الشرطة التونسية تجهض بالقوّة اعتصام "العودة" المناوئ للحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جدّت اشتباكات عنيفة مساء الجمعة بين شباب تونسيّ مناهض لحكومة الباجي قائد السبسي الانتقاليّة وأعوان الشرطة الذين تصدوا بعنف مستعملين الهراوات والغاز المُدمع لمنع المحتجين من اقتحام ساحة الحكومة بالقصبة وانجاز اعتصام أطلقوا عليه اعتصام "العودة" ويهدف بالأساس إلى إقالة وزيري العدل والداخلية وضمان استقلالية القضاء.
تونس: اشتبك المئات من التونسيين المناهضين لحكومة الوزير الأول الباجي قائد السبسي الجمعة مع أعوان الشرطة بالعاصمة.
واستعمل أعوان الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المتظاهرين الذي دعوا في وقت سابق غلى الاعتصام سلميّا أمام مقرّ الحكومة بالقصبة (تونس العاصمة) للتعجيل بـ"إقالة وزير الداخلية ووزير العدل و الدعوة إلى استقلال القضاء ومحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال الثورة".
وبحسب معاينة مراسل (إيلاف)، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع مع انتهاء صلاة الجمعة في مسجدي القصبة والزيتونة القريبين من مقرّ الحكومة، في حين أكد عدد من الشباب اعتداء الشرطة بالضرب على مواطنين حاولوا الاقتراب من مقر الحكومة عند منتصف النهار.
وتشهد تونس العاصمة منذ صباح الجمعة استنفارا أمنيا واضحا، إذ انتشر أعوان الأمن والجيش بشكل مكثف في الطرق الرئيسية، خصوصا تلك المؤدية إلى ساحة القصبة التي كان مقررا أن تحتضن "اعتصام العودة".
وشوهد دخان الغاز المسيل للدموع في منطقتي باب بنات والقصبة ومحيط مستشفى عزيزة عثمانة، في حين رفع المتظاهرون شعارات عديدة من قبيل: "سبسي ارحل" و" لا خوف لا رعب ...السيادة ملك الشعب" ويا بوليس يا ضحية ايجا شارك في المسيرة".
ودعا إلى اعتصام العودة أو "القصبة 3" نشطاء على شبكة الانترنت احتجاجا على عدم تحقيق ما قالوا إنها مطالب الشعب التونسي.
و من أبرز مطالب الاعتصام حسب هؤلاء النشطاء إقالة وزير الداخلية ووزير العدل والدعوة إلى استقلال القضاء ومحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال ثورة 14 يناير التي انتهت بهروب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى السعودية.
وأعلن عدد كبير من التونسيين تحفظهم على هذا الاعتصام وعدم مشاركتهم فيه، متعللين بكونه شكلا احتجاجيا يزيد من تأزيم الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، وأن أطرافا سياسية تحركه في إشارة إلى حزب حركة النهضة الإسلامية.
وكان المكتب التنفيذي لـ"نقابة قوات الأمن الداخلي" قد دعا في بلاغ له اطلعت (إيلاف) على نسخة منه" كافة الأعوان والإطارات الأمنية إلى ملازمة الحياد التام والاحتكام إلى شرعية مبادئ ثورة الكرامة والاتجاه إلى أداء الواجب الوطني في حماية الشعب والمؤسسات العمومية والخاصة وكافة مقومات السيادة دون التعرض لأي مسيرة سلمية".
ودعت نقابة الأمن كافة المشاركين في الاعتصام المحافظة على الأملاك العامة والخاصة وتكوين لجان يقظة للتنبه إلى العناصر المندسة التي قد تعمل على تشويه الاعتصام و جره إلى العنف والشغب"، على حدّ تعبير البلاغ.