الرئيس القبرصي يعتذر متاخرا عن الانفجار الذي نكبت به الجزيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيقوسيا:قدم الرئيس القبرصي ديميتري خريستوفياس اخيرا الجمعة اعتذاره للشعب عن الانفجار الذي وقع في قاعدة بحرية واسفر عن مقتل 13 شخصا وتدمير اكبر محطة لتوليد الكهرباء في الجزيرة.
وكان خريستوفياس قد انتظر ثلاثة ايام قبل ان يخاطب البلاد بشأن الكارثة التي اسفرت ايضا عن اصابة اكثر من 60 شخصا والحاق اضرار بمئات المنازل، ما ادى لتوجيه الصحف انتقادات حادة له فضلا عن غضب المواطنين لتأخره عن الاعتذار.
وقال خريستوفياس للصحافيين الجمعة "بعد الحديث عن اعتذار خلال خطاب الرئيس، فان اعتذار الحكومة والرئيس يعتبر امرا مسلما، وهو كذلك فعلا".
واضاف "احث ايضا الجميع على الهدوء وتجنب التصريحات الغاضبة".
وكانت تظاهرة حاشدة ضمت نحو عشرة الاف شخص جرت ليل الخميس/الجمعة خارج القصر الرئاسي ودعا المتظاهرون خلالها خريستوفياس الى الاستقالة، واعرب الكثيرون ممن خاطبوا الجمع عن غضبهم لعدم اعتذاره عن اسوأ كارثة عسكرية تشهدها الجزيرة في وقت السلم.
وقالت الممثلة ديسبينا خريسانثو التي نظمت الاحتجاج السلمي الذي وصف خلاله الرئيس بالقاتل والخائن، "نأمل ان نأتي هنا يوميا حتى يستقيل خريستوفياس".
وقال احد المشاركين في التظاهرة ويعمل في شركة بلاستيك ويدعى كوستاس تسانغاريديس "نمثل الناس العاديين وليس احزابا سياسية، ونطالب باستقالة الرئيس والحكومة والبرلمان، فقد كانوا جميعا على علم بما سيحدث".
وكانت وثائق قد تسربت الى وسائل الاعلام قد اشارت الى ان خمسة وزراء على الاقل كانوا قد ابلغوا بأن حاويات السفن التي كانت تحتوي على الذخيرة مكدسة تحت حرارة الشمس الحارقة ما يهدد بانفجارها.
ومن بين القتلى قائد سلاح البحرية القبرصية الكابتن اندرياس يوانيديس والذي تردد انه كان قد اعرب عن امتعاضه من تخزين الذخيرة في الشمس.
وكرر خريستوفياس عزمه القيام بتحقيق لا يستثني احدا بما في ذلك الرئاسة.
وقد تسبب الانفجار في انقطاعات ضخمة للتيار الكهربائي عبر الجزيرة التي يعتمد اقتصادها في قسم منه على السياحة.
واسفر الانفجار الضخم عن قتل ستة اطفائيين وسبعة جنود. واعلن الحرس الوطني الجمعة ان الجندي انطونيس خارالمبوس، 19 عاما، اصبح الضحية الثالث عشر بعد وفاته متأثرا بالحروق الشديدة التي لحقت بوجهه. ومن المقرر ان تجري جنازته السبت في ليماسول.
وقد ادى الانفجار الذي وقع في 98 حاوية في قاعدة ماري البحرية، قرب مدينة ليماسول الساحلية، الى استقالة وزير الدفاع ورئيس الحرس الوطني بعد ساعاته من وقوعه.
وقالت صحيفة سايبرس ديلي الانجليزية ان على خريستوفياس "فعل الامر المشرف بأن يعترف بافتقاره الى حسن القيادة وان يفسح المجال لتولي شخص اخر قيادة هذا البلد المنكوب".
وقالت صحيفة انديبندنت بوليتيكس اليومية انه "لا يصدق ولا يعقل" ان مصير "الشحنة القاتلة" بذخائرها ظل رهين المباحثات الرسمية طيلة اكثر من سنتين.
وقالت الصحيفة ان الاطفائيين "اقتيدوا كشاة الى الذبح" لانهم لم يبلغوا بابعاد الموقف بالنسبة لنوعية المتفجرات بل ظنوه حريقا عاديا.
يذكر ان الحاويات التي تضم السلاح والذخيرة كانت في القاعدة البحرية منذ شباط/فبراير 2009 حينما صادرتها البحرية القبرصية، تحت ضغط من الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغربية، من سفينة متجهة من ايران الى سوريا.
وقد تمت مصادرة الشحنة في كانون الثاني/يناير 2009 على متن سفينة ترفع العلم القبرصي متجهة الى سوريا. وخلصت الامم المتحدة في اذار/مارس الماضي الى ان الشحنة تنتهك الحظر المفروض على ايران في اطار العقوبات المرتبطة ببرنامجها النووي المثير للجدل.
وبحسب البرقيات التي كشفها موقع ويكيليكس فان واشنطن ضغطت لكي يتم تفتيش السفينة في ليماسول ثم تمت مصادرة الشحنة بعد ذلك.
وكشفت برقيات دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس ان الشحنة كانت تحتوي على "قذائف من العيار الثقيل وذخائر لاسلحة خفيفة".
وقد تسبب الانفجار في تدمير محطة كهرباء فاسيليكو الرئيسية التي تمد قبرص باكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء، ما جعل البلاد اكثر معاناة من الحرارة الشديدة خلال الصيف مع توقف المكيفات بسبب انقطاع الكهرباء ، فضلا عن مخاوف من تأثر المياه بسبب توقف عمل محطات التحلية التي تستهلك كمية ضخمة من الطاقة.
وقد امدت اسرائيل قبرص بعشرة مولدات بينما من المتوقع وصول المزيد من اليونان.