ليبيون يتحدثون عن "اعدام" ذويهم لرفضهم تأييد للقذافي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي: لم تمض ساعات على احتشاد الالاف في الساحة الخضراء بطرابلس هاتفين بحياة الزعيم الليبي معمر القذافي، حتى كانت جثة احمد ملقاة خارج منزل الاسرة وقد حملت اثار رصاصتين في الرأس.
فمحمد، وهذا ليس اسمه الحقيقي، ابلغ وكالة فرانس برس انه يعرف يقينا سبب قتل ابن شقيقه الذي لم يتجاوز الثلاثين، فبينما كانت المسيرة تلوح بالاعلام الخضراء في طرابلس والقذافي يطلق تهديداته لاوروبا وللحلف الاطلسي ولليبيين "الخونة" الجمعة، جرى اعدام احمد لمعاقبة اسرته على رفضها "المشاركة في تظاهرة التأييد".
والتظاهرة كانت استعراضا مهما للقوة من جانب الزعيم الليبي بعد قرابة خمسة اشهر من الانتفاضة الشعبية ضد حكمه.
وقال محمد البالغ الخمسين من عمره لفرانس برس والغضب والحزن يطغيان على صوته "قبل اربعة او خمسة ايام تحدث احد افراد اللجان الثورية للقذافي الى اسرة شقيقي في طرابلس".
واضاف "قالوا له: لدينا ابنك، وهو محتجز في سجن ابو سليم، اذا لم تخرج اسرتك للتظاهر الجمعة فلن ترى ابنك مجددا".
والاسرة التي يتجاوز عدد افرادها من البالغين الذكور وحدهم العشرات كانت ستمثل اضافة هامة الى التظاهرة التي تعهد القذافي ان تكون مليونية في شوارع العاصمة ردا على اصرار الثوار الليبيين على تنحيه ومغادرته البلاد.
غير ان الاسرة ابت الحضور لاعتقادها ان ابنها قتل بالفعل ومع شيوع انباء عن تلقي جيرانها تهديدات مماثلة.
وقال محمد وهو يضع وجهه بين كفيه "قال اخي ان ما قدره الله سيكون ولكنهم لن يتظاهروا تأييدا للقذافي".
وتابع "لم نكن نعتقد انه يمكن ان يكون حيا، اعتقدنا ان الرجل يطلق تهديدات في الهواء!".
وكان احمد قد فقد في طرابلس بعد ايام من اندلاع الانتفاضة ضد القذافي في شباط/فبراير، حين احرق شباب صور "قائد الثورة" واقتحموا محطة تلفزيونية حكومية.
ومع مرور الايام والاسابيع، اعتقدت الاسرة ان ابنها قتل برصاص كتائب القذافي او مرتزقته او قواته الامنية.
اما اليوم فتبدو مقتنعة بانه اعتقل في 22 شباط/فبراير ونقل مع كثيرين مثله الى سجن ابو سليم السيء السمعة، وخصوصا انها لم تشاهد جثته الا السبت على عتبة باب منزلها.
وقال محمد من بنغازي بعد اتصاله بشقيقه سرا في وقت سابق اليوم "كان اثر الرصاص حديثا، قتلوه صباح ذاك اليوم، ودمه لم يجف!".
واكد انه يعرف اسرتين اخريين على الاقل في المنطقة نفسها من طرابلس تلقت جثتي ابنيها صباح السبت.
ولا يمكن التحقق من رواية محمد بسبب القيود المفروضة على عمل الصحافيين في المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي.
غير ان منظمات منها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تحدثت عن ادلة تشير الى عمليات اعدام من دون محاكمة نفذتها قوات حكومية في انحاء البلاد.
كما تواترت تقارير عن تلقي تهديدات من هذا القبيل وعمليات اعدام مماثلة داخل طرابلس، ولكن المنظمات الحقوقية الدولية غير موجودة في العاصمة الليبية ولم يتسن لها التحقق في شكل كامل مما يجري.
ولفت ممثل للمجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) في لندن في 26 حزيران/يونيو الى وجود "تقارير مؤكدة" عن مقتل 187 معتقلا في سجن ابو سليم في وقت سابق من الشهر الماضي.
واوضح محمد ان مشيعي ابن شقيقه سيسيرون كيلومترات عدة قبل ان يواروا الجثمان بسبب نقص الوقود في طرابلس.
وقال "لم يبق سوى الهواء في طرابلس... ان لم تكن مع القذافي ستموت جوعا".
واضاف "اريد ان يعرف العالم كله ما يفعله القذافي" فرغم المخاطر "لا يمكننا السكوت".
التعليقات
لله
الطرابلسي الغربي -كان الله في عونكم يا أهل ليبيا. نرجو أن ينبلج من هذه الدماء غدكم المأمول الذي يصير فيه هذا المجرم ماضياً بائساً. طالت الظلمة وفي القلب غصة توجع .. فمتى يأتي الغد ويصير للبيت موقع؟
التعثر بالخيال!!
قيس الحربي -هذا الغرب جعل من نفسه أضحوكة في مباراته غير الضرورية مع القذافي! كان يمكن لهذا الغرب الذي باشر حملته العسكرية ضد هذا الطاغية في ١٩ مارس الفائت أن يُنهي تلك الحملة في أسبوعين عوضاً عن كل هذا الزمن الذي إستغرقته الحملة وقد وصل لمئة يوم حتى الآن. لكن بدلاً عن ذاك، نرى الخلافات فيما بين الحلفاء هي الطاغية. فمرة ألمانيا ممانعة، ومرة إيطاليا لن تشترك في القصف الجوي أو تقترح إيقاف النار لقضاء الحاجة!!، ومرة بريطانيا نفذت منها الذخائر، ومرة أوباما يحاذر التورط أكثر، ومرة الكونجرس الأميركي يعتبر ذلك عملاً عسكرياً دخل فيه الرئيس بلا إذن، ومرة النرويج ستنسحب في سبتمبر المقبل، وهكذا سنسمع كل يوم حكاية. ربما ستكون الحكاية التي هي أصدق أنباءاً من الكتب هي الحكاية التي سيرويها الديكتاتور المتشبث بالحكم الأبدي له ولأبنائه من بعده. وكل ما عدا ذلك هو زبد البحر، خاصة هذا الزبد القادم من الغرب. القذافي أجبر حلف الأطلسي على التصرف بالطريقة التي تخدمه في ظل إنعدام موازين القوى بين قوة شبه عسكرية مهلهلة تحيط بسيد الجماهيرية العظمى وبين القوة العسكرية الأعظم على الكرة الأرضية. خلاصة تلك الطريقة ببساطة هي: الإستكانة، تلقي الضربات، الزأر بالشكوى، التشبث بالمواقع، الصمود إلى أطول أمد ممكن، مواصلة الهجوم الإعلامي، إنتظار الوقت الذي لا يلعب لصالح الحلفاء. هذه إستراتيجية القائد الذي لا يحتل منصباً لكي يتنازل عنه كما يقول، فما هي إستراتيجية الناتو؟