أخبار

ثورات مصر وسوريا وليبيا تتعانق في "جمعة القصاص" في التحرير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تظاهر عشرات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير في ما أطلق عليه جمعة القصاص رداً على إطلاق الشرطة الرصاص الحي يومي 28 و29 يونيو الماضي، ورغم إعلان العديد من الحركات السياسية وأحزاب ما بعد الثورة المشاركة، إلا أنه كان واضحاً اختفاء الرموز السياسية، ومرشحي الرئاسة والإسلاميين.

متظاهرون في ميدان التحرير الجمعة يرفعون أعلامًا مصريّة وليبية - عدسة إيلاف

القاهرة: كان المشهد الأبرز اليوم توجّه آلاف عدة من المتظاهرين إلى مقر وزارة الداخلية في مسيرة سلمية، وهم يهتفون "سلمية سلمية مش بلطجية، القصاص القصاص، الشعب يريد محاكمة السفاح"، "الداخلية بلطجية.. والقصاص.. القصاص للشهداء"، و"حاكموا قتلة الثوار"، "الشعب يريد إعدام السفاح"، ووقعت بعض الإحتكاكات بين الجانبين... قوات الشرطة والمحتجين، لكنها لم تسفر عن إصابات.

هتافات ضد المشير وشرف

ردد المتظاهرون هتافات ضد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، واللواء منصور العيسوي وزير الداخلية، وضد جهاز الشرطة بشكل عام، ومن تلك الهتافات "كارت أحمر ضد عصام شرف"، "الشعب يريد إسقاط المشير"، " الشعب يريد إسقاط عصام شرف"، الشعب يريد إسقاط العيسوي"، "لسه عندنا مليون شهيد"، "الثورة لسه في الميدان"، "أم الشهيد بتنادي ..فين حقي وحق ولادي"، "يا شرف خيمتك لسه في الميدان"، "الإخوان والسفليين فين.. المصريين أهم"، " الحكومة استوردت بدل القمح رصاص وقنابل مسلية للدموع .. لا رجوع لا رجوع".

اختفاء الشرطة والإسعاف

كان لافتاً للنظر اختفاء الشرطة من المشهد في الميدان تماماً، وحتى في الشوارع المتفرعة منه، وفيما رابطت قوات مكثفة، إضافة إلى قوات من الجيش والشرطة العسكرية أمام وزارة الداخلية، لم تكن هناك إجراءات أمنية يقوم بها المحتجون كالمعتاد، من حيث إقامة المتاريس ونقاط التفتيش عند مداخل الميدان، وكان لافتاً للنظر أيضاً اختفاء سيارات الإسعاف التي كانت ترابط في الميدان طوال اليومين الماضيين.

الثورتان السورية والليبية

لم تغب الثورتان الليبية والسورية عن ميدان التحرير في "جمعة القصاص" أو "جمعة حق الشهيد" أو "جمعة رقبة العادلي"، كما أطلق عليها من المحتجين اليوم، فقد رفرف العلم الليبي بلونيه الأسود والأخضر متعانقاً مع العلم المصري، ووجود العديد من أعضاء الجالية الليبية، واختلطوا بالمحتجين المصريين، وكان للثورة السورية حضور، حيث ارتفع العلم السوري في ميدان التحرير، وهتف المحتجون المصريون والسوريون "الشعب السوري.. يريد إسقاط الأسد"، وحمل مجموعة من المحتجين علماً سورياً كبيراً، وطافوا به أرجاء الميدان، وهم يهتفون "الله.. سوريا.. حرية وبس".

وقال الليبي أشرف عبد الحميد لـ"إيلاف": نحن هنا من أجل الشهداء المصريين والليبيين، نحن هنا من أجل الحرية لبلادنا وشتى الشعوب العربية. وأضاف قائلاً: "الحرية ثمنها غال جداً، دفعه أخوننا المصريون من دمائهم، ونحن مازلنا في مرحلة السداد أيضاً، سوف يرحل القذافي هو وأبناؤه، سوف نحاسبهم على جرائمهم في حق الشعب الليبي".

أما السوري زياد ناصف فقال لـ"إيلاف": "الثورة المصرية كانت ملهمة لنا، الظلم واحد والهمّ واحد، الظالمون واحد، لكنهم بوجوه مختلفة، انتصر الشعب المصري ضد الاستبداد، ونحن سوف ننتصر، نعم تأخرنا قليلاً، لكن النصر آت.ووصف القمع بحق السوريين بأنه "فاق كل خيال، إنها جرائم ضد الإنسانية، لكن نظام الأسد لن يستطيع تركيع الشعب السوري، سوف ننتصر عليه".

الشهيد الرضيع

ولأنها جمعة أبنائهم، فقد كان حضور أهالي الشهداء وكذلك المصابين طاغياً، وبينما كنا نلتقط صوراً للتظاهرات استوقفنا رجل يحمل صورة لرضيع، وقال: "أنظر إنه أصغر شهيد في ثورة 25 يناير". ولما سألناه عن كيفية استشهاده، أوضح والد الرضيع ويدعى هاني فتحي سعد قائلاً: كنت أسير أنا وزوجتي في ميدان رمسيس في يوم جمعة الغضب 28 يناير الماضي، حيث كنا نشتري بعض الاحتياجات من شارع الفجالة، وبينما كنا أمه تحمل على كتفها، اخترقت رصاصة من قناص ظهر طفلي الرضيع عمر، وخرجت من صدره وثم أصابت أمه في الكتف، وهرعت به للمستشفى، لكنه كان قد توفي، ورفضت المستشفى تسجيل الحالة على أنها وفاة بسبب طلق ناري، وقالوا لي ارحل به فوراً قبل أن يتم اعتقالك.

وأضاف هاني والدموع تترقرق في مآقيه: قتلوا طفلي في شهر يناير، وحتى الآن لم يصدر حكم قضائي ضدهم، ماذا لو كان المقتول ضابط شرطة؟ هل كانت المحاكمة سوف تستغرق كل هذه الشهور، إننا لا نريد سوى القصاص.

وعندما اعتلى والد الشهيد الرضيع منصة الميدان، ورفع صورة طفله عمر، وقال إنه أصغر شهيد في الثورة، تعالت أصوات المحتجين "القصاص .. القصاص"، "القصاص من قتلة الأطفال".

قتلى ما بعد الثورة

شهدت جمعة "حق الشهيد" انضمام أسر شهداء جدد، هم من قتلوا برصاص الشرطة بعد الثورة، ومنهم أسرة أحمد سعيد جاد الحق، الذي قتل على أيدي ضابط شرطة في مدينة رشيد، أمام أطفاله الثلاثة.

وقالت أرملته لـ"إيلاف": قتل أحمد أمام أطفاله محمود ثمانية أعوام ومحمد ستة أعوام، وشهد عام واحد. وأوضحت تفاصيل الحادث قائلة: يوم 3 يونيو/حزيران الماضي، اندلعت مشاجرة كبيرةفي الشارع الذي نقيم فيه في مدينة بدر محافظة البحيرة، وأتصل زوجي أحمد بالشرطة، لكنها لم تحضر فتوجه بنفسه إلى القسم، وطالبهم بالحضور، وانفعل علي الضباط، وطالبهم بممارسة مهام عملهم في حفظ الأمن، لاسيما أنهم يتقاضون رواتب من دم الشعب.

وبالفعل انتقلت قوة إلى مكان المشاجرة، وأطلق أحد الضباط الرصاص على المتناحرين، فأصاب أحدهم، وهنا قال له زوجي، لماذا تطلق الرصاص عليهم، فرد الضابط بإطلاق الرصاص عليه، قائلاً: "إنت قرفتني في عشيتي". وهنا قال ابنه الطفل محمود: أية الضابط قتل بابا بالفرد "طبنجة" قدامي. ولم يتمالك الصغير نفسه وبكى.

وتتابع أرملة أحمد سعيد: قتل ضابط شرطة زوجي، ورغم أنه قتله أمام أطفاله، وفي حضور الناس في يوم 3 يونيو الماضي، إلا أنه لم يقدم إلى المحاكمة حتى الآن، واكتفت وزارة الداخلية بمنحه إجازة، وهو الآن يقضي المصيف مع أسرته، بعدما حرق قلبنا على زوجي وتسبب في يتم أطفالي. وتطالب بالقصاص ممن قتل زوجها.

القصاص هي الكلمة الأكثر تداولاً في ميدان التحرير اليوم، حيث طالب بها أيضاً ربيع محمود جلال أحد المصابين، وقال لـ"إيلاف": أنا من مصابي الثورة، تعرضت للضرب برصاص في الساق، وتسببت في إصابتي بعاهة، وصرت عاجزاً عن مزاولة عملي، وأنا ربّ أسرة مكونة من ثلاثة أطفال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الثورة السورية
لارا من باب توما -

تعليق مكرر

الثورة السورية
لارا من باب توما -

تعليق مكرر