معارضون سوريون: خطاب الأسد جاء متأخراً ومخيباً للآمال

أجمع معارضون سوريون تحدثوا لـ"إيلاف" على أن خطاب الرئيس بشار الأسد جاء متناقضاً ومخجلاً وغير مقبول، وقد رفضه الشعب عبر مسيرات خرجت في مدن عدة، مثل دمشق وحماه، فيما واصل النظام حملة اعتقالاته للمتظاهرين.

في حين أكد لـ"ايلاف" القيادي في حزب الشعب المعارض فائق المير في اتصال هاتفي من سوريا "أن مظاهرات ضخمة جرت في منطقة المزة في دمشق، وفي مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماه بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد"، قال ناشطون سوريون "إن خطاب الأسد جاء متأخرًا ومخيباً للآمال".

وقال الناشط السياسي السوري سلام الشواف " في الواقع لم أصل إلى نتيجة بعد سماعي كل ما جاء في خطاب الأسد"، واعتبر "أنّ الخطاب لا يُفسر لأنه غير قابل للتفسير، ويحوي الكثير من التناقضات، وفيه لعب على مشاعر المؤيدين إن كان هناك مؤيدون"، وقال الشواف: "الرئيس بدا متناقضًا خلال حديثه عن جسر الشغور، فمرة يقول إن الجماعات المسلحة أخرجتهم من ديارهم، ومرة يقول إننا لن نحاسبهم لدى عودتهم إلى جسر الشغور"، متسائلاً "ان كانت الجماعات المسلحة أخرجتهم من ديارهم فعلى ماذا يحاسبهم؟".

وشدد على "أن خطاب الأسد كان مهمًّا لأنه اختصر مراحل كثيرة في الثورة السورية، والناس تأكدت تمامًا انه "محتال وكاذب"، واعتبر أنها الحقيقة، فهناك كذب في المفارقات والتناقضات التي أوردها في الخطاب.

من جانبه، أكد لقيادي المعارض فائق المير الـ"ايلاف" أن مدينة السلمية شهدت مظاهرات ضخمة بعد خطاب الأسد، وقال "بعدها قام النظام باستحضار شبيحته وعناصر الأمن من محافظة حماه لإخماد المظاهرات"، وأشار إلى أنه "جرى اعتقال أكثر من 50 متظاهرًا، ومازالت محاولات قمع المتظاهرين مستمرة".

ورفض الناشط السياسي السوري، معن حاصباني، التعليق على الخطاب، واعتبر "أنه خطاب مخجل".

إلى ذلك، قال عضو المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، شادي الخش، في تصريح لـ"إيلاف" إنّ "الخطاب مرفوض جملة وتفصيلاً"، وأضاف "لو كان هذا الخطاب هو الخطاب الأول لحاولت أن أفهمه، أما أن يكون الخطاب الثالث ومع دخول الثورة شهرها الرابع فهو خطاب غير مقبول".

بدوره قال القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا، شلال كدو، لـ"إيلاف" إنّ "خطاب الأسد لم يأت بجديد، وكان مخيباً لآمال السوريين عموماً، والكرد خصوصاً".

وأشار إلى "معرفة المراقبين المسبقة بأن هذا الخطاب سوف لن يأتي بشيء من شأنه أن يفتح الآفاق أمام الحلول السياسية للأزمة السورية التي تتفاقم يوماً بعد آخر بسب تغليب النظام لغة القمع والتنكيل والقتل والسحل، على لغة الحوار السياسي، الأمر الذي أدى إلى انسداد الأفق السياسي بشكل شبه كامل".

واعتبر كدو أن الرئيس"لم يعرّج على وضع الكرد، إلا من خلال إشارة بسيطة أو خجولة لمسألة منح الجنسية للكرد المجردين منها، رغم أن الأمر برمته ليس منحاً للجنسية، وإنما إعادة للجنسية، التي سلبت من عشرات الآلاف من الكرد في إحصاء عام 1962، رغم أن الكرد يعدّون ثاني أكبر قومية في البلاد، ويربو تعداد سكانهم على ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص، ويعيشون على أرض آبائهم وأجدادهم".

وقال "هم محرومون من أبسط الحقوق القومية والوطنية والديمقراطية. وتتعرض مناطقهم منذ عشرات السنين إلى التغيير الديمغرافي من خلال تطبيق المشاريع العنصرية على كاهلهم، كالحزام العربي الذي طبّق في عهد الريس الراحل حافظ الأسد، وسلب الكرد أراضيهم الزراعية الخصبة بطول 375 كم وعرض من 15 الى25 كم، ومنحها إلى مجاميع من بعض القبائل العربية، تم استقدامهم من محافظتي حلب والرقة.

فضلاً عن تغيير أسماء معظم القرى والمدن والبلدات الكردية والمحال التجارية، واستبدالها بأسماء أخرى عربية غير حقيقية أو وهمية للإيحاء للرأي العام ولنفسه أيضًا، بأنه لا وجود للكرد في سوريا، وبالتالي لا وجود لجزء من كردستان في سوريا".

ورأى "أن الخطاب حمل نبرة تهديدية للمتظاهرين، حينما أبدى الرئيس استعداده للتعامل الأمني مع الحدث طال الزمن أو قصر، طالما أن هنالك خارجين عن الفانون، ومن يسعون إلى التخريب بحسب الخطاب، الذي جاء رد الفعل عليه سريعاً جداً في الشارع، حيث نزلت عشرات الآلاف من السوريين إلى الشوارع في عدد كبير من المدن السورية للتعبير عن رفضهم عما ورد في الخطاب". وأضاف "تطرق الرئيس نفسه مطولاً إلى الحوار، وقال إنه ليس هنالك حلاً سياسياً مع حَمَلَة السلاح أو كل من يستخدم السلاح".

وأكد "نحن بدورنا نضم صوتنا إلى صوت الرئيس، ونقول إنه لا حوار مع فوهات البنادق المدافع والدبابات والطائرات العامودية، مع العلم أن الأجهزة الأمنية والجيش والشبيحة هم الذين يستخدمون السلاح بكثرة، وبذلك فإن الخطاب يناقض الواقع، وكذلك يتناقض مع نفسه، حينما يرفض الحوار مع من يسميهم بالمسلحين، في حين نرى أن النظام نفسه يستخدم السلاح على نطاق واسع بحق المدنيين، ويقتل العشرات من الأبرياء العزل بشكل يومي".

اعتقال طلاب في حلب على خلفية خطاب الأسد

هذا وأكدت منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي "روانكه "أن الأجهزة الأمنية قامت باعتقال عدد من الطلاب والطالبات من جامعة حلب، يقدر عددهم مابين 100 إلى 150، وذلك على خلفية المظاهرات الاحتجاجية،التي قاموا بها ردًا على خطاب الرئيس الأسد المليء بالتهديد والوعيد، وعبارات الإصلاح الذي لن يتم إلا وفق معايير السلطة.

وقال بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إنّ الاعتقال امتد إلى السكن الجامعي للطالبات، اللواتي قمن بإطلاق صرخات احتجاجية تنادي: الله أكبر .. الله أكبر، وتم اعتقال البعض منهن، كما قامت الأجهزة الأمنية بزرع كاميرات مراقبة فيكل كليات الجامعة وفي المدن الجامعية.

وأبدت المنظمة "استغرابها لهذه الممارسات التي تنمّ عن إصرار السلطات السورية على استمرارها في ممارسة انتهاكات واسعة النطاق للحقوق والحريات الأساسية للمواطنين"، محمّلة "السلطات مسؤولية ما يجري من انتهاكات فاضحة وغير إنسانية في أقبية أمن النظام ، وطالبت بإغلاق كل ملفات الاعتقال التعسفي ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة، ومعتقلي الرأي والضمير، وجميع من تم اعتقالهم بسبب مشاركاتهم بالتظاهرات السلمية التي قامت في مختلف المدن السورية الآن وقبل الآن".

مظاهرات مؤيدة ومعارضة أمام السفارة السورية في القاهرة

وكشف طلاب سوريون في القاهرة لـ"إيلاف" أن السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد أرسل لهم رسالة، مفادها أن من لن يخرج في مسيرات مؤيدة لن يعود إلى دمشق، ولن يدخلها. ومن المتوقع بحسب الناشط السوري فراس تميم تنظيم مظاهرات مؤيدة ومعارضة للرئيس السوري صباح اليوم أمام السفارة السورية في القاهرة.