أخبار

مقتل احمد والي كرزاي يغرق قندهار في مرحلة من الارتياب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كابول: مع اغتيال احمد والي كرزاي الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني حميد كرزاي في جنوب البلاد تبدأ مرحلة من القلق لكابول وحلفائها من دول حلف شمال الاطلسي في هذه المنطقة الاستراتيجية والمهمة في الحرب ضد تمرد حركة طالبان.

وكان احمد والي كرزاي فرض نفسه في السنوات الماضية بصفته الرجل القوي في قندهار مهد حركة طالبان، بعد رحيل غول آغا شرزائي حاكم الولاية الذي عينه الرئيس حميد كرزاي في جلال اباد (شرق).

وقال مصدر امني غربي في كابول لوكالة فرانس برس "كان القائد الفعلي للمدينة (قندهار) وجعلها معقلا له".

وتقول مريم ابو ذهب الباحثة الفرنسية في مركز الدراسات والابحاث الدولية في باريس "كان اقوى فعليا من حاكم قندهار، لانه كان يعرف كيفية الاستفادة من كونه شقيق الرئيس".

وكان احمد والي كرزاي يقيم علاقات متناقضة مع الاميركيين، فرغم انه كان يتهم بانتظام بالضلوع بالفساد وتهريب المخدرات الا انه كان احد ابرز المسؤولين الذين يجري التواصل معهم في ولاية ارسلت اليها واشنطن عشرات الاف العناصر من التعزيزات منذ نهاية 2009 في محاولة لاستئصال تمرد طالبان.

وهو متهم ايضا بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لتسهيل جمع المعلومات في الولاية، ولقد نفى على الدوام كل الاتهامات التي لم تكن تستند الى ادلة ملموسة.

وكان شخصا لا يمكن توقع تصرفاته، فقد عبر مثلا للحلف الاطلسي في ايار/مايو الماضي عن استعداده "للانسحاب" من السياسة المحلية ثم في الشهر التالي خاض حملة كبرى لكي يصبح حاكم ولاية قندهار.

ورغم التبني المعتاد من حركة طالبان، فان دوافع القتل تبقى حتى الان غامضة لان سلطته وانشطته المتعددة اثارت له الكثير من العداوات.

وقالت مريم ابو ذهب "كل شيء ممكن بما يشمل احتمال حصول تنافس قبلي".

وقال توماس راتيغ من شبكة التحليل الافغاني، مركز الدراسات الذي يتخذ من كابول مقرا له، "قد يكون ذلك ثأرا شخصيا، انتقاما من جرائم ارتكبتها ميليشياته شيء ما داخل العائلة او طالبان ... هناك الكثير من الاحتمالات".

واذا كان من الصعب استباق عواقب مقتله، فان معظم المراقبين يتفقون على القول ان هذا الزلزال السياسي في جنوب افغانستان يضعف الرئيس الذي كانت تعتبر سلطته على البلاد نسبية.

وقال كانديس روندو من مجموعة الازمات الدولية في كابول ان "حميد كرزاي لم يظهر ابدا بمثل هذا الضعف" معتبرا ان هذا الاغتيال يعتبر "تحذيرا" قبل بدء العملية الانتقالية.

وقال المحلل الباكستاني رحيم الله يوسفزائي ان "اغتيال احمد والي كرزاي يشكل نكسة فعلية لحميد كرزاي الذي اعتاد ان يعتمد عليه في الكثير من الامور".

وتؤكد مريم ابو ذهب ان "حميد كرزاي دافع على الدوام عن شقيقه الذي كان مفيدا جدا لا سيما في فترة الانتخابات" فيما قال المحلل الافغاني وحيد مجدا ان مقتل احمد والي كرزاي "سيضعف سلطة بوبلزاي" قبيلة كرزاي.

واضاف انها ايضا "خسارة كبرى للحلف الاطلسي الذي هو بحاجة لاصدقاء وحلفاء في كل الجنوب الافغاني".

وياتي ذلك في فترة حساسة جدا مع بدء نقل المسؤوليات الامنية من قوات حلف شمال الاطلسي الى القوات الافغانية المرتقب هذا الصيف.

وقال توماس روتيغ "ذلك يعتبر امرا سيئا للغربيين" ولا سيما الاميركيين الذين ورغم انتقاداتهم له، كانوا يستعينون به في حملتهم لمكافحة التمرد في الجنوب.

ويخشى العديد من المحللين خصوصا ان يؤدي ذلك الى ارتفاع في اعمال العنف في قندهار، التي تعتبر اساسا احدى الولايات الاكثر اضطرابا في النزاع.

وقالت مريم ابو ذهب ان "مقتله يمكن ان يؤدي الى عودة العنف في قندهار لانه سيخلق فراغا فيما يتعلق الامر بالكثير من السلطة والاموال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف