أخبار

اردوغان يريد حلا لقبرص مع نهاية 2011

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نيقوسيا: طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء في اثناء زيارة الى شمال قبرص بالتوصل الى حل لانقسام الجزيرة قبل نهاية العام الجاري، مؤكدا ان المفاوضات الجارية "لا يمكن ان تتواصل الى الابد".

وقال اردوغان في كلمة القاها في الشطر الشمالي من العاصمة نيقوسيا حيث يجري زيارة في الذكرى 37 للاجتياح العسكري التركي الذي قسم الجزيرة "نؤمن فعلا بهدف السلام، لكن الان كفانا".

واعتبر اردوغان ان المفاوضات الجارية برعاية الامم المتحدة بين قادة القبارصة الاتراك واليونانيين منذ 2008 لا يمكن ان تتواصل "الى الابد" مطالبا بحل مع نهاية العام.

وكرر التحذير من ان "عدم التوصل الى حل لانقسام قبرص حتى ذاك الموعد سيجعل تركيا تجمد علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي في اثناء تولي قبرص رئاسته الدورية" (تموز/يوليو - كانون الاول/ديسمبر 2012).

ولا تعترف تركيا بالجمهورية القبرصية العضو في الاتحاد الاوروبي التي تمثل القبارصة اليونانيين فحسب. اما القبارصة الاتراك فيعيشون في "جمهورية شمال قبرص التركية" وهي الشطر الشمالي المحتل الذي لا تعترف به الا تركيا ونشرت فيه 35 الف جندي.

وقال اردوغان "اقول بوضوح: سنجمد علاقاتنا كافة مع الاتحاد الاوروبي. لا يسعنا التفاوض مع الادارة القبرصية اليونانية" اي الجمهورية القبرصية، وحض الامم المتحدة على بذل جهود اضافية للتوصل الى اتفاق لاعادة التوحيد.

ولم يحرز اي تقدم يذكر في الملف القبرصي منذ 2004 عندما رفض القبارصة اليونانيون خطة للامم المتحدة لاعادة التوحيد قبلها القبارصة الاتراك.

وبعيد الاستفتاء انضم الشطر الجنوبي اليوناني الى الاتحاد الاوروبي فيما وعدت اوروبا الشمال التركي بمساعدات قال الاتراك انها لم تطبق.

قبرص على شفير اخطر ازمة سياسية واقتصادية في زمن السلم

عندما دوت صفارات الانذار فجر الاربعاء في قبرص احياء لذكرى الاجتياح التركي للجزيرة في 20 تموز/يوليو 1974، فانها لم تذكر القبارصة اليونانيين بهذه الذكرى الاليمة فقط وانما ايضا بالازمة السياسية والاقتصادية الخطيرة التي تهدد بلدهم.

ويناضل الرئيس ديمتريس خريستوفياس من اجل الحفاظ على حكومته من التفكك بعد الانفجار الرهيب الذي اطاح في 11 تموز/يوليو بثكنة للجيش في قاعدة بحرية واودى بحياة 13 شخصا بينهم قائد القوات البحرية ودمر محطة الكهرباء الرئيسية في قبرص.

وقد ادى هذا الحادث بالفعل الى استقالة وزيري الدفاع والخارجية فيما هدد حزب صغير في الائتلاف الحكومي بالانسحاب منه في الوقت الذي يتظاهر فيه الالاف مساء كل يوم امام بوابات القصر الرئاسي في نيقوسيا للتنديد بعجز الحكومة.

وتزامن الحزن والغضب من انفجار "الاثنين الاسود" مع ذكرى الغزو التركي للجزيرة عام 1974 الذي ادى الى تقسيمها الى شطرين يوناني في الجنوب عضو في الاتحاد الاوروبي وتركي في الشمال لا تعترف به سوى انقرة.

وقال خريستوفياس في كلمة بمناسبة ذكرى هذا الغزو مساء الثلاثاء "لقد افجعتنا جميعا خسارة 13 شخصا ضحوا بحياتهم وهم يؤدون واجبهم المهني" وذلك في الوقت الذي انتشرت فيه قوات مكافحة الشغب حول القصر لمنع اقتراب المتظاهرين الغاضبين.

وتأتي هذه الازمة في منتصف ولاية خريستوفياس الذي تاثرت شعبيته ومصداقيته كثيرا بالفعل، ليصبح الان رئيسا فاقد الثقة عليه رغم ذلك ان يحافظ على اقتصاد مهدد بانقطاع الكهرباء الواسع وبمفاوضات سلام شائكة مع الشمال.

ويقول المحلل سوفرونيس سوفرونيو "هناك ضغوط شعبية هائلة تطالبه بالاستقالة" مضيفا ان "موقفه ضعيف. فهو حتى وان وجد حلا لمشكلة تقسيم الجزيرة فانه لن يكون قادرا على تسويقه".

وحتى الان لم تحقق المفاوضات التي اطلقت تحت رعاية الامم المتحدة عام 2008 اي تقدم ملموس فيما بدأ صبر المجتمع الدولي ينفد حيال هذه المشكلة.

ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يزور الثلاثاء الشطر الشمالي من الجزيرة اشارة سلبية عبر تاكيده انه لم يعد واردا "تقديم خدمات الى قبرص".

وقد امهل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القبارصة اليونانيين والاتراك حتى تشرين الاول/اكتوبر المقبل للتوصل الى نتائج مرضية املا في ايجاد حل يتم اقراره في استفتاء مزدوج قبل ان تتولى قبرص الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في تموز/يوليو 2012.

وكان خريستوفياس، مدعوما من الشيوعيين، قد جاء الى السلطة بشعبية كبيرة ووعد باعادة توحيد الجزيرة.

ولكن منذ 11 تموز/يوليو الحالي ورياح التمرد تهب على الجزيرة مع اكبر تظاهرات غير سياسية تشهدها البلاد.

وقال صاحب محل تجاري وهو يحمل بطارية ليظهر بضاعته لزبائنه ان "الحكومة اعادتنا مئة عام الى الوراء".

كذلك فان قرار استيراد الكهرباء من الشمال بسبب النقص الشديد الناجم عن دمار المحطة المركزية لم يلق قبولا من جميع القبارصة اليونانيين.

وقال الاسقف خريسوستوموس الثاني رئيس الكنيسة الارثوذكسية القوية النفوذ في قبرص انه يفضل ان يعيش "على ضوء قنديل" عن قبول الكهرباء من الشمال.

ويواجه خريستوفياس ايضا وضعا ماليا هشا. وحذر حاكم البنك المركزي القبرصي اثاناسيوس اورفانيدس في رسالة الاربعاء ان على البلاد ان تسارع الى اتخاذ "تدابير قسرية" اذا "ارادت ان تتفادى الاسوأ"، ما يعني ان تجبر على طلب مساعدة مالية من الخارج.

ويرى الخبراء ان اعادة بناء المحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء التي كانت تنتج 60% من احتياجات الجزيرة، اضافة الى فاتورة استيراد الطاقة في انتظار ان يتحقق ذلك، ستكلفان خزانة الدولة اكثر من مليار يورو. كذلك يمكن ان يؤدي نقص الطاقة الى زيادة عجز الميزانية ما لم يتم اعتماد خطة تقشف جديدة.

وقال وزير المالية السابق ميخاليس ساريس ان "كلفة اعادة البناء ستراوح بين 900 مليون ومليار يورو. واعتقد من وجهة نظري ان الامر سيتطلب على الارجح ثلاث سنوات او اكثر لتعاود (المحطة) العمل بشكل طبيعي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف