التعاون اليوناني الإسرائيلي لم يحبط الإرادة لمتابعة حملة رفع الحصار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صعد النشطاء الأوروبيون المتعاطفون مع القضية الفلسطينية من تحركاتهم للضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة، كما خاضوا يوم الجمعة حملة لإحياء ذكرى قرار قضائي دولي قضى ب"لا قانونية جدار الميز" الذي شيدته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية.
باريس: عاد جزء من البعثة الفرنسية التي كانت على متن باخرة "الكرامة" إلى فرنسا مساء الجمعة، التي ضمت مرشح الرئاسيات السابق باسم أقصى اليسار أوليفيي بزانسنو ونائبة أوروبية بعد أن مُنعت الباخرة التي كانت تقلهم من استئناف الرحلة نحو غزة.
وقالت حرية بولعسل المتحدثة باسم "باخرة فرنسية لأجل غزة"، في حديث لإيلاف، "إن المجموعة التي عادت إلى فرنسا لها التزاماتها المختلفة..."، مضيفة أن أفرادها "مستعدون للعودة من جديد في أي لحظة إن تم السماح للباخرة بمغادرة الميناء اليوناني".
وأوضحت بولعسل في نفس السياق أن "المجموعة عادت وهي مصدومة من التعاون اليوناني الإسرائيلي على تجاوز القوانين الأوروبية التي لا تمنع حرية التنقل..."، كما أكدت "إصرار المجموعة على الاستمرار في التحرك من أجل الحق الفلسطيني".
وعن الأجواء التي تسود أوساط باقي النشطاء ومدى استعدادهم لمواصلة هذه المعركة الرمزية، تقول بولعسل إن "البواخر لازالت راسية في الميناء تنتظر الضوء الأخضر من السلطات اليونانية التي اختلقت الكثير من المشاكل الإدارية..."، مشيرة إلى أن "سفينة يونانية سويدية نجحت في الافلات من رقابة الحرس اليوناني قبل أن يتم توقيفها من جديد".
وحول نية المنظمين لـ "الأسطول من أجل غزة مع الحب" الدخول في معارك قضائية أوروبية مع السلطات اليونانية التي يعتبرونها تحدت قوانين القارة العجوز، تفيد محدثتنا، أن "المهمة فوضت إلى محامين لأجل دراسة الإمكانيات المتاحة لذلك".
وعن الخطوات القادمة التي يعتزم النشطاء الإقدام عليها في الأيام القادمة بهدف إيصال مشروعهم حتى نهايته، تجيب الناطقة الرسمية باسم باخرة الكرامة، أنه "من المبكر الحديث عن ذلك"، فيما تؤكد في نفس الوقت على "إصرار جميع النشطاء على الاستمرار في الدفاع عن الحق الفلسطيني..."
وتخلص حرية بولعسل إلى أن "قتل نشطاء مدنيين السنة الفائتة من طرف القوات الإسرئيلية على متن أسطول الحرية، لم ولن يوقف جميع المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، سواء الفرنسيين منهم أو الأوروبيين، من العمل لأجل تنظيم عمليات مماثلة حتى لو تطلب الأمر سنوات أخرى..."
باخرة الكرامة
وتشارك الباخرة الفرنسية "الكرامة" ضمن أسطول بحري لناشطين أوروبيين متعاطفين مع القضية الفلسطينية، وإن كانت نجحت في البداية أن تنسل من بين حصار اقسى حول الأسطول في اليونان، والمكون من مجموعة من البواخر تحمل إضافة إلى الأعلام الفلسطينية رايات بلدانها، لكنها وقعت من جديد في أيدي حرس المياه الإقليمية اليونانية.
وسافر على متن هذه الباخرة ناشطون معروفون وبضعة مسؤولين سياسيين محسوبين في عمومهم على أقصى اليسار، زيادة على أسماء شابة لفرنسيين من أصول عربية، وهي نبيل الناصري الذي يمثل تجمع مسلمي فرنسا، أسامة مفتاح (تجمع 59 لدعم الشعب الفلسطيني)، وأميمة نوفل صديق عن الفيدرالية التونسية لمواطنة على الضفتين.
أما بقية المشاركين في هذه العملية هم: أوليفيي بزنسنو عن الحزب الجديد المعادي للرأسمالية، أنيك كوبي (الاتحاد النقابي التضامني)، هيلير فولاسي (بحار)، كونتان جيرار (صحافي في جريدة ليبراسيون)، نيكول نايلسن (نائبة أوروبية)، جاكلين لكور (تجمع 14 لدعم الشعب الفلسطيني)، فانسون ليناك (قائد باخرة)، جوليان ريفوار (المتحدث الرسمي باسم باخرة من أجل غزة)، يانيك فوازان (بحار).
وأوقفت "الكرامة"، الخميس، في جزيرة كريث من طرف حرس المياه الإقليمية اليونانية، وذلك تحت الضغوطات الإسرائيلية التي هددت باستعمال القوة ضد الأسطول، وهو ما جعل السلطات اليونانية تقدم تبريرا لاعتراضها على توجه البواخر نحو غزة مفاده "حمايتها للركاب".
و لم يستسغ النشطاء الأوروبيون هذا الاعتراض اليوناني، واعتبروه لا يملك أي تبرير مقنع، والمسوغات الإدارية التي تقدمها أثينا لأجل عرقلة انطلاقة الأسطول، برأيهم، ما هي إلا نتيجة ضغط إسرائيلي، تتقنه تل أبيب، لاسيما خلال فترة اقتصادية واجتماعية عصيبة تمر منها البلاد.
حملة دولية عبر الجو
و لم يسمح لعشرات من الناشطين الفرنسيين ركوب طائرة كانت متوجهة إلى إسرائيل، الجمعة، بتوصية من سلطات تل أبيب، التي خشيت توافد أعداد كبيرة من المناضلين الأوروبيين عليها، في عملية أعد لها هؤلاء لأجل التوجه إلى الأراضي الفلسطينية إلا أن المسئولين العبريين كان لهم رأي آخر.
وندد هؤلاء النشطاء المتعاطفون مع القضية الفلسطينية بإذعان شركات الطيران لقرار إسرائيل بمنعهم من السفر نحوها، حيث توصلت هذه الشركات بلائحة أسماء غير المرغوب فيهم على ترابها وإلا ستحملها مصاريف عودتهم من جيبها الخاص.
وكان هؤلاء النشطاء رفضوا في البدء مغادرة المطار إلا بعد أن تسلمهم شركة الطيران المعنية وثيقة تثبت ذلك، غير أن الأخيرة رفضت بمبرر أنها مطالبة بتنفيذ التعليمات الإسرائيلية بهذا الخصوص وإلا ستكون ملزمة بأداء عودة هؤلاء من إسرائيل على نفقتها.
وتندرج هذه العملية في إطار حملة أوروبية أطلقها نشطاء أوروبيون إحياء لذكرى صدور قرار المحكمة الدولية ب"لا قانونية جدار الميز" الذي شيدته إسرائيل في الضفة الغربية، بحسب تصريح ناشط فرنسي لصحيفة ليبراسيون، حيث عرفت مطارات أوروبية أخرى نفس الأجواء.
وكانت مجموعة أولى منهم تم توقيفها بمجرد وصولها إلى مطار تل أبيب وتم تجميع أفرادها، المقدر بالعشرات، في قاعة مشتركة كما سحبت منهم جوازات السفر، تفيد ناشطة فرنسية من عين المكان.