بحث تأثيرات "ربيع الثورات" العربيّة على الداخل الإيراني ومعارضته

في حدث هو الأول من نوعه يلتقي عشرات الآلاف من المعارضين العرب والإيرانيين في باريس لتأكيد تضامنهم مع ثورات شعوبهم ضد أنظمتها وبحث تأثير ربيع الثورات العربية على المعارضة الإيرانية في الداخل ومخاوف نظام طهران من الانتفاضات العربية الحالية ومحاولاته "للحد من تقدمها واكبر شاهد على ذلك مساعداته العسكرية والتقنية والبشرية لقمع ثورة ابناء الشعب السوري" كما ابلغ مصدر في المعارضة الإيرانية "ايلاف" اليوم.

قال مصدر مسؤول في المعارضة الإيرانية لـ "إيلاف" اليوم إنه في ذكرى انتفاضة الشعب الإيراني لعام 2009 التي راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى والسجناء وفي خضم الثورات العربية التي تجتاح العديد من البلدان يتوافد عشرات الآلاف من الإيرانيين انصار منظمة مجاهدي خلق وآلاف من ابناء الشعوب العربية التي تغلي بلادهم بالثورات على باريس للتجمع غدا السبت في اكبر مهرجان تشهده العاصمة الفرنسية لتأكيد تضامنهم مع شعوبهم ومواجهتهم لأنظمتهم" .

وسيشارك في هذا التجمع اضافة الى اعضاء وقادة "المقاومة الإيرانية" مئات من نواب البرلمانات والشخصيات السياسية الفرنسية والاوروبية والاميركية والعربية. كما سيحضره آلاف من أبناء الجاليات العربية السورية والمصرية والفلسطينية وغيرها.

ومن الشخصيات المشاركة في التجمع رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا و توم ريدج اول وزيرالأمن الداخلي الأميركي وباتريك كندي نجل السنياتور ادوارد كندي نائب الكونغرس الاسبق و مايكل موكيسي وزير العدل الأميركي في الفترة (2007-2009) واريثا جوسموث رئيسة البرلمان الألماني الإتحادي (1998- 1988) وسيد احمد غزالي رئيس الحكومة الجزائرية السابق ووفود برلمانية من البرلمان الأوروبي برئاسة آلخو فيدال كوادراس اضافة الى اعضاء في مجلس العموم البريطاني والبرلمان الايطالي وبرلمانات كل من بولندا، رومانيا، فرنسا، الأردن وفلسطين وأذربيجان والسويد والنروج.

واضاف المصدر ان هؤلاء يشاركون في التجمع تعبيرا منهم عن التقاء ربيع الثورات العربية مع المقاومة الإيرانية "لانه من الواضح أن ربيع الثورات العربية يجب أن يلتقي بربيع الثورة الإيرانية وإلا سيعمل النظام الإيراني بكامل قواه ليجعل من ربيعها خريفاً كما فعله بثورة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه" كما قال المصدر.

واشار الى أن هذا الحدث يأتي هذا العام في وقت يواجه العالم العربي حالة غليان وثورة كما ان "المقاومة الإيرانية" ايضاً تمرّ بمرحلة خاصة حيث إن هذا الاجتماع يعقد بعد هجوم القوات العراقية على سكان مخيم أشرف في شمال بغداد في نيسان (ابريل) الماضي وقتل 36 فردا منهم اضافة الى اصابة 350 اخرين في حين قال القضاء الفرنسي كلمته بشأن هذه المقاومة بعد عشرة اعوام من التحقيق وأعلن ان المعارضة الإيرانية بريئة من الارهاب اضافة الى أن الادارة الاميركية تدرس حالياً شطب هذه الحركة من قائمته للارهاب.

واكد المصدر انه في داخل إيران وعلى الرغم من مئات القتلى وآلاف الجرحى في حركة حزيران (يونيو) الشعبية لعام 2009 وحملات الإعتقال وممارسة مختلف انواع التعذيب ضد السجناء فإن ارادة التغيير الديمقراطي لم تضعف لدى ابناء الشعب الإيراني وما تزال حية نابضة اكثر من أي وقت مضى بحسب قوله.

واضاف انه في المقابل فان ربيع الثورات العربية يثير قلق حكام إيران الشديد من حيث تأثيرات ذلك على الداخل الإيراني في وقت بلغت ازمات النظام الداخلية حدا غير مسبوق يستحيل احتواؤها ولذلك فإنه يعمل جاهدا للحد من تقدم هذه الثورات واكبر شاهد على ذلك مساعدات النظام الإيراني التجربية والتقنية والبشرية لقمع ثورة ابناء الشعب السوري الشقيق.

وعن الاهداف الاخرى لهذا التجمع الذي سيشارك فيه عشرات الالاف من المعارضين العرب والإيرانيين قال المصدر انهم سيطالبون اعضاء الكونغرس الأميركي والهيئات البرلمانية من الدول الأوروبية والعربية والعديد من المسؤولين الكبار في ادارات اوباما وبوش وكلنتون باتخاذ إجراءات عاجلة من جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي لحلّ قضية مخيم أشرف كما انهم سيؤكدون تأييد مشروع البرلمان الاروبي لحل مسالم لقضية أشرف والحؤول دون مزيد من المجازر بحق سكانه العزل. ويعلنون رفضهم للترحيل القسري لسكان المخيم سواء داخل العراق او خارجه.

ومن جهتها قالت اللجنة المنظمة للتجمع "ان لقاء انتصار العدالة وحماية مخيم أشرف هذا هو تجسيد للقوة والروعة للحركة التحررية للشعب الإيراني بوجه نظام ولاية الفقيه الذي تواجه قمته حالة من التلاشي والتفسخ حيث إن تجمع الثامن عشر من حزيران هو افراز تحرك الإيرانيين لتلبية الدعوة الموجهة من قبل مريم رجوي رئيسة الجمهورية للمقاومة لمناصرة جوهر الشرف والحرية للشعب الإيراني الذي يشتعل نبراسه في أشرف".

واضافت اللجنة في بيان تسلمت "ايلاف" نسخة منه "انه من أجل صدور قرار ملزم من قبل مجلس الأمن الدولي حول حماية أشرف... ومن أجل استيفاء الحقوق وتنفيذ الالتزامات الدولية والقانونية والتعهدات المكتوبة الأميركية تجاه مجاهدي أشرف... ومن أجل كسر الحصار التعسفي المفروض على أشرف وازالة بساط التعذيب النفسي... ومن أجل إنهاء تهمة الإرهاب المفبركة من قبل حكام إيران في وزارة الخارجية الأميركة... ومن أجل الاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة وتغيير النظام اللا انساني ونيل الحرية ندعو عموم المواطنين الى مساهمة في هذا التجمع الداعم لمسكان مخيم أشرف".