أخبار

واشنطن: السودان "قريب" من حل في ابيي ولكن ليس في كردفان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

شدد الرئيس الأميركي على ضرورة استئناف المفاوضات في السودان، هذا في وقتأكد جيش الخرطوم إن القتال الذي تشهده ولاية جنوب كردفان التابعة للشمال ما زال مستمراً بوتيرة عالية.

معارك ضارية تشهدها منطقة كردفان

واشنطن: اعلن الموفد الاميركي الى السودان برينستون ليمان الخميس ان السودان "قريب" من اتفاق يتعلق بسحب قواتها من منطقة ابيي المتنازع عليها ولكن وقف العمليات العدائية في جنوب كردفان ليس في متناول اليد بعد.

وقال ليمان ان الاتفاق حول ابيي ينص على سحب قوات الخرطوم وتعزيز وجود الامم المتحدة مع قوات اثيوبية وتشكيل حكومة جديدة في الاقليم.

والاتفاق الذي تحدث عنه برينستون ليمان خلال جلسة استماع في مجلس النواب "لم يوقع بعد ولكننا قريبون منه"، كما قال.

وبالمقابل، فان المحادثات برعاية الاتحاد الافريقي حول الازمة التي تعصف بجنوب كردفان فلا تزال حتى الان متعثرة.

وقال ليمان "يجري الاعداد لاتفاق ولكنه لم يتقدم بعد كما هو حال الاتفاق بشأن ابيي".

واوضح ان احد اعضاء فريقه وممثلين عن الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان توجهوا الى جنوب كردفان والتقوا عبد العزيز الحلو، قائد تمرد في هذه الولاية.

واضاف "بعد هذه المهمة، وافق عبد العزيز على وقف لاطلاق النار لمدة ثلاثين يوما بشروط. ومهمتنا هي العمل على تطبيقه".

واعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس عن "قلقه العميق" حيال الوضع في السودان، مشددا على ان استئناف المفاوضات لوضع حد لاعمال العنف في المناطق المعنية امر ملح، كما اعلن البيت الابيض.

وقالت الرئاسة الاميركية ان اوباما الذي دعا المسؤولين السودانين الى "عدم التخلي عن فرصة التوصل الى سلام وازدهار اكبر"، التقى الخميس موفده الخاص الى السودان برنستون ليمان "للبحث في تقدم جهود الوساطة بهدف وضع حد للازمة السياسية والانسانية في ابيي، وللازمات الانسانية واعمال العنف في جنوب كردفان".

واضاف المصدر نفسه ان "الرئيس اعرب عن قلقه العميق بالنسبة الى اعمال العنف وانعدام امكانية عبور المساعدات الانسانية، وشدد على ضرورة العودة الى المفاوضات للسماح بتطبيق كامل لاتفاق السلام العائد للعام 2005 وفي افضل المهل".

وقال البيت الابيض ان ليمان "يتوقع العودة هذا الشهر الى المنطقة للمساعدة في تحويل اتفاقات سياسية الى اجراءات امنية دائمة وجديرة بالثقة".

والثلاثاء، هددت وزارة الخارجية الاميركية الحكومة السودانية بوقف عملية "التطبيع" اذا استمر "التصعيد" في اعمال العنف في جنوب كردفان حيث تدور مواجهات منذ الخامس من حزيران/يونيو بين القوات المسلحة السودانية (شمال) التابعة للحكم المركزي في الخرطوم بمساعدة ميليشيات موالية للحكومة وبين القوات الجنوبية للحركة الشعبية لتحرير السودان.

ويتنازع الشمال والجنوب من جهة اخرى بشأن منطقة ابيي على الحدود بين الجنوب والشمال حيث دخلت القوات الشمالية المدعومة بمدرعات في 21 ايار/مايو ردا على هجوم دام ضد قافلة للجيش قتل خلاله 22 جنديا شماليا.

ويخشى ان تؤدي اعمال العنف هذه الى استئناف الحرب على نطاق واسع قبل بضعة اسابيع من الاعلان الرسمي لاستقلال جنوب السودان في التاسع من تموز/يوليو.

واكد الجيش السوداني الخميس ان القتال الذي تشهده ولاية جنوب كردفان التابعة للشمال، بين قواته ومقاتلي الحركة الشعبية فرع شمال السودان مستمر وانه يستخدم كل ما يتوفر له من اسلحة لايقاف التمرد الذي تقوم به الحركة.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد للصحافيين في الخرطوم "في الجبال المحيطة بكادقلي (عاصمة جنوب كردفان) نواصل عملياتنا حتى هذه اللحظة من اجل ايقاف التمرد".

واضاف نؤكد ان "القوات المسلحة تقوم بعملياتها بكافة المتوفر لها من اسلحة وتستخدم اسلحتها وفق ما يقتضيه الامر لتحقيق اهدافها ولابد ان تستخدم الطائرات في نقلها والقيام بعمليات الاستطلاع".

