أخبار

التايلانديون يصوتون في انتخابات تشريعية الاحد ويخشون العواقب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بانكوك: من المقرر ان يدلي التايلانديون باصواتهم الاحد بعد عام من التظاهرات التي شهدها ربيع 2010، في انتخابات تشريعية اساسية لاخراج المملكة الاسيوية من حلقة العنف الناجمة عن صراع بين النخبة الحاكمة في بانكوك والمهمشين في البلاد.

ويخوض الحزب الديموقراطي الحاكم تلك الانتخابات بمواجهة حزب بوي تاي المعارض، والذي يقوده في الواقع رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا من منفاه منذ اطيح به في انقلاب عسكري العام 2006، وهي المواجهة التي وصفها صحافي في صحيفة بانكوك بوست بالمنازلة بين "المستنسخة والدمية".

والمقصود بالدمية حسب وصف الصحافي هو رئيس الوزراء ابيسيت فيجاجيفا (46 عاما) المتحدث اللبق الذي وصل الى السلطة في نهاية 2008 والمتهم بكونه واجهة للجيش ولنخبة بانكوك اللذين يدوران في فلك الملكية التايلاندية.

اما "المستنسخة" فهي ينغلاك شيناواترا، الشقيقة الصغرى لتاكسين، التي تتصدر حزب بوي تاي والتي وصفها شقيقها بانها نسخة منه. ورغم افتقارها للخبرة السياسية، الا ان سيدة الاعمال الجذابة البالغة 44 عاما تتصدر التوقعات الانتخابية مستندة على شعبية اخيها خاصة بين الفقراء والمعدمين.

ثم تبدو تلك الانتخابات مرة اخرى تصويتا على شعبية تاكسين، الحاضر الغائب على الساحة السياسية التايلاندية.

وقد دعا حزب بوي تاي الى منح عفو عن السياسيين الصادرة بحقهم احكام، ومنهم تاكسين، ما حدا بانصار الحزب الديموقراطي الحاكم الى التنديد بذلك.

وصرح ابيسيت "ان الاوان للتخلص من سم تاكسين"، ذاهبا الى حد التحذير من "حرب اهلية" في حال عودة من تصفه النخبة بعدو الملكية.

وبينما يتوجه زهاء 48 مليون ناخب للادلاء باصواتهم لاختيار 500 نائب يشغلون مقاعد البرلمان لاربع سنوات، يبدو حزب شيناواترا متقدما في استطلاعات الرأي.

غير ان حلفاء تاكسين قد لا يحصلون على الاغلبية المطلقة ما يضطرهم لتشكيل ائتلاف، وقد لا يتمكنون من ذلك ما يفتح الباب امام "الكثير من التلاعب من تحت الطاولة ما قد يتيح للديموقراطيين تشكيل الحكومة المقبلة"، بحسب بول تشيمبرز الباحث في جامعة باياب بشمال تايلاند.

فثمة 38 حزبا اخر، بينها خمسة احزاب مشاركة في الائتلاف المنتهية ولايته، ويمكن ان تلعب دورا محوريا لترجيح كفة هذا الجانب او ذاك.

غير ان الزخم الذي يتمتع به حزب بوي تاي الان ليس كافيا لضمان وصوله الى السلطة، ناهيك عن قدرته على الاحتفاظ بها.

ففي بلد عايش 18 انقلابا او محاولة انقلابية منذ العام 1932، وحيث دعا قائد الجيش الناخبين الى التصويت "للاخيار"، يبدو شبح انقلاب اخر امرا محتملا.

ويقول تيتينان بونغسوديراك الخبير السياسي في جامعة تشولالونكون في بانكوك "في الديموقراطية التايلاندية الفائز بالانتخابات لا يحكم والحاكم لا يفوز بالانتخابات".

وعلى الرغم من فوز تاكسين وحلفائه بكل الانتخابات التي جرت منذ 2001، الا ان الجيش طردهم من السلطة العام 2006 ثم طردهم القضاء العام 2008.

واتهمت المعارضة القضاء بانه يعمل لصالح النخبة والحزب الديموقراطي لتمكينهما من السلطة باحكام قضائية مطعون فيها.

ومنذ ذلك الحين لا يكف المحتجون في صفوفو "القمصان الحمر"، ومعظمهم من المؤيدين لتاكسين، من التظاهر مطالبين باسقاط ابيسيت.

وقد بلغت احتجاجات القمصان الحمر ذروتها العام الماضي حينما اعتصموا في وسط بانكوك طيلة شهرين قبل ان يجبرهم الجيش على الرحيل ما ادى الى سقوط اكثر من 90 قتيلا.

ولم تخل الحملة الانتخابية بالتاكيد مما يعكر الاجواء من قبيل الهجوم على احد النواب وخضوع مرشحين للحراسة فضلا عن مقتل نشطاء وتعقب جناة وترهيب للناخبين.

