مستقبل العلاقة مع إيران بانتظار تشكيل البرلمان المصري

شدد وزير الخارجية المصري محمد العرابي خلال لقاء جمعه مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم على التزام بلاده في أمن الخليج، مؤكداً على أن أي تقارب قد يحدث مستقبلاً بين طهران والقاهرة لن يكون أبداً على حساب الخليج وأمنه وعروبته.

الرياض: في أول زيارة له خارج بلاده بعد تقلده منصبه خلفاً لنبيل العربي، لم يتردد وزير الخارجية المصري محمد العرابي في التأكيد مرات عدةأمام نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل وكبار مساعديه خلال غداء العمل الذي جمع بين الجانبين اليوم الأحد في قصر المؤتمرات في جدة، ودام نحو الساعتين، في التأكيد على "أن أمن الخليج أولوية مصرية ومحل اهتمام مصري بنسبة مائة في المائة، وأنأي تقارب قد يحدث مستقبلاً مع إيران لن يكون أبدًا على حساب الخليج وأمنه وعروبته".

وتقول مصادر اطلعت على فحوى المحادثات بين الجانبين إن الجانب السعودي "أبدى ثقته في صدقية الموقف المصري وتوجه القاهرة العروبي ووقوفها إلى جانب دول الخليج العربي في مواجهة المد الفارسي، ومحاولة طهران المتكررة التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي.. بل وفي شؤون مصر وسوريا ولبنان ومعظم الدول العربية الأخرى".

وعلمت "إيلاف" أن القاهرة أجّلت البحث في خطوة على صعيد العلاقة مع طهران، حتى يتم تشكيل البرلمان المصري، ومن ثم طرح الموضوع على بساط البحث لمناقشته.

وقال مصدر مصري مرافق للوزير المصري "يكفينا (المصريون) أن نراجع سجلات الموقف الإيراني معنا ومع الأشقاء العرب لنفهم حقيقة الموقف الإيراني ضد العرب.. ليس السنّة منهم فقط .. بل وحتى الشيعة ".

وتضيف المصادر أن الوزير المصري اطلع الجانب السعودي على مستجدات الوضع على الساحة المصرية والخطوات المتخذة على صعيد الإصلاح السياسي والاقتصادي، إضافة إلى الموقف تجاه الأحداث في سوريا وليبيا والسودان، الذي يشهد دولة وليدة بداية هذا الأسبوع".

على هذا الصعيد، جدد السعوديون استمرار موقفهم الداعم للحكومة المصرية وتأييد مواقفها الإصلاحية.

كما كشفت مصادر"إيلاف" عن أن الوزير المصري ابلغ الجانب السعودي عن الخطوات التي تعتزم القاهرة اتخاذها على صعيد دفع المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية.

وتلقى الوزير العرابي اليوم اتصالاً هاتفياً من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حيث تم استعراض آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.

وقالت السفيرة منحة باخوم المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية "إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عبّر خلال الاتصال عن تقديره لدور مصـر في تحقيق المصالحة الفلسطينية".مضيفة أن مشعل أطلع العرابي على آخر تطورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مبدياً عزمه زيارة القاهرة لاستكمال التباحث حول الملف الفلسطيني.

وأشارت المتحدثة إلى أن الوزير المصري أكد من جانبه على أهمية استكمال كل استحقاقات المصالحة الفلسطينية، حتى يتسنى الانتقال للتركيز على الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، وبغية نزع أي ذرائع لدى الطرف الإسرائيلي للتنصل من استئناف المفاوضات.

وقالت وسائل الإعلام مصرية اليوم إن زيارة العرابي إلى جدة تأتي في إطار التحرك والتشاور المصري السعودي، تفاعلاً مع الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية، خاصة على الصعيدين الليبي والسوري.

فيما أكد العرابي من جانبه، أن الزيارة ستبحث الأوضاع في المنطقة العربية والأزمات التي تمر بها الأمة العربية. وأوضح أن الزيارة تأتي أيضًا في إطار التحرك المصري العربي المعتاد، إذ إن التشاور المصري السعودي من الأمور الطبيعية في ظل الأجواء القائمة في المنطقة في الوقت الحاضر. مشددًا على "أن أمن الخليج أولوية مصرية، ومحل اهتمام مصري بنسبة 100%، ومؤكدًا أن التقارب مع إيران لن يكون أبدًا على حساب الخليج".

وأوضح في حوار مع صحيفة "الرأي" الكويتية اليوم أنه "في صدد القيام بجولة عربية تشمل عددًا من دول الخليج"، مشيرًا إلى أن "المحيط العربي أكثر حرصًا على التعاون مع مصر". كما سيقوم رئيس الوزراء عصام شرفبجولة خليجية، يبدأها غدًا بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وعلم من مصادر مطلعة أن اجتماع الفيصل ـ العرابي تطرق إلى انعكاسات صدور القرار الاتهامي في محاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري على لبنان، وان الجانبين اتفقا على أن تطبيق العدالة ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة، خاصة وأن التحقيق سيتم مع "أفراد" متهمين، وليس مع تنظيمات أو جماعات سياسية أو دينية، هو الطريق الوحيد لردع الجناة ووقف نزيف الاغتيالات الذي عاناه لبنان خلال السنوات الماضية، وبالتالي ضمان أمن لبنان والحفاظ على استقراره ووحدته الوطنية".

وزار الوزير العرابي القنصلية المصرية في جدة قبل مغادرته، منهيًا زيارته التي دامت خمس ساعات.

وكانالوزير العرابي وصل إلى جدة اليوم، وكان في استقباله في مطار الملك عبد العزيز الأمير سعود الفيصل ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم السفير علاء العسكري وسفير المملكة لدى مصر أحمد قطان ومدير فرع وزارة الخارجية في منطقة مكة المكرمة السفير محمد طيب وعدد من المسؤولين.