حذر وبراغماتية في تعامل واشنطن مع الثورات العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: تعاملت الولايات المتحدة بحذر وبراغماتية مع الانتفاضات في العالم العربي، متأرجحة بين مساعيها لانقاذ استقرار منطقة مهمة والرغبة في دعم التطلعات الديموقراطية للشعوب.
في ايلول/سبتمبر 2010 اجرى الرئيس الاميركي باراك اوباما استقبالا حافلا لنظيره المصري آنذاك حسني مبارك في اطار انعاش عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية. في 11 شباط/فبراير التالي اقر باستقالة الاخير بعد احتجاجات غير مسبوقة، قائلا ان "الشعب المصري قال كلمته".
ومنذ انطلاق التحركات الشعبية ضد الانظمة المتسلطة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا قبل ستة اشهر كانت مواقف ادارة اوباما متباينة ازاء الاحداث التي شهدتها المنطقة والتي لم تكن قادرة على التأثير فيها بشكل كبير.
وقال اوباما في 19 ايار/مايو في كلمة مخصصة للاحداث في المنطقة "ليست الولايات المتحدة من دفع بالناس الى الشوارع في تونس والقاهرة. الناس انفسهم اطلقوا الحركة"، داعيا الى الانحناء تقديرا لهم.
ومثالا على تباين مواقفه، دعا البيت الابيض العقيد الليبي معمر القذافي الى مغادرة السلطة وانخرط في عملية عسكرية لدعم الثوار في ليبيا.
وفي سوريا، حث البيت الابيض الرئيس بشار الاسد على "قيادة المرحلة الانتقالية او التنحي"، فيما طلب اوباما من العائلة المالكة في البحرين "توفير الظروف لحوار مثمر" مع المعارضة.
ويكرر المتحدثون باسم البيت الابيض ان "كل بلد مختلف بظروفه" لتبرير الفرق في ردود فعل واشنطن على الاحداث التي تعيد ترتيب الاوراق السياسية في المنطقة بعد جمود مطول.
ولفت المراقبون الى احجام اوباما عن التحدث عن السعودية وغيرها من الدول النفطية في المنطقة على غرار الكويت والامارات العربية المتحدة في كلمته. فدول الخليج تؤمن قرابة 14% من واردات الولايات المتحدة النفطية.
ومن بين المصالح الاخرى التي تسعى واشنطن الى حفظها امن حليفتها اسرائيل. فيوم سقوط مبارك دعا البيت الابيض القاهرة الى احترام اتفاق السلام مع الدولة العبرية.
وتواصل الولايات المتحدة عملياتها ضد القاعدة في جزيرة العرب بالرغم من الغموض المحيط بمصير نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يواجه كذلك ثورة عنيفة ويمضي فترة نقاهة في السعودية بعد اصابته في هجوم.
عوضا عن التطرق الى تحالفات واشنطن مع انظمة متسلطة باسم حفظ امن الولايات المتحدة التي يبقى بعضها مهما لمواجهة النفوذ الايراني فضل اوباما في 19 ايار/مايو التحدث عن فرص نشأت عن الاحداث الاخيرة ولا سيما على المستوى الاقتصادي.
ووعد بتغيير المقاربة الاميركية حيال المنطقة ملمحا الى مساعدات اقتصادية الى الدول التي تسعى الى الديموقراطية على غرار برنامج المساعدة لاعادة اعمار اوروبا الشرقية بعد سقوط الستار الحديدي.
في خلال جولات الرئيس الاميركي في اذار/مارس في اميركا اللاتينية وفي ايار/مايو في اوروبا قارن الاحداث الجارية في العالم العربي بانتقال دول على غرار البرازيل وتشيلي وبولندا الى صفوف الديموقراطيات التمثيلية في السنوات ال30 الفائتة.
وقال في 19 ايار/مايو "بالرغم من جميع الصعوبات المرتقبة، لدينا اسباب كثيرة تدعونا للامل".