أخبار

قرار بإغلاق صحيفة «نيوز أوف ذي ويرلد» بعد فضيحة تنصت

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في الظروف العادية كان لبريطانيا أن تحيي ذكرى الهجوم الإرهابي على شبكة المواصلات في لندن في مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات. لكن فضيحة التنصت الهائلة التي تورطت فيها صحيفة "نيوز اوف ذي ويرلد" أزاحت المناسبة الى خلف الكواليس.

"نيوز اوف ذي ويرلد" قلبت المعايير الإعلامية الأخلاقية رأسا على عقب

صلاح أحمد، وكالات: قالت شركة "نيوز إنترناشونال" مالكة صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد،" إنها قررت إغلاقها بعد صدور العدد المقبل الأحد، لتنهي بذلك مسيرة واحدة من أقدم الصحف البريطانية وأوسعها انتشاراً، بسبب فضائح التنصت على الهواتف الخلوية من قبل الصحيفة والجدل الواسع حولها.
وقال جيمس مردوخ، مالك "نيوز إنترناشونال" ونجل عملاق الإعلام المعروف، روبرت ميردوخ، لشبكة "سي أن أن": "لقد تلطخت الصحيفة بهذه الفضيحة، ولم يعد لها مكان في شركتنا."

وكانت الصحيفة قد ظهرت للمرة الأولى قبل 168 سنة، ويتابع أكثر من 2.5 مليون قارئ عددها الأسبوعي الذي يصدر الأحد.

صدمة البريطانيين

وبريطانيا الآن أشبه بمن يعاني صدمة صاعقة طويلة المدى. فالأنباء تتلاحق بالساعة تقريبا عن المدى الذي وصلت اليه صحيفة التابلويد الشعبية "نيوز اوف ذي ويرلد" - وهي جزء من امبراطورية "نيوز كوربوريشن" المملوكة لروبرت ميردوخ - في سعيها للحصول على الخبر الحصري.

وانشغلت وسائل الإعلام على تعددها بهذا الأمر حتى غاب عليها قرع الطبول المعتاد لإحياء ذكرى الهجوم الإرهابي على شبكة المواصلات في لندن في السابع من يوليو / تموز 2005، الذي صار يعرف باسم "7/7".

ميردوخ سيخسر على الأرجح معركته لتملّك "بي سكاي بي" بالكاملفبعدما تنصتت الصحيفة على هواتف الساسة والمشاهير والأثرياء ودفعت ملايين الجنيهات تعويضا لهم في وقت سابق من العام الحالي، تفجرت فضيحة أخلاقية جديدة حدت برئيس الوزراء ديفيد كامرون نفسه لوصفها بأنها "مريعة ومقززة". فقد رفع النقاب عن انها تنصتت ايضا هلى هاتف فتاة تدعى ميلي داولَر (13 عاما)، كانت قد اختطفت في مارس / آذار 2002 وعثر على جثتها في سبتمبر / ايلول من العام نفسه. وعُلم انها محت رسائله الصوتية، وأن ضمن ما مُسح أدلة جنائية كان بوسعها إلقاء الضوء على جريمة قتلها.

وسرعان ما اتضح أن عددا من أقارب الضحايا في جرائم قتل شهيرة أخرى عانوا الشيء نفسه، مثلما حدث لأقارب ضحايا هجوم "7/7" أنفسهم. وعُلم أيضا أن القائمين على شؤون الصحيفة قدموا "رشاوى" لعدد من ضباط الشرطة المحققين في جرائم القتل والعمليات الإرهابية بغرض الحصول منهم على معلومات حصرية لعناوينهم الرئيسة.

والخميس خرجت صحيفة "ديلي تليغراف" بأن نيوز اوف ذي ويرلد تنصتت أيضا على أقارب العدد الأكبر الممكن من قتلى حرب أفغانستان. وقالت إن أرقام هذه الهواتف عُثر عليها في حوزة محقق جنائي خاص يدعى غلين مولكير ظلت صحيفة التابلويد تستعين به في عملياتها تلك. وأوردت "ديلي ميل" من جهتها أن الصحيفة تنصتت أيضا على هاتف وزير الخزانة جورج اوسبورن.

تنصتت أيضًا على هاتف وزير الخزانة جورج اوسبورن وبلغت خطورة الأمر حد أن شركات كبرى أعلنت فسخ تعاقداتها الإعلانية مع الصحيفة "على أسس أخلاقية". ومن هذه عمالقة إنتاج السيارات "فورد" و"رينو" و"ميتسويشي" ومؤسسات كبرى مثل "فيرجين ميديا" و"فيريجن هوليداي" و"هاليفاكس" و"تيسكو" و"سينسبريز" وغيرها. كما تلقت ضربة موجعة أخرى بإعلان إحدى أكبر الجمعيات الخيرية وهي "العصبة البريطانية الملكية" وقف شراكتها معها.

ولا يقف الأمر عند هذه الخسائر المالية المضافة الى خسارة المصداقية لدى صحيفة يعتبرها روبرت ميردوخ "البقرة الحلوب" في امبراطوريته الإعلامية في بريطانيا. فقد أعلن "مكتب الاتصالات" - وهو السلطة الأعلى في الهرم الإعلامي البريطاني - إنه يعيد النظر الآن في مسعي الملياردير الاسترالي لتملّك "بي سكاي بي" بالكامل.

سكوتلانديارد تبدأ تحقيقا في تورط بعض ضباطها في الفضيحة ويذكر أن "نيوز كوربوريشن" تملك أصلاً 30.1 % من أسهم "بي سكاي بي"، ويريد ميردوخ الآن الحصول على الـ69.9 % الباقية. و في حال تبادل العقود النهائية واستحواذ "نيوز كوربوريشن" على بغيتها، فستصبح أكبر مؤسسة إعلامية من نوعها على الإطلاق في عموم المملكة المتحدة.

ويقول الخبراء الماليون إن إتمام الصفقة سيعود على ميردوخ، من العائدات السنوية لـ"تايمز" و"الصن" و"نيوز أوف ذي ويرلد" و"بي سكاي بي" مجتمعة، بمبلغ 12 مليار دولار، مقارنة بمبلغ 4.9 مليارات دولار تحصل عليه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في العام. لكن هذا صار الآن أمرا مشكوكا فيه بعد قرار مكتب الاتصالات إعادته النظر في الصفقة برمتها.

وبينما أعلن رئيس الوزراء البريطاني تأييده تشكيل لجنة مستقلة عن الحكومة والشرطة للتحقيق في ممارسات نيوز اوف ذي ويرلد، قالت "سكوتلانديارد" إنها ستبدأ من جانبها التحقيق في المزاعم القائلة إن بعض ضباطها تسلموا مبالغ من الصحيفة مقابل تقديمهم معلومات عن الجرائم الكبيرة. ويقال إن عددا من هؤلاء تورطوا في هذا الأمر خاصة في الفترة 2003 - 2007.

وأعلن مفوض الشرطة السير بول ستيفنسون في بيان أصدره ليلة الخميس إنه أمر بتشكيل لجنة التحقيق الداخلية برئاسة سو إيكرز، نائبة مساعده والضابطة المسؤولة عن "عملية ويتينغ" التي شرعت فيها سكوتلانديارد للتحقيق في تجاوزات نيوز اوف ذي ويرلد.

توقيف مساعد سابق لكاميرون على خلفية قضية التنصت

اوقف اندي كولسون مدير الاعلام السابق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة في اطار قضية التنصت التي قامت بها صحيفة "نيوز اوف ذي وورلد" عندما كان رئيسا لتحريرها، حسبما اعلنت شرطة سكوتلانديارد.

واوضحت الشرطة في بيان ان كولسون "43 عاما" يشتبه في "مشاركته في عمليات تنصت غير قانونية" وفي "عمليات فساد".

ومثل كولسون امام الشرطة في جنوب لندن حيث "اوقف"، بحسب البيان.

واضطر كولسون الذي عينه كاميرون مديرا للاعلام في مكتبه عند توليه رئاسة الحكومة في 2010 الى الاستقالة من منصبه في كانون الثاني/يناير بعد بدء انكشاف فضيحة التنصت التي قامت بها الصحيفة على نطاق واسع في العقد الاول من القرن الحالي.

وكان اضطر الى الاستقالة من رئاسة تحرير الصحيفة في العام 2007 عندما اوقف مراسل الصحيفة في القصر الملكي في اطار هذه القضية.

ويزيد توقيف كولسون الضغوط على كاميرون الذي تعرض لانتقادات متكررة من قبل المعارضة في الايام الاخيرة حول علاقاته مع كولسون وتعيينه ضمن فريقه.

وصرح كاميرون خلال مؤتمر صحافي غير مقرر ان "قرار تعيينه اتخذته انا وانا اتحمل مسؤوليته الكاملة"، وذلك قبيل الاعلان عن توقيف كولسون.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
crimeleaks
طبيب شرعي -

خبر إغلاق مكتب صحيفة وول ستريت جورنال في بوسطن في الولايات المتحدة عقب نشر الصحيفة مقالا عن جرائم التحرش والاغتصاب والاستغلال الجنسي التي يرتكبها موظفو الامم المتحدة ضد زميلاتهم في العمل، وخبر إغلاق صحيفة نيوز أوف ذي ورلد الذي يتزامن مع ذكرى تفجيرات لندن يطرح تساؤلات عن مدى تأثير تداعيات قضية ستروس كان على مسألة تعامل الصحافة مع ضحايا الجرائم خصوصا النساء والأطفال، بعد مطالبة محامي المدعية الغينية بتغيير القاضي المكلف بالقضية بسبب التسريبات للإعلام التي أساءت لسمعة المدعية وألقت بضلالها على نزاهة القاضي واستقلاليته

crimeleaks
طبيب شرعي -

خبر إغلاق مكتب صحيفة وول ستريت جورنال في بوسطن في الولايات المتحدة عقب نشر الصحيفة مقالا عن جرائم التحرش والاغتصاب والاستغلال الجنسي التي يرتكبها موظفو الامم المتحدة ضد زميلاتهم في العمل، وخبر إغلاق صحيفة نيوز أوف ذي ورلد الذي يتزامن مع ذكرى تفجيرات لندن يطرح تساؤلات عن مدى تأثير تداعيات قضية ستروس كان على مسألة تعامل الصحافة مع ضحايا الجرائم خصوصا النساء والأطفال، بعد مطالبة محامي المدعية الغينية بتغيير القاضي المكلف بالقضية بسبب التسريبات للإعلام التي أساءت لسمعة المدعية وألقت بضلالها على نزاهة القاضي واستقلاليته

حتى انت يابريطانيا
ابو ياسر -

حتى انت يابريطانيا العظمى.

حتى انت يابريطانيا
ابو ياسر -

حتى انت يابريطانيا العظمى.

انتهاك سرية مراسلات
جورج -

وليام هيغ: ما يروج حول التنصت على المكالمات الهاتفية للطلبة الأجانب ضحايا تشيفننج الذين استدرجهم موظفو وزارة الخارجية البريطانية بمنح تشيفننج الدراسية لاغتصابهم واستغلالهم جنسيا في بريطانيا بمشاركة جامعات بريطانية استمرت في التعتيم والتضليل بشأن هذه الجرائم هو شأن تختص به وكالة الجريمة الخطيرة المنظمة وليس مكتب مكافحة الاحتيال الخطير. أما انتهاك سرية المراسلات فلم يتحدد بعد بسبب تداخل البعدين التقني الرقمي والأرضي

انتهاك سرية مراسلات
جورج -

وليام هيغ: ما يروج حول التنصت على المكالمات الهاتفية للطلبة الأجانب ضحايا تشيفننج الذين استدرجهم موظفو وزارة الخارجية البريطانية بمنح تشيفننج الدراسية لاغتصابهم واستغلالهم جنسيا في بريطانيا بمشاركة جامعات بريطانية استمرت في التعتيم والتضليل بشأن هذه الجرائم هو شأن تختص به وكالة الجريمة الخطيرة المنظمة وليس مكتب مكافحة الاحتيال الخطير. أما انتهاك سرية المراسلات فلم يتحدد بعد بسبب تداخل البعدين التقني الرقمي والأرضي

money talks
freeman -

the rich will get a way with any crime they do and the poor are just a number and their entire life is just to entertain and serve the rich who make the laws to protect them not to protect the poor

money talks
freeman -

the rich will get a way with any crime they do and the poor are just a number and their entire life is just to entertain and serve the rich who make the laws to protect them not to protect the poor

غياب الاخلاقيات
حسن -

ان غياب الاخلاقيات المهنية من شأنة ان يرسل لنا كل ثانية اشارت واضحة تحاول اقصاء الحقيقة ووضع الاشياء في اماكنها الصحيحة وخير دليل ماحدث في هدة الصحيفة والسؤال الذي يطرح نفسة لماذا يحاول الغرب ان يحل مشاكلة على حساب العرب خير دليل مايحدث في ليبيا سوريا ؟

غياب الاخلاقيات
حسن -

ان غياب الاخلاقيات المهنية من شأنة ان يرسل لنا كل ثانية اشارت واضحة تحاول اقصاء الحقيقة ووضع الاشياء في اماكنها الصحيحة وخير دليل ماحدث في هدة الصحيفة والسؤال الذي يطرح نفسة لماذا يحاول الغرب ان يحل مشاكلة على حساب العرب خير دليل مايحدث في ليبيا سوريا ؟