أخبار

خطف شاليط ثمن باهظ لحماس وهزيمة معنوية لإسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: تكبد الفلسطينيون ثمنا باهظا اثر خطف الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط قبل خمس سنوات لكن في المقابل منيت اسرائيل بـ"هزيمة" معنوية كما يرى محللون فلسطينيون واسرائيليون. وعلى مدى السنوات الخمس شكل اسر الجندي جلعاد شاليط مبررا لاسرائيل لتنفيذ هجمات عسكرية قاسية اسفرت عن سقوط الاف القتلى والجرحى وهدم الاف البيوت والمنشآت الفلسطينية الى جانب تشديد الحصار والاغلاق على قطاع غزة.

وبلغ حجم الدمار والخراب ذروته في الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة نهاية 2008 وبداية 2009 مستغلة استمرار خطف شاليط كواحد من مبررات هجومها. لكن هذا الثمن الباهظ الذي دفعه سكان القطاع بالنسبة للبروفسور وليد المدلل "جزء من المقاومة ضد العدو".

وتمثل قضية خطف شاليط "جزءا كبيرا" من اسباب معانات اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في هذا الشريط الساحلي الضيق. ويقول مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر ان اسرائيل استغلت اسر شاليط بممارسة "العقاب الجماعي من حصار وحرب وقتل وهدم واوقعت الاف الشهداء وعشرات الاف الجرحى والاف الاسرى (...) وتعرقل المصالحة وتعطل المفاوضات والاتفاق السياسي".

ولم يرق لاسرائيل اعلان اتفاق المصالحة بين حركة فتح التي يتراسها الرئيس محمود عباس وحركة حماس الشهر الماضي في القاهرة وهددت بوقف تحويل المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية وهو ما سيؤثر على خزينة الرواتب الشهرية لـ 160 الف موظف في القطاع العام للسلطة.

ويبدو ان تعثر مفاوضات صفقة التبادل بين حماس واسرائيل بواسطة مصر والمانيا عدة مرات يعفي اسرائيل بحسب المحللين من تقديم اي تنازل سياسي للفلسطينيين في اطار عملية التسوية المتعثرة معللة هذا "التهرب" بعدم وجود شريك فلسطيني.

ويعتبر المدلل استاذ التاريخ والعلوم السياسية في الجامعة الاسلامية بغزة ان اسرائيل كقوة محتلة تستخدم "عقيدة الردع لتكبيد الخصم اكبر قدر ممكن من الخسائر حتى لا يتراجع عن استخدام قوته مثلما استخدمها بخطف شاليط".

في المقابل تواجه حكومة اسرائيل "عبئا اخلاقيا وهزيمة معنوية وسياسية" بسبب فشلها في اعادة الجندي شاليط الى عائلته واصدقائه الذين عبروا في نشاطات مختلفة عن غضبهم. ويبين المحلل السياسي طلال عوكل ان "الثمن الذي دفعناه باهظ بسبب شاليط لكن كان مجرد ذريعة لاسرائيل التي تعاني من هزيمة معنوية".

ويتابع "سيكون مكسبا ماديا ومعنويا لحماس حال اتمام الصفقة رغم ان اسرائيل ستظل قادرة على الحاق العقاب الجماعي بغزة". ويقر افي ساخروف المختص بشؤون الشرق الاوسط في صحيفة جريدة هارتس الاسرائيلية المستقلة ان حفاظ حماس على شاليط هذه الفترة الطويلة "نجاح لحماس وفشل واضح للجيش والمخابرات في اسرائيل".

لكن عدم الوصول الى صفقة حتى الان "هزيمة سياسية لحماس بسبب الاف القتلى والجرحى والمعتقلين والدمار الاقتصادي والسياسي"، على حد تعبيره. ويشعر الاف الاسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الاسرائيلية المختلفة ان "الفرج قريب" والحفاظ على شاليط "ورقة الامل الوحيدة" للمبادلة بهم.

وتبقى قضية مئات الاسرى من اصحاب المحكوميات العالية "الملطخة ايديهم بدماء اسرائيليين" "مرتبطة بشاليط" كما يقول ابو سعدة. وتعتبر حماس صفقة التبادل "الامل الوحيد في الافراج عن الاسرى". وفي بيان لمناسبة مرور خمس سنوات على اسر شاليط قالت الحركة الاسلامية انها وجهت رسالة للحكومة الاسرائيلية ولشعبها ان "شاليط لن يخرج من الاسر الا بصفقة تبادل مشرفة".

واكد اسماعيل رضوان القيادي في حماس حرص حركته لانجاز صفقة "مشرفة" وانه "لا مجال" لاطلاق سراح شاليط "الا بالاستجابه لكافه مطالب الاسرين" التي تشمل الافراج عن الف اسير. وانهارت المفاوضات غير المباشرة بسبب خصوصا هوية الاسرى الفلسطينيين المعنيين ومكان اطلاق سراحهم اذ رفضت اسرائيل الافراج عن فلسطينيين شاركوا في هجمات على اسرائيل في الضفة الغربية، فيما تصر حماس على تحقيق مطالبها.

وتعتقد المؤسسة الامنية في اسرائيل ان اطلاق سراح عناصر قيادية من الضفة الغربية يشكل "هاجسا امنيا" على اسرائيل وفق ساخروف. وتتبادل اسرائيل وحماس الاتهامات حول مسؤولية تعطيل الصفقة.

وظلت حماس تصر على مطالبها بالافراج عن الف اسير بينهم عسكريون بارزين في الحركة مثل حسن سلامة وعبد الله البرغوثي وعباس السيد ويحيى السنوار. ويعتبر سخاروف ان مطالب حماس "غير واقعية" لان اسرائيل ترفض الافراج عن مثل هؤلاء الاشخاص "الخطيرين" على امنها.

ويشير المدلل ان "المقاومة جعلت اسرائيل معزولة وتبريراتها للعدوان لم تعد منطقية". في المقابل، لا تريد حكومة بنيامين نتانياهو دفع ثمن ب"اطلاق سراح مئات من ذوي المحكوميات العالية وهو ما ترفضه المؤسسة الامنية لان قادة الانتفاضتين (1987 و2000) من الاسرى المحريين"، على حد قوله.

وقال سخاروف انه يتوقع "الا توافق" اسرائيل على الافراج عن بعض المعتقلين الى الضفة "لانه خطر امني". لكن من شان الحصار والاغلاق الاسرائيلي ان يصبح "غير مبرر" حال اتمام صفقة شاليط. بحسب المدلل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف