القوة الشعبية الافغانية المدربة تثير المخاوف في جنوب البلاد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مرجا: بتحويلها المزارعين الافغان الى مسلحين مدربين يحرسون البلاد من متمردي طالبان، تواجه السياسة الاميركية عددا من الصعوبات مما ادى الى تراجعها اثر مزاعم عن اقتتال داخلي وفرض ضرائب غير قانونية على السكان المحليين.
ففي مرجا، يقوم 1150 من رجال الشرطة المحليين المدربين او ما يطلق عليهم "ارباكي"، بدورية في المنطقة التي تحولت من منطقة للمتمردين الى منطقة زراعية يسودها السلام في جنوب افغانستان منذ عملية عسكرية نفذت في تلك المنطقة قبل 15 شهرا.
وكان إنشاء قوة محلية من اساسيات الاستراتيجية العسكرية الاميركية لكبح جماح تمرد طالبان المستمر منذ عشر سنوات، للبدء في سحب القوات الاميركية في تموز/يوليو المقبل على امل انهاء المهمة القتالية في 2014.
الا ان الرئيس الافغاني حميد كرزاي اعرب عن مخاوفه من ان المجموعات المسلحة الجديدة يمكن ان تنتج جيلا جديدا من امراء الحرب، وهي المخاوف التي يعرب عنها العديد من خبراء السياسات في كابول وعدد من القادة الاميركيين.
وتم تخفيض العدد الذي كانت تنص عليه الخطة الاولية بانشاء قوة من 30 الف شخص في جميع انحاء البلاد، كما تم التحفظ على تلك الخطة في منطقة سانغين الخطرة.
ويتقاضى كل فرد من افراد "ارباكي" الذين تدربوا على ايدي قوات المارينز الاميركية ما بين 150 و180 دولارا في الشهر، وهو نصف راتب رجل الشرطة، ويرتدون زيا باللون البني رسمت عليه نجمة صفراء فاقعة للتدليل على مساندتهم الحكومة المدعومة من الغرب.
واستقطبت مرجا الكثير من الاهتمام في واشنطن على اعتبار انها اختبار لعملية زيادة عديد القوات الاميركية (30 الف جندي اضافي) التي توجهت الى افغانستان قبل 18 شهرا بامر من الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وزارت ستة وفود من الكونغرس تلك المنطقة منذ بداية العام.
وفي وسط مرجا، تلقى قوات ارباكي والقوة المؤقتة للبنية التحتية الحساسة، ترحيبا اثناء قيامها بعمليات تفتيش في مجمعات ريفية يشتبه في ان فيها مواد لصنع القنابل.
الا ان السكان في المناطق المجاورة الذين ما زالوا خائفين من هجمات طالبان، يقولون ان الشرطة المحلية تستغل وضعها الرسمي لحل خلافات تافهة.
وقال حاجي عبد الرسول احد سكان شينغهازاك ان "عددا من الذين انضموا الى قوة ارباكي يستخدمون نفوذهم لتصفية حسابات مع افراد من عائلاتهم، ويقولون للقوات الاميركية والافغانية انهم من طالبان ويجب اعتقالهم".
وقال المزارع المحلي بار جان وهو في العشرينات من العمر، ان عناصر قوات ارباكي صادروا الهواتف النقالة "ويطالبون احيانا بالمال".
وشكت مجموعة من الوجهاء مؤخرا من ان قادة ارباكي يحتجزون رواتبهم.
وتم وقف التجنيد في هذه القوة لفترة وجيزة هذا العام بسبب مخاوف من كفاءة عناصر ارباكي وسط خلافات بين القادة المحليين.
واكد قائد الشرطة في المنطقة غلام والي الذي عمل في اقليم مرجا عشرة اشهر، على وجود مشاكل.
وقال "هناك ضعف في الانضباط، ولكن استطيع حل هذه المشاكل، فانا اعرف تقاليد وثقافة هؤلاء"، مضيفا انه اعتقل اثنين من الشرطة المحلية لاجبارهما سكانا محليين على دفع ضريبة غير قانونية.
وينفي قادة المارينز الاميركيون في المنطقة تفشي فساد، ووصفوا هذه الاتهامات بانها "دعاية مغرضة يبثها الاعداء"، مؤكدين على منافع وجود قوة محلية يمكنها ان تميز المتمردين عن غيرهم من الاف المشردين.
وتؤكد قوات المارينز الاميركية على اخضاع جميع المجندين لبرنامج يستمر 18 يوما لتعلم اسس مهام الشرطة، بما في ذلك دروس اخلاقية لمنع الفساد.
وقال الكولونيل ديفيد فورنس، قائد قوات المارينز المكلف شؤون اقليم مرجا، ان "الكثيرين من الناس قلقون بشان ارباكي -- هل هي ميليشيا؟ لا، ليست ميليشيا، انها قوة يديرها قائد الشرطة في الاقليم".
لكن وعلى الضفة الثانية من نهر هلمند في اقليم سانغين، اخطر المواقع واكثرها دموية بالنسبة لقوات المارينز الاميركية في الحرب في افغانستان، دفع الضغط السياسي الذي مارسته كابول على المارينز الى وقف خططهم قبل ان تبدأ حتى.
وقال ناقدون انه عندما مولت الحكومة الافغانية الشيوعية في ثمانينات القرن الماضي قوات القبائل للتعويض عن هياكلها الامنية غير الكافية، تحولت هذه القوات الى ميليشيات قوية تقاتلت في ما بينها في حرب اهلية طويلة.
وادى القتال في الفترة من 1992 حتى 1994 الى مقتل اكثر من 80 الف مدني، طبقا لارقام الامم المتحدة.
وقارن قائد الكتيبة الاولى من فرقة المارينز الخامسة الكولونيل ثوماس سافاج ما بين برنامج ارباكي وبين "قوات الصحوة" العراقية التي هددت ببدء حربها الخاصة بعد ان فشلت في الفوز في الانتخابات.
وقال "هذه طريقة جيدة لحل اية مشكلة قصيرة الامد .. لكن على المدى البعيد، فان إنشاء قوة محلية مؤلفة من عدة الاف سيخلق مشكلة.. فماذا ستفعل هذه القوات في العام 2014 (عندما تغادر القوات القتالية الاجنبية)؟".
غير ان عددا من الضباط يقرون بان اعداد الشرطة القومية والجنود في مرجا هي عند منتصف المستوى المطلوب حيث ان مستوى الامية المرتفع يؤثر على عدد المجندين المناسبين للانضمام للخدمة.
وقال قائد القوات الافغانية الميجور حنيف الله شينواري ان 155 من 650 جنديا هم حاليا اما في منازلهم او في اجازة.
واضاف "ربما لا يعود عدد منهم .. وقبل يومين فر اربعة منهم. اعتقد انهم خائفون".