واندلعت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية - فرع الشمال (متمردون سابقون ضمن الحركة الشعبية لتحرير الجنوب) في 5 حزيران/يونيو وسط اتهامات من بعثة الامم المتحدة (يونميس) للجيش السوداني بان استخدامه الطيران اشاع الخوف وسط المدنيين وتسبب في سقوط قتلى لم يحدد عددهم.

واضاف الصوارمي "حول اتهامنا بالقصف العشوائي، فاننا نقوم بالقصف بالمدفعية التي تحقق اهدافنا بدقة وهدفنا حماية المدنيين وتأمين طرق الاغاثة وعلى بعثة اليونميس ان تحكم حكما عادلا على عملياتنا".

وتقع ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط في وسط السودان على الحدود بين الشمال والجنوب وينتشر فيها السلاح خاصة وسط مجموعات النوبة التي قاتلت مع جنوب السودان اثناء الحرب الاهلية 1983 - 2005 على الرغم من انتمائها لشمال السودان.

ولدى الحكومة قرار بنزع سلاح الجيش الشعبي الجنوبي الذي تنتمي اليه الحركة الشعبية فرع الشمال.

وشدد الصوارمي انه ليس امام مقاتلي الجيش الشعبي سوى ثلاثة خيارات "الدمج في القوات المسلحة، او الدمج في الادارة المدنية او التسريح والدمج في الحياة العامة". وقال "اعتبارا من الاول من (حزيران) يونيو لن نسمح لاي قوة بان تحمل السلاح في السودان غير القوات المسلحة".

وتقول الحركة الشعبية فرع شمال السودان ان لديها 40 الف مقاتل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق.

واعربت فاليري اموس رئيسة عمليات الاغاثة في الامم المتحدة عن "قلقها الشديد" ازاء انعكاس هذا النزاع على سكان جنوب كردفان وتحدثت عن "عدد متزايد من المعلومات التي تقول ان مدنيين يستهدفون".

واضافت في بيان "ان المنظمات الانسانية تقدم المساعدة حيثما تستطيع، لكن قدرتها على مساعدة القسم الاكبر ممن هم بحاجة الى المساعدة تواجه وضعا امنيا سيئا وفقدان امكانية العبور" الى المناطق المحتاجة.

واكدت منظمة كاريتاس الخيرية التابعة للكرسي الرسولي الاربعاء، ان اكثر من 60 الف شخص هربوا من منازلهم بسبب المعارك وعمليات القصف في ولاية جنوب كردفان.

واكد برنامج الاغذية العالمي الذي اجلى القسم الاكبر من فرق العاملين لديه في جنوب كردفان ان اعمال العنف حرمت عشرات الاف السكان من المساعدات العاجلة.

واعتبرت بعثة الامم المتحدة في السودان ان الوضع ما زال "غير مستقر ومتوتر" في جنوب كردفان، بعد الغارات الجوية التي استهدفت الثلاثاء مواقع للمتمردين في جبال النوبة.

من جهته قال المتحدث باسم حزب المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في شمال السودان، ابراهيم غندور للصحافيين الخميس "بعد التاسع من (تموز) يوليو ستصبح الحركة الشعبية حزبا ينتمي لدولة اخرى ورئيسها رئيس دولة اخرى واذا ارادوا الاستمرار في ممارسة العمل السياسي عليهم ان يؤسسوا حزبا اخر باسم اخر".

وحول ابيي النفطية المتنازع عليها بين الشمال والجنوب اكد غندور انه "حتى الان لم يتم اتفاق نهائي في ابيي. الذي حدث هو اتفاق مبدئي حول انتشار القوات الاثيوبية".

وتتواصل محادثات الخميس في فندق كبير في العاصمة الاثيوبية لليوم الخامس على التوالي حيث يلتقي الوفدان الجنوبيان على انفراد مع وسطاء الاتحاد الافريقي.

وتتناول المحادثات تطبيق اتفاق مبدئي لنزع سلاح ابيي المتنازع عليها على الحدود بين الشمال والجنوب.

واعلن عضو في وفد جنوب السودان الى المحادثات الجارية في اديس ابابا منذ الاحد ان وسيط الاتحاد الافريقي للسودان الجنوب افريقي ثابو مبيكي قام الخميس بزيارة خاطفة الى السودان على ان يعود الى اديس ابابا مساء.

وقال وزير التعاون الاقليمي السوداني دنغ الور على هامش المحادثات السودانية في اديس ابابا للصحافيين "ننتظر عودة مبيكي من السودان. لقد توجه اليها في وقت مبكر صباح (الخميس)".

