روسيا آخر جهة على الأرض تصنّف الجعة مشروباً كحولياً

أخيرًا قررت روسيا أن الجعة (البيرة) مشروب كحولي، وكأن هذا شيء يختلف عليه اثنان.. ويهدف قانون يعتبرها مُسكِرة إلى وقف انكباب أهل البلاد على احتسائها كالماء، بعدما اعتادوا على استهلاك الفودكا العالية الكحولية بغير حساب.

صلاح أحمد: وقّع الرئيس الروسي ديمتري ميدفديف أخيرًا على قانون يصنّف الجعة مشروبًا كحوليًا. وهذا بسبب أن لوائح البلاد القديمة تعتبر المشروبات التي تحتوي على نسبة كحول تقل عن 10 % "غير مُسكِرة". وبما أن نسبة الكحول في الجعة لا تتعدى 5 %، فقد نفدت من اعتبارها ما هي عليه في الواقع.

ومن التغييرات التي تتبع سريان القانون الجديد أنه سيصبح بوسع الحكومة التحكم في مبيعات الجعة على النحو نفسه الذي تتحكم به في مبيعات المشروبات عالية الكحولية مثل الفودكا. ويذكر أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير الى أن استهلاك الروس لهذا المشروب يبلغ ضعف سقف الخطورة الصحية الذي تحدده المنظمة نفسها.

ورغم أن الفودكا ظلت لزمن طويل المشروب الكحولي المفضل لدى الروس في سائر أنحاء البلاد، فقد لوحظ اتجاههم في الآونة الأخيرة إلى شراء الجعة. وتقول بعض الإحصاءات إن مبيعاتها ارتفعت أخيرًا بنسبة 40 %، بينما انخفضت مبيعات الفودكا بقرابة نسبة 30 %. وبالمقاييس الروسية فإن هذه ظاهرة في حد ذاتها.

على أن الظاهرة الأخرى التي يلاحظها زوار البلاد هي أن الروس يحتسون الجعة في الطرقات والمتنزهات وغيرها "وكأنهم يشربون الماء". وبما أنها كانت تعتبر - حتى هذا التطور الأخير - مشروبًا غير كحولي، فقد كانت متاحة للشراء حتى في أصغر أكشاك المشروبات الخفيفة والغازيّة، ويمكن الحصول عليها في أي وقت كان من ساعات اليوم الأربع والعشرين.

ونقلت فضائية "بلومبيرغ" الأميركية عن فاديم دروبيز، مدير "مركز دراسات سوق الكحول الفيدرالية والإقليمية"، قوله إن القانون الذي وقع عليه الرئيس الروسي "سيأتي بالضوابط التي ظلت غائبة ومطلوبة لزمن طويل في مبيعات الجعة".

ويُعزى سبب تفشبي الثمالة الى درجة فقدان الوعي في روسيا إلى رخص أسعار الجعة، وتوافرها في كل مكان وزمان. ولهذا فقد فرضت الحكومة في العام الماضي زيادة ضريبية على مبيعاتها بلغت 200 % في محاولة لكبح جماح هذا التيار.

وسيمنع القانون الجديد، الذي يبدأ سريانه في مطلع العام المقبل، بيع الجعة في أكشاك المشروبات الخفيفة والغازيّة وتلك التي لا تملك رخصة لبيع المشروبات الكحولية. كما سيحظر بيعه إلا في ساعات معيّنة حتى على تلك المرخص لها بذلك. ويذكر أن الرئيس مدفيديف كان قد أمر حكومته في 2009 بإعداد مسودة قانون من شأنه التصدي لمشكلة استهلاكه على ذلك النحو الخطر، الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية. وهي المسودة التي أحالها قانونًا بتوقيعه عليها الجمعة.