الملا عمر عنصر اساسي لواشنطن في المحادثات في افغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كابول: وسط حديث عن اجراء الولايات المتحدة محادثات مع طالبان، لا يزال التحدي الرئيسي الذي يواجهها هو الوصول الى الملا عمر زعيم الحركة المتمردة لاشراكه في المفاوضات، بينما تتزايد المساعي للتوصل الى اتفاق سلام في افغانستان، كما يرى خبراء.
وصرح الرئيس الافغاني حميد كرزاي السبت ان الولايات المتحدة وغيرها من الدول تجري اتصالات مع طالبان، في اول تاكيد رسمي على اجراء تلك المحادثات بعد عشر سنوات من الحرب في البلد المضطرب.
وفيما يقول دبلوماسيون ان المحادثات لا تزال في مراحلها المبكرة جدا، تظهر تصريحات كرزاي تزايد التركيز على التوصل الى تسوية سياسية للحرب الافغانية بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن فيما تستعد القوات القتالية الاجنبية للبدء في الانحساب بحلول 2014.
ويعتبر تاييد زعيم طالبان الاعور مهما للتوصل الى اي وقف لاطلاق النار او اتفاق لتقاسم السلطة.
الا ان مكان اقامته، الذي يعتقد انه في مكان ما في باكستان، لا يزال مجهولا.
ويكتسب البحث عن الملا عمر زخما خاصة بعد ان وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما البدء في سحب جزء من قواته البالغة 90 الف جندي اميركي من افغانستان الشهر المقبل قبل السحب الكلي لتلك القوات خلال ثلاث سنوات.
وصرح المحلل والمؤلف الباكستاني امتياز غول لوكالة فرانس برس ان الممثل الاميركي الخاص لافغانستان وباكستان مارك غروسمان، طلب منه في وقت سابق من هذا الشهر المساعدة في تعقب الملا عمر.
وقال ان "غروسمان اخبرني ان الولايات المتحدة تبحث عن اشخاص يستطيعون الادلاء بمعلومات واضحة للوصول الى الملا عمر".
واضاف "اعتقد ان الولايات المتحدة تعتبر ان الملا عمر لا يزال عنصرا اساسيا في التوصل الى سلام في افغانستان. فقد قال لي مسؤول اميركي +لا نريد التخلص منه. نحن مهتمون جدا بالتحدث معه+".
ويعتقد ان عمر يعيش في مدينة كويتا جنوب غرب باكستان، الا ان اسلام اباد تصر على انها لا تعرف مكان وجوده.
وبعد مقتل بن لادن في عملية شنتها القوات الاميركية الخاصة في مدينة ابوت اباد الباكستانية الشهر الماضي، يعتقد معظم الخبراء ان الملا عمر نقل مكان تواجده.
وذكرت وكالة الاستخبارات الافغانية بعد فترة قصيرة من مقتل بن لادن، ان الملا عمر "اختفى من مخبئه" في كويتا، دون ان تذكر المكان الذي انتقل اليه.
ويعتبر مسؤولون غربيون وافغان في كابول ان مساعدة باكستان مهمة لجهود فتح قناة اتصال مع زعماء طالبان.
وزار كرزاي اسلام اباد مؤخرا وامضى فيها يومين على غير العادة، واعلن عن لجنة سلام مشتركة. ويعتقد مسؤولون افغان الان ان باكستان، حيث يعتقد ان قيادة طالبان متمركزة، اكثر استعدادا لتقديم المساعدة.
وصرح مسؤول افغاني طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "ديناميكية العلاقة تغيرت بشكل كبير خلال الاشهر القليلة الماضية".
واضاف "اصبحوا يقولون بوضوح الان ان لهم دورا، ونحن في افغانستان لدينا توقعات معينة من باكستان".
وقال ان من هذه التوقعات هو ان تشجع باكستان "فعليا زعماء طالبان بمن فيهم الملا عمر على الانضمام الى عملية المصالحة".
وتؤكد حركة طالبان في العلن على انها لن تناقش التوصل الى سلام الا بعد رحيل جميع القوات الاجنبية البالغ قوامها 130 الف جندي.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان "قلنا في السابق واكدنا مرارا اننا لن نجري مفاوضات مع الولايات المتحدة".
غير ان مجلة دير شبيغل المرموقة ذكرت الشهر الماضي ان برلين ساعدت مسؤولين اميركيين على الاتصال بطيب اغا السكرتير الشخصي وصهر الملا عمر الموثوق، والذي يقال انه نائب رئيس اللجنة السياسية في حركة طالبان.
وراى المحلل الافغاني ومسؤول الاستخبارات الباكستاني السابق البريغادير سعد خان ان الاتصالات في المانيا "مبدئية واستكشافية" الا ان اغا شارك فيها "بمباركة الملا عمر الكاملة".
وصرح لفرانس برس "اعتقد ان الولايات المتحدة وطالبان ادركا ان عليهما ان يتحدثا مع بعضهما".
ولكن ايا كان وضع المحادثات الا ان جميع الاطراف لها مصلحة في ان تبقى مسالة المفاوضات الحساسة سرية.
الا ان الولايات المتحدة وحلفاءها ستكون حذرة لتجنب تكرار الغلطة المهينة في المحادثات التي اجرتها مع طالبان العام الماضي، عندما تم احضار رجل زعم انه مسؤول بارز في طالبان الى كابول تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان يتبين انه صاحب متجر متواضع في كويتا.
غيتس: وزارة الخارجية الاميركية تجري اتصالات مع طالبان
وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاحد ان الولايات المتحدة وعددا من الدول الاخرى تجري محادثات اولية مع حركة طالبان في افغانستان.
وقال غيتس "اعتقد ان عددا من الدول من بينها الولايات المتحدة اجرت اتصالات" مع طالبان.
واضاف "استطيع ان اقول ان هذه الاتصالات هي اولية للغاية في هذه المرحلة" مؤكدا انه من المهم جدا تحديد "من الذي يمثل طالبان" قبل القفز الى محادثات مع الاطراف التي تزعم انها تمثل زعيم طالبان الملا عمر.
واشار غيتس، المنتهية ولايته على راس البنتاغون، "لا نريد ان ينتهي بنا الامر بان نجري محادثات في مرحلة من المراحل مع شخص يعمل لحسابه الخاص".
وكانت الولايات المتحدة اجرت محادثات في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي مع رجل زعم انه مسؤول بارز في طالبان وقد احضر من باكستان الى كابول قبل ان يتبين انه صاحب متجر متواضع في مدينة كويتا الباكستانية.