واعلن الاتحاد الافريقي الاثنين ان الرئيس السوداني حسن البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير اتفقا على نشر قوات اثيوبية في ابيي وانسحاب الجيش السوداني الذي سيطر عليها يوم 21 ايار/مايو على اثر تعرض قافلة مشتركة بينه وقوات الامم المتحدة لحفظ السلام لهجوم قتل على اثره 22 من جنود الجيش السوداني.

وكانت تقارير الامم المتحدة تحدثت عن عمليات حرق ونهب داخل مدينة ابيي عقب سيطرة الجيش السوداني عليها.

لكن المتحدث باسم الجيش السوداني نفى الامر وقال "الاتهامات التي اطلقت بان ابيي حدث فيها عمليات حرق ونهب غير صحيحة فالذي حدث ان صورا التقطت قبل عام 2008 لحرق سيارات واستحدثت على اساس انها حدثت الان".

كما نفى الصوارمي حدوث اشتباك بين جيش الشمال وجيش الجنوب الاربعاء على ضفة النهر في ابيي، قائلا "نحن لا نقاتل جنوب بحر العرب لان القوات المسلحة لا تسيطر على كل ابيي. هي فقط تسيطر على الجزء شمال بحر العرب والحركة تسيطر على جنوب بحر العرب وعلى الحركة الشعبية ان تبحث على الطرف الذي قاتلها جنوب بحر العرب".

وكان المتحدث باسم الجيش الشعبي الجنوبي قال الاربعاء ان اشتباكا حدث قرب نهر بحر الغزال.

ويتنازع شمال السودان وجنوبه السيطرة عسكريا على منطقة ابيي الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب حيث هرب اكثر من 100 الف شخص من المعارك في هذه المدينة خلال الاسابيع الاخيرة.

وتثير اعمال العنف هذه مخاوف من استئناف الحرب على نطاق واسع، قبل ثلاثة اسابيع من الاعلان الرسمي لاستقلال جنوب السودان في التاسع من تموز/يوليو.

وعلى الصعيد الاقتصادي، هددت الخرطوم بحرمان جنوب السودان استخدام بناها التحتية النفطية اذا لم يبرم اتفاقا حول هذه المسألة قبل الانفصال.

واعلن وزير النفط في الحكومة السودانية الذي ينتمي لجنوب السودان الخميس ان الجنوب يرغب في تصدير انتاجه من النفط عبر خطوط الانابيب وموانئ التصدير في شمال السودان وفقا لقيمة ايجار يتفق عليها.

وينتج السودان 490 الف برميل في اليوم 73% منها تنتجها حقول جنوب السودان.

وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 1500 شخص قتلوا في اعمال العنف التي وقعت في جنوب السودان منذ الاستفتاء على الاستقلال في كانون الثاني/يناير.

ونجح وسيط الاتحاد الافريقي من اجل السودان الجنوب افريقي ثابو مبيكي مساء الخميس في ارسال وفد من المقاتلين المرتبطين بالجيش الجنوبي في ولاية جنوب كردفان الى اديس ابابا، حسب ما ذكرت مصادر صحافية.

وفي ختام زيارة خاطفة الخميس الى جنوب كردفان، اقنع مبيكي الرجل الثاني في الجناح الشمالي للحزب الحاكم بجنوب السودان عبد العزيز الحلو لارسال وفد الى اديس ابابا في محاولة للتفاوض على وقف لاطلاق النار مع ممثلين عن الخرطوم موجودين اصلا في اديس ابابا.

وقال مبيكي خلال مؤتمر صحافي "توجهنا اليوم (امس) الى جنوب كردفان للقاء عبد العزيز واجراء مباحثات مباشرة معه".

واضاف "التقينا به مع قادة فصيله وقررنا انه من المهم ان تبدأ محادثات على الفور بينهم وبين حكومة السودان للتوصل الى اتفاق على وقف العمليات العدائية".

وتهدف المحادثات السودانية السودانية التي بدأت الاحد في اديس ابابا الى ايجاد حل سياسي عبر التفاوض لعودة التوتر بين الشمال والجنوب قبل اقل من شهر على استقلال جنوب السودان.

ويشار ألى أن وزير الخارجية الكندي اعرب عن "قلقه العميق" الخميس حيال تصاعد اعمال العنف في جنوب كردفان (وسط السودان) على الحدود بين شمال وجنوب هذا البلد.

وقال الوزير جون بايرد ان "كندا قلقة جدا من اعمال العنف المتزايدة في جنوب كردفان وانعكاساتها على المدنيين" مضيفا ان كندا "تدين عمليات القصف الجوي والهجمات على المدنيين".

واضاف ان "كندا تدعو الى وقف فوري للاعمال العدائية وتحث جميع الاطراف على حماية المدنيين قدر الامكان بما في ذلك السماح بوصول المساعدات الانسانية بدون اية عوائق للسكان الذين هم بحاجة لها".

واكد على ضرورة "حل الخلافات في جنوب كردفان بالتشاور والتفاوض وليس بالعنف".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف