبطال العرب".
وأضاف "لم يعد بوسعي أن أقولَ اليوم شيئاً من هذا القبيل. إذ جاءت الأنباء، مرة أخرى، لتفيد بأن ممثليك يوم السبت (11 حزيران/يونيه) عمدوا إلى مقاطعة جلسة تشاور عقدها مجلس الأمن"، واعتبر ان كلام وةزير الخارجية الروسي ووقوفه الى جانب النظام "بات يشدُّ في عزم النظام السوري. كلما نطقتَ بشيء سقط المزيدُ من السوريين ضحايا للقتل والتعذيب".
وتذكر أنه "في الثمانينات ذكر مدينة حماة، مدينتي، أمام السفير أوليغ ترويانوفسكي، الممثل الدائم للإتحاد السوفيتي لدى الأمم المتحدة في ذلك الحين. قال لي وقتها إن الأمور مبالغ فيها ولا شكّ، إذ "لا يمكن أن يتصور العقل" أن أشياء كتلك يمكن أن تجري في الهزع الأخير من القرن العشرين. هل كان ذلك نوعاً من الجهل المريح أم كان موقفاً براغماتياً من جانب السوفييت؟".
وأكد شيشكلي "إننا نعرف أن نحو أربعين ألفاً من السوريين ذبحوا عام 1982 في حماة على أيدي نظام الرئيس الأسد، الأب. وإننا نعرف أنه كان يتلقى دعماً سوفييتياً قوياً مكــّنه من الشعب السوري".
وتساءل "هل يمكن الآن ألا يكون الشعب الروسي قد انتبه لصور حمزة الرهيبة، حمزة ابن الثلاث عشرة الذي عذبه النظام حتى الموت؟ وهل يمكن للشعب الروسي ألا يكون قد سمع هتاف أغنية "حرية - حرية" يرددها الأبطال السوريون عراة الصدور في تصديهم لدبابات النظام في درعا وبانياس ودوما وحمص وحماة وتلكلخ وجميع أنحاء سورية؟"
وأشار إلى أن "المقابر الجماعية في درعا والمروحيات الجبارة التي تغير على المتظاهرين في معرة النعمان". وأكد" أن رقم القتلى المتداول اليوم، والذي بلغ نحو 1,400 قتيل، ليس إلا رأسَ جبل الجليد الآخذ في الظهور. وهذا بالذات هو السبب الذي يجعل النظام يمنع التغطية الإعلامية الدولية بل ويحظر دخول المحققين الذين أوفدتهم الأمم المتحدة. وهذا بالذات هو ما يجعل الرئيس الأسد، الابن، غير قادر على قبول المكالمات الهاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة. كلُّ هذا والروس يـُفسدون عملياً اتخاذ قرار أدنى في مجلس الأمن لا ينبـّه إلا إلى فداحة الموقف".
وشدد الشيشكلي "الشعب السوري لا يطلب أن تساندوه في نضاله. كل ما يريده السوريون من "أصدقائهم" الروس اليوم هو أن يلتزموا الصمت". وطالبه بالامتناع "عن التصويت ودع المجلس يدين بعضَ أفظع فظائع هذا القرن، تلك التي يرتكبها واحد من آخر الأنظمة الحزبية السوفييتية الطبع في العالم".
وقال "ان السوريون يطالبون بنفس الحقوق والحريات التي طالبتم بها في التسعينيات. السوريون يحضونك على الوقوف إلى جانب التاريخ وليس ضده. وان النظام السوري ساقط لا محالة".
وكان سمير الشيشكلي، إلى أن تقاعد مؤخراً، السوري الأعلى مرتبة في الأمم المتحدة، وقد عمل في الأمانة العامة وعاصر أربعة من الأمناء العامين منذ عام 1979. وهو يعيش في نيويورك. وقد كتب هذه الرسالة بصفة شخصية.