أخبار

مسلمو كمبوديا يطالبون بالعدل لما تعرّضوا له في عهد الخمير الحمر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شرينغ شامريس: يعجز زكريا بن احمد عن نسيان سنوات الرعب التي عاشها في عهد الخمير الحمر عندما كان مجرد الصلاة يمكن ان يؤدي الى الهلاك لافراد الاقلية المسلمة في كمبوديا التي تأمل في كشف حملة الابادة التي تعرضت لها.

وكثيرون من ابناء دينه لم ينجوا في نهاية السبعينات من النظام الشيوعي المتشدد المرعب الذي اعدم رجال الدين المسلمين ودمر المساجد واحرق المصاحف واجبر المسلمين على اكل لحم الخنزير ومنع غطاء الرأس.

ويؤكد محضر الاتهام ضد اربعة قياديين سابقين في النظام الماركسي ما زالوا احياء وتحاكمهم المحكمة الدولية في بنوم بنه ان المسلمين "كانوا يستهدفون ويقتلون منهجيا".

وقال زكريا الذي يبلغ من العمر اليوم 61 عاما "حاول الناس ايجاد مكان للصلاة خلسة بشتى الوسائل. احيانا اثناء قيادتهم العربات واحيانا في الادغال عندما كنا نطلب استخدام المراحيض واحيانا عندما كنا نستحم".

الا ان اكثر ما يتذكره هو اختفاء اشخاص لم يعودوا يظهروا بعد ذلك.

واضاف بهدوء في منزله المتواضع في ظل مسجد حديث ببلدة شرينغ شامريس التي دمر الخمير الحمر مصلاها القديم ان "كثيرين قتلوا"

ويأمل مسلمو كمبوديا الذين يعرفون باسم "الشام" احقاق العدل اخيرا للمعاملة التي لقيتها الاقليات الدينية والاتنية في عهد الخمير الحمر في وقت تجري محاكمة قادة النظام السابق الذين ما زالوا على قيد الحياة، بتهمة الابادة امام محكمة دولية.

وقال "حكيم" مسجد شرينغ شامريس ساليس بن ابوتورليب "الآن يمكننا ان نروي قصتنا".

واضاف هذا الزعيم الديني "ندعم بالكامل المحاكمة لكشف الحقيقة ولقول ما حدث في عهد نظام بول بوت"، مؤسس نظام الخمير الحمر الذي توفي في 1998.

وترتدي المحاكمة التي تجري وسط ضجة اعلامية كبيرة وبدأت في نهاية حزيران/يونيو، اهمية خاصة للشام الذين يشكل اضطهادهم بقسوة فصلا لا يلقى اهتماما كبيرا من فصول "حقول الموت" في كمبوديا في معظم الاحيان.

وقبل بناء ملف الاتهام بالابادة لقادة الخمير الحمر السابقين، لم تكن معاملة الاقلية المسلمة تناقش الا نادرا.

وقالت فارينا سو الهبير في مركز التوثيق في كمبوديا (دي سي كام) التي اعدت ابحاثا عن فظائع الخمير الحمر "في الماضي كان الحديث عن معاناة الشام في عهد الخمير الحمر قليلا".

واضافت ان "معاناة الشام لم يجري التحقيق فيها كثيرا"، مؤكدة "انهم يريدون اعترافا من الشعب".

ولا احد يعرف بدقة كم مسلم مات في عهد الخمير الحمر الذي قضى على ربع سكان كمبوديا.

لكن مركز التوثيق يقدر عدد الذين قتلوا على ايدي النظام بما بين مئة الف و500 الف من اصل 700 الف مسلم.

وقال ساليس "ما زالت الذكرى ماثلة في اذهاننا".

وقد فقد هذا الرجل والديه واربعة من اخوته في عهد الخمير الحمر، كما ذكر لفرانس برس بعد انتهائه من صلاة الظهر.

واضاف "في كل عائلة مصاب".

ويواجه القادة الاربعة في هذه المحاكمة التاريخية، تهما بينها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لموت حوالى مليوني شخص جوعا وبسبب العمل الشاق او الاعدام.

وهم متهمون بارتكاب ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.

لكن الخمير الحمر لم يكونوا ينوون ازالة الشعب الكمبودي من الوجود. فالمجازر ارتكبها خمير ضد خمير لذلك لا تعتبرها الامم المتحدة ابادة.

الا ان العبارة تنطبق على عشرين الف من الضحايا الفيتناميين "والشام". وستلقي الضوء على المصير المأسوي لمسلمي كمبوديا والذي بقي مهملا لفترة طويلة.

وتعرف الامم المتحدة الابادة بانها "اعمال ترتكب بنية تدمير كلي او جزئي لمجموعة قومية او عرقية او دينية".

واليوم اصبح "الشام" احرارا في ممارسة شعائرهم الدينية ويبلغ عددهم نحو نصف مليون في كمبوديا، معظمهم من السنة.

وقالت فارينا سو "لقد اعادوا بناء المساجد واحيوا هويتهم الدينية والاتنية". واضافت "انهم يحاولون تجاوز الصدمة لكنها عملية بطيئة".

والجرح ما زال حيا في نفوس الشباب ايضا الذين لم يعيشوا تلك المرحلة. وتقول ياكين ايل (24 عاما) زوجة ابن زكريا بن احمد "انني سعيدة بمناقشة معاناة الشام خلال المحاكمة"، مؤكدة انها "صدمت" عندما كانت طفلة صغيرة بما عاشه اقرباؤها.

وتضيف هذه الشابة التي ترتدي ثوبا تقليديا وغطاء للرأس "لا استطيع ان انسى ذلك لان معظم المسلمين قتلوا في تلك الفترة".

وتتابع "علينا ان نتذكرهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اقروا
مرقص ابن توما -

خلي مسيحيي الشرق يقروا