قلق أممي بالغ ازاء الوضع في جنوب كردفان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة عن "قلقه البالغ" ازاء الصراع في جنوب كردفان وحث الخرطوم وجوبا على التوصل الى اتفاق سياسي حول منطقة ابيي المتنازع عليها، وذلك قبل ساعات من اعلان جنوب السودان استقلاله رسميا.
وقال بان للصحافيين في الخرطوم عقب لقائه بوزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي "اشعر بالقلق البالغ ازاء العنف المستمر في جنوب كردفان وتأثيره على المدنيين".
وتابع قبيل توجهه جوا الى جوبا "من ثم قمت بحث الحكومة السودانية مجددا والحركة الشعبية لتحرير السودان (في الشمال) على الوصول الى وقف لاطلاق النار كأولوية قصوى".
وكان القتال اندلع قبل شهر بين القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون سابقا) في ولاية جنوب كردفان الشمالية المقسمة عرقيا، حيث من المقرر ان تبدأ بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في السودان الانسحاب منها رسميا الاحد بعد انتهاء التفويض الممنوح لها.
وكانت الولايات المتحدة صرحت الخميس ان الابقاء على وجود لقوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في الولاية المضطربة يعد امرا "حيويا" بالنسبة لجهود السلام والجهود الانسانية، رغم اصرار الخرطوم على عدم تجديد تفويض القوات الاممية.
وكان اكثر من 70 الف شخص فروا من العنف في جنوب كردفان بحسب تقديرات الامم المتحدة، وان كان من شبه المستحيل الوقوف على ارقام مؤكدة بسبب القيود الشديدة المفروضة على عمل وكالات الامم المتحدة والمنظمات الاهلية هناك.
ويقول الفرع الشمالي للحركة الشعبية ان اكثر من 700 الف نسمة شردوا نتيجة القتال.
واكد بان انه لا بد من السماح لموظفي الامم المتحدة بالوصول دون قيود الى المدنيين الذين هم في امس الحاجة الى المساعدة، مشيرا الى انه طلب من الحكومة السودانية "مرة اخيرة" السماح بتمديد مؤقت لتفويض البعثة الدولية في السودان.
وقال بان "لا يمكننا السماح بفترة (تخلو من الوجود الدولي) خلال هذا المنعطف الخطر".
كما حث الامين العام للامم المتحدة على التعاون في المستقبل بين شمال السودان وجنوب السودان، خاصة في ما يتعلق بمنطقة ابيي المتنازع عليها وهي القضية الاصعب التي لم يتم التوصل الى تسويتها قبل استقلال الجنوب.
وقال بان "اعرف ان الانفصال مؤلم معنويا وماليا.. ورغم ان شعبي الشمال والجنوب سيعيشان الان في بلدين مختلفين، الا ان مستقبلهما مرتبط الواحد بالاخر ارتباطا وثيقا".
وتابع قائلا "تربط بينهما اواصر ثقافية وسياسية وتجارية ما يجبرهما على مواجهة مستقبلهما المشترك كشريكين وليس كغريمين. فبقاء جنوب السودان كبلد قابل للحياة يتطلب بقاء شمال السودان كبلد قابل للحياة".
وكان مجلس الامن الدولي امر الشهر الماضي بنشر قوة حفظ سلام قوامها 4200 من الجنود الاثيوبيين في ابيي في مسعى لتهدئة التوترات في المنطقة قبل استقلال الجنوب.
وسيعمل جنود حفظ السلام على رصد انسحاب القوات الشمالية التي احتلت هذه المنطقة الحدودية المتنازع عليها في 21 ايار/مايو، ما ادى لنزوح اكثر من مائة الف من الجنوبيين العرقيين من سكان ابيي باتجاه الجنوب.
وقال بان "بينما نتأهب لنشر القوات الاثيوبية في اطار القوة الامنية الانتقالية لابيي كترتيب مؤقت، فانه لا بديل عن اتخاذ الجانبين الحلول السياسية الوسط، اللازمة لتسوية تلك القضية".
التعليقات
ألم معنوي؟
قابل للحياة -بان كي مون يتحدث عن جنوب وشمال السودان كما لو كان يتحدث عن تجربة انفصال كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. أمر مشجّع