قراء "إيلاف" يرفضون استخدام فايسبوك في استفتاء الرئاسة المصرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رفضت غالبية قراء إيلاف استخدام المجلس العسكري المصري موقع فايسبوك للإستفتاء على مرشحي رئاسة الجمهورية القادمة. واعتبر سياسيون وخبراء استطلاعات الرأي، أن هذه الخطوة غير علمية وغير دقيقة وقد تهمش أصوات من لا يستخدمون الإنترنت.
القاهرة: رفضت الغالبية من قراء "إيلاف" لجوء المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر بعد الإطاحة بمبارك، إلى استخدام فايسبوك في الإستفتاء على مرشحي رئاسة الجمهورية المحتملين.
حيث طرحت إيلاف سؤالاً محدداً على القراء: "هل تؤيد خطوة استخدام المجـلس العـسكـري المـصري موقع فايسبوك لإجراء استفتاء عام عن المرشحين إلى الرئاسة في مصر؟ نعم أم لا". ورد نحو 59.17% من المشاركين بالقول "لا"، فيما فضل نحو 40.83% أن تكون إجابتهم "نعم".
رفض واضح
كان المجلس العسكري قد دشن إستفتاءًعلى مرشحي الرئاسة على صفحته في فايسبوك بتاريخ 19 يونيو الماضي، ويستمر حتى 19 يوليو الجاري، وتربع الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية على رأس قائمة المرشحين بـ 36% من إجمالي عدد المشاركين في الإستفتاء في الأسبوع الأول، تلاه المرشح الإسلامي محمد سليم العوا، صاحب فتنة أسلحة الكنائس والأديرة، ثم الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، والمرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، فيما جاء في المؤخرة عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، والدكتور أيمن نور رئيس حزب إئتلاف الغد والوصيف الرئاسي في إنتخابات 2005، والمستشار هشام البسطاويسي، والسفير عبد الله الأشعل.
طرحت "إيلاف" السؤال التالي على القراء: "هل تؤيد خطوة استخدام المجـلس العـسكـري المـصري موقع فايسبوك لاجراء استفتاء عام عن المرشحين إلى الرئاسة في مصر؟ نعم أم لا". وذلك ضمن الإستفتاء الذي تجريه الجريدة إسبوعياً، وشارك فيه 4110 قرّاء.
وجاءت النتائج مؤكدة رفض2432 قارئاً للتجربة من خلال فايسبوك، أي ما يعادل 59.17% من المشاركين في التصويت، فيما أيد 1678 قارئاً، أي ما يعادل 40.83% لجوء المجلس للفايسبوك.
غضب المرشحين المحتملين
وجاءت نتائج إستفتاء "إيلاف" متماشية مع ما ذهب إليه سياسيون وخبراء استطلاعات الرأي، حيث أكدوا أن نتائج إستفتاء المجلس العسكري غير دقيقة، مشيرين إلى أن فايسبوك وسيلة غير علمية وغير فعالة لإجراء مثل تلك الإستطلاعات للرأي، وأعرب الدكتور أيمن نور المرشح الرئاسي عن عدم تأييده وعدم رضاه عن إستفتاء المجلس العسكري الذي حصل فيه على مركز متأخر جداً، لايتناسب ونضاله وتاريخه السياسي، وقال نور ل"إيلاف" إن إستخدام فايسبوك في إجراء الإستفتاء غير علمي على الإطلاق، ولا يعبر عن إتجاهات الرأي العام في مصر، وأضاف أن نسبة مستخدمي فايسبوك في مصر لا تزيد على 6% من تعداد السكان، مشيراً إلى أن المجلس العسكري إختار الطريقة الأسهل في إجراء الإستفتاء، متجاهلاً أن نحو 40% من المصريين يعانون أمية القراءة والكتابة، وهناك نسبة كبيرة من المتعلمين لا يستخدمون الإنترنت.
لم يكن أيمن نور الغاضب الوحيد من نتائج استفتاء المجلس العسكري، بل أثارت غضب كل من حصلوا على أصوات متدنية، ومنهم عمرو موسى، عبد الله الأشعل، هشام البسطويسي، بثينة كامل، حمدين صباحي. وقال موسى في مؤتمر جماهيري في مدينة الإسكندرية إن نتائج تلك الإستفتاءات لا تشغله كثيراً. وأضاف أنه "يترفع عن متابعة نتائج هذا الإستفتاء، لأنه غير دقيق"، وشكك في نوايا المجلس العسكري من وراء هذه الخطوة، وقال "إجراء المجلس العسكري هذا الإستفتاء يثير علامات استفهام كثيرة".
فيما قال المستشار هشام البسطويسي لـ"إيلاف" إن إستفتاء المجلس العسكري غير مبني على أسس علمية، ولا يعبر عن الرأي العام في مصر، مشيراً إلى أنه لا توجد ضمانات تمنع التصويت أكثر من مرة، أو منع موجات التصويت لصالح مرشح بعينه. وتابع: إن لإستطلاعات الرأي أصولا معروفة، وكان يجب على المجلس العسكري إتباعها عند إجراء تلك الخطوة.
ورفضت الإعلامية والمرشحة المحتملة للرئاسة بثينة كامل الإعتراف بنتائج الإستفتاء، معتبرة أنها موجهة وليست نزيهة، وقالت لـ"إيلاف" هناك قوى على موقع فايسبوك تحرك إتجاهات التصويت لصالح مرشحين معينين، وأضافت أن الإستفتاء يعتمد على شريحة واحدة من المصريين، هم مستخدمو فايسبوك، وغالبيتهم من الشباب، و بالتالي تجاهل باقي فئات وشرائح المجتمع، الذين لا يستخدمون فايسبوك، وهذا ما يبطل نتائجه، ويجعله إستفتاء غير علمي، الهدف منه تلميع أسماء معينة.
غير علمي
ووصف الدكتور محمد خالد أستاذ استطلاعات الرأي في جامعة القاهرة استفتاء المجلس العسكري بأنه "غير علمي"، وأوضح لـ"إيلاف" أن استطلاعات الرأي علم له أصول متعارف عليها عالمياً، منها تحديد العينة أو الشريحة المستهدفة منه، وتحديد أهدافه، وألا يكون التصويت عشوائياً، بل يجب أن تكون هناك ضوابط تمنع التصويت أكثر من مرة، لكن خالد إعتبره خطوة إيجابية يهدف المجلس من ورائها إلى معرفة ثقل كل مرشح لدي مستخدمي فايسبوك الذين كان لهم الفضل في تفجير أو إشعال شرارة ثورة 25 يناير، حتى لا يفاجأ برئيس لا يعرف هويته السياسية، لاسيما أن تلك الشريحة صارت مؤثرة في الرأي العام بشكل كبير، لافتاً إلى أن جميع مستخدمي فايسبوك من شريحة الشباب وينتمون إلى أسر ويؤثرون فيها، بل إن فئة الشباب تمثل 60% من تعداد السكان، وبالتالي الخطوة مدروسة وليست عشوائية.
ونبه خالد إلى أن الإقبال على التصويت يؤكد أن المصريين تغيروا فعلاً وصاروا يهتمون بالأمور السياسية وبمستقبل البلاد، وهذا أمر جيد جداً، وينبغي تنميته، لأنها بمثابة تدريب على الممارسة الديمقراطية والإحتكام إلى صندوق الإنتخابات، والقبول بنتائجه.
تفادي الصدمات
فيما يرجح الدكتور جهاد عودة أستاذ السياسية الدولية أن يكون هدف المجلس العسكري من وراء الإستفتاء هو تهيئة الرأي العام لتقبل أي مرشح يأتي به صندوق الإنتخابات، وأوضح لـ"إيلاف" أن الرأي العام السياسي في مصر أصيب بصدمة شديدة بسبب نتائج الإستفتاء على التعديلات الدستورية في 19 مارس الماضي، لأنها جاءت على غير هواه، ما أحدث إنقساماً في الشارع السياسي ما زال قائماً حتى الآن، وظهرت ملامحه في إشكالية "الدستور أم الإنتخابات أولا"، مشيراً إلى أن المجلس العسكري بحكم خلفياته العسكرية الصارمة لا يحب المفاجآت، ويفضل أن تكون الأمور واضحة، وبالتالي فهو يحاول قياس إتجاهات الشباب الذين عادة ما يكون لهم تأثير واضح في صندوق الإنتخابات، ولديهم القدرة على الحشد لصالح المرشح الذي يؤمنون به.
وأضاف عودة أنه رغم أن الإستفتاء ليس قائماً على أسس علمية، إلا أنه يعطي مؤشرات قوية على إتجاهات الرأي العام لدى الشباب، و لا يمكن تجاهلها، ويجب أن يتعامل المرشحون معها بصدر رحب، وألا ينزعجوا أو يغضبوا منها.