مي الجريبي: الثورة التونسية اختارت القطيعة مع الماضي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تونس: اعتبرت الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي في تونس مي الجريبي، السبت أن الثورة في بلادها التي طوت ستة اشهر مكنت الشعب من تحقيق اكتشاف هام "هو قدراته الكامنة على التغيير" لكنها حذرت في المقابل من تأثير التجاذبات بين النخب السياسية على الشارع.
وقالت الجريبي ان الثورة التي أطاحت بنظام بن علي "بينت للشعب ان الحلم يمكن ان يصبح حقيقة وهو امتلاك الحرية"، منوهة الى ان هذا الهدف وغيره لا يمكن أن تتحقق إلا عبر الانتخابات، على حد تعبيرها.
وفي هذا السياق اعتبرت الجريبي ان أي تخوف من تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في الثالث والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر المقبل "تبقى مشروعة" لكنها شددت في المقابل ان حزبها "متفائل لانه يعول على قدرة الشعب الذي أطاح بنظام دكتاتوري على تجاوز المصاعب و تنسيب الخلافات "، حسب قولها منوهة الى ان هذا التخوف لدى رجل الشارع مرده "التجاذب بين النخب السياسية والتي جعلت المواطن يتساءل عن مصير ثورته ومآل ثمارها"، حسب تعبيرها.
وبخصوص هذه الانتخابات قالت الجريبي إن بعض الأصوات التي تدعو لتأجيل هذا الموعد السياسي بدأت تتعالى مؤخرا "لأن أصحابها لا يريدون السير نحو الانتخابات أو يخططون للانقضاض على الهيئات الحالية وهي الحكومة و الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة التي لها هنات ومصاعب وعراقيل"، مضيفة أن الحزب الديمقراطي التقدمي "ينتقدها ولكن لا يطعن في وجودها "، حسب تعبيرها.
وفي ردها على سؤال حول آداء الحكومة الانتقالية الحالية قالت الجريبي "هي حكومة انتقالية و ليس لها عصى سحرية لأن الأوضاع على غاية من الخطورة" مضيفة أن"أداء الفريق الحكومي في المجمل ايجابي ويقوم بضمان سير البلاد نحو الانتخابات"، على حد تقديرها.
من جهة اخرى اعتبرت الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي ان الثورة التونسية"اختارت القطيعة مع الماضي ولكن ان تواصل مع المؤسسات" وهذا "ما خلف كثيرا من النقائص والاخطاء من قبل الحكومة خصوصا في مجال اختيار الكفاءات والتعيينات"، وفق الجريبي.
وبخصوص دور المرأة التونسية في الحياة السياسية في البلاد قالت الجريبي ان المرأة التي ساهمت في الثورة عادت للمشاركة بفعالية في العمل الاهلي بالأساس ولكن دورها على المستوى السياسي "مازال محدودا" لأن العملية "ليست ميكانيكية"، على حد وصفها.
ودعت الجريبي إلى فتح المجال أمام العناصر النسائية في بلادها حتى تدخل النساء المؤسسات القيادية "بشكل أقوى وافضل"، ملفة إلى ان اقرار مبدأ المناصفة بين النساء والرجال عند تقديم القوائم الانتخابية للمجلس التأسيسي القادم "فيه الكثير من الايجابية" لكنها دعت في المقابل الى "الا يكون وجود المرأة في هذه القوائم صوريا بل وجودا وفق الكفاءة لـيكون رسالة عرفان للنساء و يدشن مرحلة جديدة في مسيرتهن" السيساية في البلاد.
وبخصوص مخاوف التونسيات على مكاسبهن و حقوقهن من بعض التيارات الإسلامية قالت الجريبي "التخوف مشروع لانا إما أن نسير نحو بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يكرس حقوق الجميع ويحفظها أو ان ندخل حالة من الردة"، حسب وصفها مضيفة أن التونسيين "بدؤوا يستمعون إلى أصوات ردة تمس المرأة أكثر من غيرها".
وحول الوضع الاقتصادي وتواصل الاعتصامات وتوقف عجلة الإنتاج بالبلاد قالت الجريبي "ان مطالب غالبية المعتصمين والمضربين مشروعة وعلى كل سياسي ان يهتم بها ويساعد في حلها"، إلا أنها أضافت "لكن الاستمرار في الاعتصامات يهدف بإيقاف عجلة الإنتاج ما يعود بالوبال على الجميع".