بلير ينعى حزب العمال مذ سلمه الى براون

أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير "وفاة" حزب العمال منذ سلّم قيادته الى غوردن براون، واصفاً عهد الحكومة العمالية الذي استمر 13 عاماً بأنه منقسم إلى مرحلتين خلت من الإستمرارية، بحيث فقد الحزب إيقاعه في مرحلة براون.

لندن: أصدر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أقسى حكم حتى الآن على خلفه في رئاسة الحكومة غوردن براون قائلا ان حزب العمال الجديد مات حين سلم الحكومة وقيادة الحزب الى براون في عام 2007 وإن الحزب "فقد ايقاعه الدافع" بعد ذلك.

وقال بلير في كلمة ألقاها في مؤسسة "بروغرس" للأبحاث التابعة لحزب العمال الجديد في لندن إن عهد الحكومة العمالية الذي استمر 13 عاما ينقسم الى مرحلتين، مرحلته هو ومرحلة براون مؤكدا انه "لم تكن هناك استمرارية بين المرحلتين".

ودعا بلير الى سياسة براغماتية لا تتمسك بثنائيات اليمين واليسار القديمة وحث حزب العمال على التخلي عن بعض افكاره الايديولوجية للتوصل الى القرارات السياسية "الصائبة" على حد وصفه.

واعلن بلير أنه ما زال ثابتا على دعوته الى الطريق الثالث والسياسة الوسطية التي اصطُلح على تسميتها السياسة العمالية الجديدة في زمنه. وقال "اننا في الفترة من 1997 الى 2007 كنا حزب العمال الجديد. وفي حزيران/يونيو توقفنا".

وتابع بلير "اننا لم نصبح حزب العمال القديم ولكننا فقدنا الايقاع الدافع الذي جعلنا مختلفين وناجحين". وقال رئيس الوزراء الاسبق ان الحكومة العمالية "لم تكن حكومة استمرارية من 1997 الى 2010 تنتهج السياسة نفسها بل كانت حكومة 10 زائد 3" في اشارة الى الانفصام بين سنواته العشر وسنوات براون الثلاث. وهو أشمل تحليل لتمييز قيادته عن قيادة براون ، على حد وصف صحيفة الغارديان.

واكد بلير دعمه لزعيم حزب العمال الحالي اد ميليباند لكنه حذر من وقوع الحزب في مطب "سياسة الاحتجاج". وقال بلير في هذا الشأن "ان لدى احزاب اليسار ميلا وراثيا للتشبث بالتحليل القائل ان سبب الخسارة هو نقص التزام القيادة بالموقف اليساري وفق مفهوم تقليدي للغاية".

ولاحظ بلير ان السياسة في العالم الحقيقي للقرن الحادي والعشرين لا تتحمل القوالب الجامدة بل تكون احيانا أقرب الى الصواب في مواجهة الخطأ منها الى اليسار في مواجهة اليمين. وان الفاعلية والانجاز الملموس ، لا يقل أهمية عن الايديولوجيا إن لم يكن أكثر أهمية. وقال بلير "لا تخافوا هذا التوجه بل أقبلوا عليه فهو يحررنا للتوصل الى السياسة الصحيحة".

ودعا بلير حزب العمال الى إعطاء الأولوية للاقتصاد وتركيز سياسته على اهداف محدَّدة هي دعم المصالح وتوفير فرص العمل بما يتيح استثمار قدر كبير من الاحتياطات المتراكمة لدى الرأسمال في الاقتصاد وتمكين المستثمر من استعادة ما وظفه. وقال ان علاقة حزب العمال بالرأسمال هذا ذات أهمية بالغة.