ويعلق اسوين كونغسيري وهو رجل اعمال نافذ على ذلك "اشك في ان تكون الانتخابات نزيهة بالكامل"، مشيرا "للعرف السائد" لشراء الاصوات فضلا عن التلاعب في بطاقات الانتخاب.

وفي النهاية، تظل احتمالات الخطر قائمة اذ "ثمة سيناريوهات عدة قد لا يرضى عنها هذا المعسكر او ذاك في النتيجة، او قد لا يقبل بالعملية" الانتخابية برمتها.

عندها، لا يبقى سوى انزلاق البلاد مجددا الى خضم الاحتجاجات.

الشخصيات الرئيسية والثانوية في المشهد السياسي في تايلاند

وتتواجه القوتان السياسيتان الابرز في الانتخابات التشريعية الا ان هذه الانتخابات ستجري تحت انظار مجموعة من الاحزاب الصغيرة "ترجح كفة الميزان" بالاضافة الى رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا الغائب الحاضر، ومراقبين يتمتعون بنفوذ كبير.

- تاكسين شيناواترا (61 عاما):

تولى رئاسة الوزراء بين عامي 2001 و2006 واطيح به في انقلاب عسكري. الشخصية السياسية الاكثر شعبية وجدلا في البلاد. سيصوت الناخبون ضده او لصالحه: لشقيقته يينغلاك زعيمة حزب "بوا ثاي" المعارض او للفريق الحاكم والحزب الديموقراطي المدعوم من الجيش واوساط النخبة في بانكوك المقربة من القصر الملكي التي تكرهه.

وبحسب تيتينان بونغسوديراك المحلل السياسي في جامعة شولالونغكورن في بانكوك "تاكسين بطل الانتخابات في تايلاند في القرن ال21. فهو لم يخسر اي اقتراع".

- يينغلاك شيناواترا (44 عاما):

اطلقت شقيقة تاكسين حملة انتخابية كبيرة لتصبح شخصية معروفة وتحظى بتأييد استطلاعات الرأي. عرفت كيف تستميل حركة "القمصان الحمر" المناهضة للحكومة التي تم قمعها خلال تظاهرات العام 2010. ويطرح سؤال واحد نفسه وهو هل سيسمح لاول مرشحة تايلاندية لمنصب رئيس الوزراء تحمل اسم شيناواترا، الوصول الى سدة الحكم؟.

وقالت يينغلاك خلال الحملة الانتخابية "لا اعرف حجم محبتكم لتاكسين. لكن هل بامكانكم تخصيص جزء من هذه المحبة لشقيقته الصغيرة؟".

- ابهيسيت فيجاجيفا (46 عاما):

رئيس الوزراء الذي وصل الى سدة الحكم في نهاية 2008 بفضل انقلاب التحالفات وقرارات القضاء. ويبقى في نظر منتقديه خادم الجيش واوساط النخبة في بانكوك. وبرنامج "المصالحة" الذي يدعو اليه لم يقنع الناخبين.

ويقول بول شيمبرز من جامعة شيانغ ماي "كان ابهيسيت دمية وفوقه السلطة العسكرية التي كانت من الناحية الامنية تفعل ما يحلو لها".

- الاحزاب الصغيرة:

بومجاتاي، شارت تاي باتانا بويا باندين... تسعى احزاب صغيرة عدة الى الفوز بعدد من المقاعد بفضل برامج مشابهة. وليس لهذه الاحزاب اي فرصة للفوز لكنها قد تكون ذات منفعة كبيرة لترجيح كفة الميزان.

وكتب رئيس تحرير صحيفة "بانكوك بوست" بيشاي شوينسوكساوادي "الحكومة المقبلة ستكون بالتأكيد حكومة ائتلاف. مفتاح الحكومة المقبلة بيد الاحزاب الصغيرة (...)".

- العسكريون:

وعد قائد الجيش التايلاندي برايوت شان-او-شا باحترام نتائج الانتخابات. لكن في بلد شهد 18 انقلابا او محاولة انقلاب منذ 1932 آخرها في 2006، يشكك الخبراء في انه يريد السماح ليينغلاك بتشكيل حكومة. حتى وان تحدث مراقبون عن مفاوضات بين الجانبين.

"اطلب منكم ان تفكروا بمنطق وضمير حفاظا على امتنا والنظام الملكي ولاختيار شخصيات صالحة لادارة البلاد" (برايوت في 15 حزيران/يونيو).


- القصر الملكي: لا تلعب الملكية في تايلاند اي دور سياسي رسمي. لكن البعض يعتبر الملك بوميبول (83 عاما) نصف اله ويوصف ايضا على انه ضامن وحدة البلاد. وملك تايلاند محمي من احد القوانين الاكثر صرامة في العالم لجهة المساس بشخصية الملك.

ويقول جون اونغفاكورن الناشط في حقوق الانسان والسناتور التايلاندي السابق "كل الانقلابات العسكرية في تاريخ تايلاند المعاصر تذرعت بتهديدات تطال الملكية لتبرير وجود العسكريين في السلطة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف