لماذا تقصد حملات الإسلاميين اليوم "صلالة" السياحية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في الجزء الثالث من سلسلة زيارات سلطنة عمان، كان المقر والحديث عن محافظة ظفار المتمردة السابقة، والجاذبة للسياحة اليوم، ففي مدينة "صلالة" سيطرت أجواء التنوع الثقافي والفكري والمذهبي على شكل الزيارة وتقريرها، وهي المدينة الأقل توفرا للخدمات مقارنة بمسقط، و"صلالة" هي المختزلة لأشكال عدة من التحفظ الاجتماعي.
صلالة: رحلة داخلية بالطائرة نحو الجنوب، نحو منطقة الصراع المتمرد السابق في "ظفار" المحافظة، و"صلالة" المدينة العاصمة، فالسلطنة هي الدولة الوحيدة بعد السعودية في نطاق الخليج التي تتوفر فيها خدمات الطيران للتنقل بين مدنها الداخلية، بحكم المساحة التي تشغلها عُمان، المطلة على بحرين خليج، ومحيط.
ساعة ونصف كانت تحمل انطباعًا عن مدينة عاشت تحت وطأة الحرب لأكثر من عشر سنوات، هي مدينة الصراع والبقاء والسياحة اليوم، كيف تخلصت من تراكمات الحصار والضجة والحرب؟
الوصول إلى مطار محلي ذي مدرج وحيد، الوجوه في الغالب يلتحفها السواد كلون للبشرة أكثر من نضارة وجوه أهالي مسقط الشمالية وما جاورها، التغيير في الأشكال يوحي بانطباع جديد في مدينة، مهمة البحث فيها ستكون معقدة أكثر من العاصمة.
الطيبة والبشاشة تميزان العمانيين بصورة عامة، حتى في صلالة الجنوبية، السياح خلقوا طيفا آخر، لم يكن نجاح مدينتهم "سياحيًا" سوى لتسامح العمانيين مع بعضهم أولا، فهم طوائف ومذاهب قدّت، من المنهج الديني "الإباضي" و"السني" و"الشيعي"، قل إن وجود مثيل له في دول عربية مماثلة في المنطقة يفصل الدين كثيرا في تعاملاتها ومنهج حياتها.
التجول والحديث في أرجاء صلالة ممتع، فالتنقل بين الساحل والجبل والتعايش مع أهالي "الجبّاليّة" ذوي اللكنة واللهجة المستعصي على أولي اللغات الأخرى من عرب وغيرهم فهمها، هم من آثر الخروج بإيديلوجيا الشعور "الاستبداد" على السلطان سعيد بن تيمور، في تأييد للمد الاشتراكي الذي اجتاح الجنوب من الجزيرة العربية ووصل اليمن ووقف عند حد سلطنة عمان، التي أعلنت وقف "هلال" كان على وشك التمدد.
جلسات أهل الجنوب العماني أشبه ما تكون في جلسات حضن "حضرموت" اليمني، مع الاحتفاظ بالتميز العماني على اليمن المضطرب، وهذا يدعو للتساؤل:
هل وجود قابوس بن سعيد ونجاحه ضد ثورة "ظفار" أنقذ الجنوب من أن يكون نسخة يمنية أخرى؟
واستطرد العريمي في الشأن اليمني حيث قال إن ما يجري في اليمن هو جانب إيجابي، إذ إن معظم أفراد الشعب اليمني يحملون السلاح. ممتدحًا التعاطي الشعبي واصفا إياه بالحضاري وعلى درجة عالية من المسؤولية، تجاه اليمن الوطن ولو كان الأمر غير ذلك لكان أودية من الدماء تسيل في شوارع اليمن.
حب السلطان يفتر بالجنوب !!
وفي خضم الأحداث والجولات في ظفار وعاصمتها "صلالة" كان هناك نوع من الفتور في شأن العلاقة الوطنية بين أبناء الشمال والجنوب، وهذا الأمر تجلى في محطات عبور وتوقف في رحلة "إيلاف" الظفارية، من أراضي مسقط حتى صلالة يتفق العمانيون على شكل الهدوء والطيبة، وهو الموضع المثير للتساؤل، هل تخف محبة السلطان كلما اتجهنا نحو الجنوب؟ خصوصا في محافظة ظفار، التي التقينا فيها صفوفا كبيرة من الشعب وجدنا نسبة بسيطة تختلف في حب وتأييد السلطة؟
الدكتور العريمي، قال: "أعرف أن لك الحق في طرح أي تصور أو تخمينات، ولكن الواقع غير ما تقول". وأضاف "سأقول بشكل مباشر إن محبة السلطان هي حالة تراها في الكثير من المناطق العمانية على السويّة نفسها". موضحا أن السلطان هو ابن الجنوب، لذا فإن فرز المحبّة أو تصنيفها هو غير وارد.
وتطرق إلى أن تلك العلاقة التي تربط السلطان بأهله سواء في ظفار أو في بقية الأرض العمانية تجتمع على المحبة والعشق. وأضاف أنه بعض الشباب الأصدقاء والصادقين الذين شاركوا في الاعتصامات الأخيرة، فإن لديهم مآخذ على بعض المسؤولين وسياساتهم في وزاراتهم، إلا أن السلطان بشخصه كان محط إجماع بالتقدير والمحبة والولاء الذي يقوم على التبادلية في الاحترام والإجلال.
حملات إسلامية "دعوية" في صلالة..!
في صلالة كان الجميع يتحدث عن الدين بشكل كبير، فمظاهر الحياة المدنية تتواجد فيها، لكن على نحو أقل من العاصمة مسقط، فمنذ دخولنا إلى عاصمة ظفار؛ كانت المساجد والأضرحة أكثر ما يشكل مقار للزيارة داخلها، تقل بشكل كبير في صلالة كذلك؛ مظاهر قيادة المرأة للسيارة. ووفق حديث المرافق فاعتبر أن البعض من القبائل المنتشرة في الجنوب ترى أنه من المعيب أن تقود امرأة منهم السيارة، مؤكدا أن الأمر بدأ في التشتت إيمانا منهم بأن المرأة شريك الرجل وقوامه.
الأمر الذي كان جاريًا على ألسنة البعض، هو الحديث عن السعوديين ورجال الدين القادمين منها، خصوصا من يتواجد منهم في فترة الخريف، وهي الفترة التي تشهد فيها "صلالة" توافدًا كبيرًا من السياح الأجانب، إذ ذكر أحد العاملين في القطاع السياحي في صلالة أن رجال الدين يقومون بأعمال تطوعية و"دعوية" عبر "منابر المساجد".
وعن تجاوب المجتمع السياحي والعماني بالدرجة الأولى معهم قال إن أهالي الجنوب يكنون لهم كل الاحترام ويجدون صدى متجاوبًا مع ما يدعون إليه، مؤكدًا أن العمانيين في الجنوب أصبحوا يتلهفون على زيارات وخطب رجال الدين السعوديين.
التنوع الفكري بين أبناء الشمال والجنوب في السلطنة
الكاتب العماني الجنوبي من محافظة ظفار عبدالله العليان قال خلال حديث لـ"إيلاف" عن التنوع الفكري بين مسقط وظفار، ودور ذلك في تشكيل هوية السلطنة، قال "ليس هناك اختلاف بمعنى الفواصل الفكرية والثقافية بين شمال عمان وجنوبها، تجمعنا ثوابت الدين وقيم كثيرة مثل العادات والتقاليد العمانية الطيبة، وهناك تداخل وتشابك".
وتطرق العليان وهو الكاتب المتخصص بالشأن الفكري والثقافي، إلى التعدد المذهبي، وهي مدارس فقهية إسلامية، من "أباضية وسنية وشيعية "، حيث أشار إلى أنهم يعيشون في وئام ووفاق، وليس هناك ما يعكر صفو هذه المذاهب مع بعضها البعض، معتبرًا أن التعدد والتنوع لا يشكل عقبة أو مشكلة في البلد الواحد، وأن هذا التنوع يمثل ثراءً كبيراً لأي بلد كان، بشرط الابتعاد عن التعصب، وعدم القبول بالاختلاف.
وأضاف أنه في الثمانينات من القرن الماضي، تأسست جامعة السلطان قابوس، وبدأت الأنشطة الفكرية والثقافية تنطلق من خلال الصحافة والوسائل الإعلامية الأخرى، لكن التعليم العالي لم يبدأ من الثمانينات، من القرن الماضي، بل إن الدولة ابتعثت آلافا من العمانيين إلى الجامعات العربية والأجنبية.
وعن غياب المثقف والمفكر العماني عن الصورة العامة داخلياً وخارجيًا، خالف العليان ذلك كون أن المشهد الفكري والثقافي بدأ ينطلق بصورة مضطردة في الداخل والخارج ، مستشهدًا بالعديد من المؤلفات العمانية في الكثير من دور النشر العربية، مضيفا: "نرى الحراك الفكري والثقافي ليس مكتملاً، لكننا نشهد الآن تحركا مقبولا
أخيرا..
من عمان السلطنة، دولة هادئة، ويبدو أنها ستكون كذلك حتى وقت ليس بالبعيد، فهدير أمواج محيطها الهندي، وصدى خليجها، هما أعلى صوتا من صوتها الحالي، كل ما فيها يبعث على التأمل والاستجمام، كموقعها.. وعلى الرغم من تواجد "إيلاف" في أراضي السلطنة للاستقصاء والبحث في أغوار غموض ساحل عُمان، إلا أن العديد من الكتاب العمانيين رفضوا الحديث، وتخوفوا، معتبرين أن ذلك جديد على سلطنة يشكل مستقبلها القادم، نوعا من التنبؤ في الأحلام، لكن بقي أن يقال شكرا لطيبة أهلها.
التعليقات
سطحية
القريب -تقرير ضحل لن يسطيع قارب صغير الابحار على سطحه. أن دراسة حاضر وماضي الدول والشعوب لا يكفيه زيارة خمسة ايام بل قد يحتاج سنين ومن يقوم يه يجب أن يكون متجرد من الاحكام المسبقة والمقاييس المفترضة قبل الزيارة. أن الحاضر العماني ليس غائب عن رجل الشارع العادي في الخليج ويستطيع تحليله بصورة افضل مما فعل الكاتب فوضح أنه مغيب عن الاحداث. اما تاريخ الذي حاول المقال التطرق لبعض جزئياته فلا تكفيه عدة الكتب فهو اعمق من يختزل في مقال سطحي.
السعوديون فتنة
حسن -كل أرض يطأها رجال الدين السعوديون تشتعل فيها الفتنة، يبدو أن الدور القادم على عمان
اين الخريطه
حسام -هنالك نقص هام في المقاله، الخريطه يا سيد عبد الله.
تناقض الباحث
مصطفى الخفاجي -هناك تناقض كبير في كلام الباحث والمفكر عبدالله العليان الذي ذكر ان اهالي الجنوب يسعدون كثيرا عندما يستمعون للدعاة السياح القادمين من المملكة وهم يعضوهم ويقدمون الدروس لهم ثم يقول بعد ذالك ان اهل الجنوب هم متحابين مذهبيا وهناك تالف بين المذاهب الاباضية والسنية والشيعية كيف يكون تالف بين هذه المذاهب وهناك من يسعد بمحاضرات الدعاة السعوديون وهل ان الدعاة السعوديون يدعون الى التالف والمحبة والاخوة ام انهم يسحقون كل المذاهب ويكفروا الجميع دون اسثناء واذا كانت الحقيقة غير هذا فليدخل كل من يريد معرفة دعاة الوهابية ويشاهد الكم الهائل من فتاويهم في تكفير الناس والرضاع واكل الجن وقتل مكي ماوس وقتل اصحاب الفضائيات والدعاء على المخالف بالمرض والسرطان اذا ارادوا اهل عمان ان يكونوا بعيدين عن التكفي والحقد والبغض عليهم ان يمنعوا هؤلاء الدعاة من دخول عمان ويبقوا بعيدون عن الكراهية والتكفير وشكرا لايلاف الحريه
محلل
محلل -اخي الكاتب ,الامارات ايضا بها طيران داخلي من ابوظبي الى جزيرة دلما , ثانيا 3 ارباع سكان ظفار ضد السلطان ولو شكليا وضد الحكومه وضد الاباضيين لانهم سنه وصوفيين , واخيرا لا ادري اين هي السياحه في صلاله التي يهرول اليها الخليجيين في جو مشبع بالرطوبه العاليه وفي البر لا تستطيع الوقوف على قدميك من البعوض القارص والخدمات السياحيه شبه معدومه
تقرير بلا قيمة
osama -اعنقد ان التقرير يفتقد لكثير من الأشياء فنظرته للعمانيين في ظفار جدا ساذجة ..التقرير لا يعدو كونه مجرد سخافة
شكرا لطيبة أهلها
بو زعل -أولاً ما أود أن أذكره هو عتبي على صحيفتي الغراء أيلاف أنتم لم تعطوى سلطنة عمان حقها بهذا التحقيق وكذلك حكومتها وشعبها ولكن أشكركم بخاتمة زيارتكم وهي ( شكراً لطيبة أهلها ) فهذه شهادة أيدها معكم شكراً يأهل سلطنة عمان شكراً يا سلطان عمان لما لم يعرفه القرأ أن سلطنة عمان قد أخذت الجائزة الأولى على مستوى العالم بعدم التحيز ولمرتين سير يا قابوس فأنت بالطريق الصحيح وسيرو يا شعب عمان فأنتم ( ذهب ) والذهب لا يصدأ ولا عليكم من المغرضين فالتاريخ قد دون لكم شجاعتكم ولا عليكم من المغرضين المتجنسين بالخليج أصحاب الفتن فسنظل خليجيون يداً واحده ولا عليكم مما ذكر من تجريح صاحب الأصل لا تكون شيمته التجريح بال المواجهة ولا كن هيهات عليهم حفظ الله حكام وشعب الخليج العربي والمقيمين عليه من الأوفياء ،،،
تعليقات الشيعه
عبدالرحمن -اشوف المعلقين الشيعه منذ يرون اى خبر عن رجال الدين السعوديون حتى يحسون بالنار تحرق قلوبهم بسبب الحقد الدفين على اتباع دين محمد صلى الله عليه وسلم. الى كاتب المقال لماذا لم تذكر المذهب الأسماعيلى ....اليس موجود فى عمان؟!!!!!!!
المعلق رقم 2
ابو الحق -كلامك صحيح 200 % , فقط انظر ما حدث للعالم اجمع في اية بقعة وطائتها اقدامهم, قتل, وإرهاب, وإغتصاب وجريمة, وتطهير عرقي ووووو لا تعد ولا تحصى. ولعبد الرحمن, هل الشيعة فقط؟ انتم كفرتم كل الملل, ولستم من اتباع نبيكم ولا دينه, انتم اتباع الارهاب والغزو والقتل المتاصل في نفوسكم, لا تعرفون لا نبي ولا دين, فإما ان تكون منهم وإلا فإن دمك مهدور وقتلك حلال, إخجل وإصمت وإدعو الله ان يسامحكم على ارواح الملايين التي لا تعد ولا تحصى من صخاياكم الابرياء.