أخبار

الثقافة الامازيغية تزدهر في غرب ليبيا بعد قمعها 42 سنة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يفرن: "ازول (السلام عليكم)، ساعلمكم لغة اجدادكم". هكذا بدات سارة عبود اول درس باللغة الامازيغية لاطفال في يفرن، بكلمات كانت لتؤدي الى السجن في الزمن الذي كان معمر القذافي يهيمن فيه على جبال غرب ليبيا التي تتوق اليوم الى الحرية.

ومنذ ان تحررت قرى الامازيغ في جبل نفوسة من سيطرة معمر القذافي ازدهرت ثقافتها عبر الاذاعات والجمعيات والمتاحف والاغاني ودروس الامازيغية.

وفي كل مكان انتشرت تلك الرسوم الهندسية الملونة ورمز الامازيغ المتمثل في نصف دائرتين واحدة مفتوحة الى الاعلى والثانية الى الاسفل يربطهما خط افقي يجسد تواصل الروح بالسماء والارض.

وتقول الصبية تغريد عبود (22 سنة) بحماسة "كانوا يعتبروننا مواطنين من الدرجة الثانية في حين نحن سكان هذا البلد الاصليين، والان اصبح لدينا الحق ان نمشي مرفوعي الراس".

وكان ممنوعا التكلم علنا او الكتابة او القراءة او الطبع باللغة الامازيغية في زمن الزعيم الليبي الذي كان دائما يرتاب من هذه امجموعة الموجودة في البلاد قبل الفتح الاسلامي في القرن السابع ميلادي والمعروف بمقاومته الشرسة للاحتلال الايطالي بداية القرن العشرين.

وعلى مر السنين فقد الامازيغ ابجدية لغتهم التي كانوا يتكلمونها خلسة خوفا من السجن لانهم لم يطبعوها وقالت سارة عبود المؤرخة (27 سنة) ان "العديد من الناس لا يعرفون تاريخهم".

وبالتالي لا يفرط سكان تلك القرى في اي دقيقة لاستعادة هويتهم.

ومن جادو الى يفرن يتردد الاطفال على المدارس عدة مرات في الاسبوع واوضحت سارة عبود التي تلقي الدروس "اليوم، الاهم هو ان يتعلموا اللغة" لاستمراريتها.

ويواظب صالح كافو (14 سنة) على الدروس منذ اليوم الاول. ويقول "انا اعتبر هذا بناء المستقبل، سنتعلم لغتنا وسيتعلمها ابناؤنا بدورهم".

ويشارك الجميع في ذلك. ويعود الكهول الى كراريس الدراسة. وفي مبنى قديم كانت تستعمله اجهزة الاستخبارات وتحول الى متحف، يكثف رسام من يفرن الرسوم بالامازيغية على لوحات كبيرة رسم عليها معمر القذافي في شكل جرذ او مصاص دماء.

ويقول الفنان (47 سنة) طالبا عدم كشف اسمه "لا اريد ان اتوقف عن الكتابة! اشعر وكانني اولد من جديد".

من جانبه يعكف امازيغ بزوخار الذي قضى ثلاثة اشهر في السجن لنضاله من اجل الامازيغية قبل ان يحرره الثوار، على تدوين الاساطير التي يتناقلها الامازيغ شفويا ويسجل حكايات امراء واميرات يتحلون بالحكمة من اشخاص مسنين يحرسون التقاليد.

وقال الشاب (29 سنة) "من المهم جمع الحكايات والاساطير الامازيغية. كانت ثقافتنا شفوية طيلة 1400 سنة. نحن في حاجة الى صيانتها للاجيال القادمة".

وفي يفرن كل الوثائق مكتوبة بالعربية او الامازيغية بينما يتطلع الجميع الى الاعتراف باللغة الامازيغية لغة رسمية في ليبيا محررة من القذافي.

وفي هذه الانتفاضة تحرر العرب والامازيغ سويا جنبا الى جنب في الجبال، بعيدا عن الانشقاق الذي عمد الزعيم الليبي على فرضه طيلة 42 عاما.

وقال سليم احمد المذيع في اذاعة جادو التي تبث برامج باللغتين ان "الدم العربي والامازيغي امتزج في ميدان المعارك ضد الطاغية، اننا نخوض معركة واحدة، نحن اشقاء، انه نضال سيربطنا طيلة الخمسين سنة القادمة".

لكن سنوات الدعاية لا تمحى بسرعة. فهناك نوع من التنافس بين القرى العربية والامازيغية. ويتحدث البعض عن نوع من العنصرية بينما ياخذ سكان مدينة زنتن العربية على الامازيغ انهم ليسوا كثيرون في الخطوط الامامية.

وقال المهندس ابراهيم الزنتاني (30 سنة) "انهم ناس خير" مضيفا "لكنهم يحبذون الظهور في المقدمة، انهم ليسوا من افضل المقاتلين، انهم لا يضحون بما يكفي من الدماء من اجل الثورة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف